رؤية تحليلية.. كيف يعود برشلونة لاعتلاء عرش الكرة الأوروبية مرة أخرى؟

الفجر الرياضي



اقتربت منافسات الموسم الجديد 2018-2019 من الدوري الإسباني والدوريات الأوربية الكبري من العودة خلال الأسابيع القليلة القادمة، ومن المنتظر أن تحدث منافسات من العيار الثقيل في مختلف هذه الدوريات.


ونخص بالذكر الدوري الإسباني، وتحديدًا نادي "برشلونة"، الذي يعاني كثيرًا من التخبطات الفنية التي بدت واضحة في المواسم الماضية، من خلال عدم قدرته علي الحصول علي لقب دوري أبطال أوروبا خلال الأعوام الثلاثة المنقضية، رغم الأداء المميز الذي يقدمه الفريق في البدايات.


ويستعرض لكم "الفجر الرياضي" أبرز المشاكل التي يعاني منها البارسا وكيفية التعامل معها ومعالجتها، فضلاً عن نقاط القوة التي يتمتع بها الفريق وسبل الحفاظ عليها، علي النحو التالي :


*حراسة المرمى :

يقود مركز حراسة المرمى ببرشلونة، حارس علي مستوي أكثر من رائع وهو الألماني مارك أندريه تير شتيجن، الذي يعد مشروعًا ناجحًا بكل المقاييس لمستقبل الحراسة بالفريق الكتالوني، ولابد من الحفاظ عليه بكافة الطرق.

كما أن الهولندي ياسبر سيليسين لديه إمكانيات رائعة وبسن معقول، ولكن البارسا لا يظهر تمسكًا كبيرًا به، ومن ثم يجب التعاقد مع حارس قوي، ليكون بديلًا لتير شتيجن، في حال حدوث أي إصابة أو إجهاد مفاجئ.


*خط الدفاع :

يمتلك برشلونة خط دفاع جيد ولكن ليس بالقوي، حيث أن أومتيتي هو المدافع الأهم علي الإطلاق لدي البارسا، ولابد من الحفاظ عليه بكافة الطرق، بتجديد العقد ورفع راتبه والشرط الجزائي بعقده.

أما عن الإسباني جيرارد بيكيه فقد تراجع مستواه بدرجة كبيرة وكثرت أخطائه خاصة في أوقات وبطولات حاسمة مع الفريق، ولكنه يظل متمتعًا بشخصية قيادية وخبرة كبيرة تغطي علي تلك الأخطاء.

وعن البلجيكي توماس فيرمايلين والكولومبي ياري مينا، فكلاهما يحيط الغموض بمستقبله، حيث أن فيرمايلين دائم الإصابات رغم مستوياته المميزة، في حين أن مينا لم ينال ثقة المدير الفني بإمكانياته ولم يقدم أوراق إعتماده بعد، ويتم النظر في العروض المقدمة له، وعلي ذلك يجب التعاقد مع مساك آخر يكون شاب مميز لديه قدرة على التطور.

ولم يتم معرفة مستوي المدافع الجديد للبارسا، الفرنسي كليمونت لينجليت، الذي وفد مؤخرًا من إشبيلية الإسباني، وسيتوقف أمر نجاحه علي إمكانياته الخاصة كمدافع جاء من بين العديد من الخيارات، وعلي قدرته السريعة علي الانسجام، وإذا حدث ونجح لينجليت في ذلك، فلن توجد مشكلات بخط دفاع البلوجرانا خلال الموسم المقبل.

ولا توجد مشكلات في الجبهة اليسري، التي يقودها جوردي ألبا المتألق علي مستوي الفريق والمنتخب الوطني، ولكن تحتاج تلك الجبهة الخطيرة لبديل جيد في حال تعرض اللاعب لأي مشكلة مفاجئة، في ظل عدم إقتناع المدرب بالمدافع الفرنسي لوكاس دينيه.

في حين أن المشكلة التي تحتاج لمعالجة سريعة، تكمن في مركز الظهير الأيمن، وقد اعتمد مدربي البارسا خلال الموسمين الماضيين علي سيرجي روبيرتو، لكنه لم ينجح بالشكل المطلوب، ومع التعاقد مع نيلسون سيميدو تقلصت المشكلة نسبيًا، ولكن هذه الجبهة مازالت في حاجة للاعب سوبر.


*خط الوسط :

عاني خط وسط برشلونة من تأثر شديد، منذ رحيل تشافي هرنانديز ثم كِبر سن أندريس إنييستا وتراجع عطائه في الملعب بمرور الوقت، وبدا خط الوسط فارغًا.

وأول مشكلة تواجه خط وسط البارسا هو سيرجيو بوسكيتس، الذي يحتاج إلى الراحة والمداورة مع لاعبين جدد في نفس مركزه، وعلي رأسهم نجولو كانتي من تشيلسي وكوكي من أتليتكو مدريد، والذين يستطيعا اللعب كارتكاز صريح أو لاعب محور أو لاعب بوكس تو بوكس محل بوسكي.

ثاني مشاكل خط وسط البارسا، هو إيفان راكيتيتش، الذي تراجع مستواه في الموسمين الماضيين بصورة ملحوظة، وقد فشل كلا من باولينهو وأندريه جوميز في سد هذا الخلل وضبط إيقاع اللعب بين الدفاع والهجوم.

ومن المنتظر أن يأتي الحل عن طريق استمرار تألق البرازيلي فيليبي كوتينهو في الفترة الأخيرة وانسجامه السريع مع الفريق، فضلا عن الوافد الجديد آرثر ميلو الذي قد يخلف كوتينهو في مركزه، أو يتواجد بجانب بوسكيتس أو مكانه أيضًا، ويتوقف ذلك علي سرعة انسجام آرثر مع الكتيبة الكتالونية.


*مركز الهجوم :

ليونيل ميسي.. قدم الأسطورة الأرجنتينية عصارة خبراته خلال الموسم الماضي 2017-2018، وأثبت أنه ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل ساحر يقرأ ثم يبطل خطط مدربي الخصوم، سواء كانت تلك الخطط مبنية علي الهجوم أو الدفاع.

ولكن إرنيستو فالفيردي أخطأ في طريقة الإعتماد علي ميسي، ولم يراعي الفرق بين المباريات المهمة والأخري الأكثر أهمية، فأشرك ميسي في 21 جولة متتالية بالليجا دون راحة، وكان معظم تلك المباريات محسومًا منذ الدقيقة 60.

ونظرًا لاختلاف دور وإمكانيات وشخصية ميسي في الملعب بدرجة وصلت إلى اعتباره العامل الرئيسي، الذي يمتلك مفاتيح الفوز للبارسا، فيجب أن يحتوي الفريق علي لاعب بنفس تلك المقومات والشخصية أو بعضٍ منها، من أجل إراحة هذا الأسطورة قليلاً.

وإذا نظرنا لباقي عناصر الهجوم، نجد أن الفرنسي الشاب عثمان ديمبيلي لم يقدم شيئًا يقنع المدرب أو النادي حتي الآن، رغم موهبته الكبيرة وسعره الكبير (105 مليون يورو)، كما أن باكو ألكاسير لم يشارك مع الفريق إلا قليلاً، مما جعل إمكانياته مجهولة بدرجة كبيرة.

وأخيرًا لويس سواريز، فقد هبط مستواه نسبيًا مع الفريق، ولم يعد بالمهاجم اللامع كما كان سابقًا، وخاصة بعد أن رحل البرازيلي نيمار دا سيلفا منذ عام كامل، حيث كان يقدم العديد من التمريرات الحاسمة للويزيتو أمام المرمي، وهذا ما جعل برشلونة يفكر جديًا في التعاقد مع مهاجم آخر علي مستوي عالي.


*حلول عاجلة لمشاكل برشلونة :

1- إدارة الجانب البدني خلال الموسم بشكل منظم، بالمداورة بين اللاعبين، والإعداد البدني الدائم للاعبين الذين لا يشاركون "البدلاء" حتي تكون المداورة بين الأساسيين والبدلاء فعالة ولا يحدث خللاً.

وسبق أن رأينا الإعياء والتعب وتراجع النتائج المتكرر ظاهرًا في نهايات المواسم الماضي بين اللاعبين، الذين يشاركون بصورة أساسية دائمًا، وخاصة في المباريات الحاسمة في الليجا ودوري أبطال أوروبا.

2- يجب تنويع الإعتماد علي جميع اللاعبين، خلال فترات متقطعة من الموسم، حتي يكون الجزء البديل منهم علي أتم الإستعداد والجاهزية للمراحل الأخيرة من الموسم، وإذا تم حل هذه المشكلة، سنجد برشلونة فريقًا لا يقهر، وسيظهر كل لاعب ما يمتلكه من إمكانيات في مركزه.

3- إيجاد وتنفيذ الخطة (ب) بأسرع وقت ممكن، فبعد أن كان "برشلونة جوارديولا" والفترة الأولي من ولاية "برشلونة إنريكي" يتم تطبيق أسلوب "التيكي تاكا"، صار الإعتماد علي "ميسي".. ميسي فقط.. !!!

ولاحظنا كم عاني ويعاني الفريق في غياب ميسي، ويكفي أن فوز الفريق في غياب ميسي يكون أمر محتملاً وليس مؤكدًا أو موثوقًا في حدوثه، ولذا يجب وجود خطة بديلة يتم الإعتماد فيها علي لاعبين آخرين، وبخطة أخري متكاملة.