رغم التطور العلمي.. العم "بضابا" يمارس مهنة المجبراتي منذ 50 عامًا (صور

محافظات



تمر السنوات ويشهد الطب تطوير كبيرا في عالم الطب وتزدهر العلوم وتتبوأ أماكن جديدة ويشار إليها بالبنان وتبقي المهن الممزوجة بإخلاص الوارث والحكمة جيلا بعد جيل شاهدة ومشاركة في نجاح العلوم الحديثة إن لم تنافسها في بعض الأحيان لما لها من تأثير ملموس علي صحة وراحة أهالينا وناسنا بالقري والنجوع والمدن ومنها‏ المجبراتي‏.

وهي المهنة التي قد لا يعرفها الكثير في وقتنا الحاضر بينما كانت تحظي بسمعة كبيرة وثقة واحترام أجدادنا الذين يقصدونه لعلاجهم في حالة تعرضهم لخلع العظام أو الجزع حيث يقوم بمهارة فائقة اكتسبها ممن سبقوه في إرجاع العظم لمكانه وتثبيته "بجرب من قلب النخل" ورد الجزع ويكتفي بالقليل من المال نظير عمله وفي مدينة الغردقة يوجد شقه في بيت في منطقة مجاهد يقصده الكبير والصغير ويسأل عنه القادمون من المحافظة وخارجها. إنه بيت عم بضابا المجبراتي ذلك الرجل الذي تخطي العقد الثامن من عمره وما زال محافظا علي مهنة المجبراتي التي ورثها عن أبيه وجده بل واستطاع أن يحبب أبنه فيها حتي لا تندثر كغيرها من المهن التي هجرها أصحابها كما ذاع صيته بين ربوع المحافظات المجاورة.


"بضابا" مواليد 1927 والذي تخطئ الثمانين عاما أشهر مجبراتي في البحر الأحمر ويعمل في هذه المهنه منذ أكثر من 50 عاما ؛ يأتون له الناس من جميع المحافظات لعلاجهم.

قال "بضابا" الذي تخطئ 80 عاما: تركت الكتاب لكي أساعد أبي في عمله في الزراعة وأحببت مهنة المجبراتي كثيرا التي ورثها أبي عن عمه حيث كان محل تقدير واحترام الناس لأنه يخفف آلامهم ولا يكلفهم إلا القليل من المال ويكون فرحا طوال ساعاته بدعاء الناس له والأمهات والجدات لإتمام الشفاء علي يديه وكنت حريصا علي تعلم كافة أسرار مهنة المجبراتي حتي أتقنتها في سن مبكرة وأصبحت مجبراتي مشهور بين المحافظات عقب وفاة والدي.

وقال إن المجبراتي لا يهدف إلي جني المال فسعادته تكمن في تخفيف المعاناة عن المرضي وأشار إلي أن أول أجر تقاضاه كان 3 ملين وأنه يحرص علي إستقبال أكبر عدد لعلاجهم من مسلمين وأقباط حتي أطلقوا عليه لقب طبيب الفقراء وأنه ليس له قائمة أسعار محددة ويكتفي بما يمنحه له أهل المريض وهي في الغالب مبالغ رمزية.

وعن نوعية الحالات التي يقوم بعلاجها يقول:-

قال "بضابا" أقوم بعمل الجبيرة وإرجاع العظم لمكانه وتثبيته بطبان أو الرصاص ورد الجزع وهناك بعض الحالات تحتاج إلي تدخل طبي فأرفض القيام بها وفب حالات بعص الكسور والفقرات أقوم بعلاجها أما الحالات التي تحتاج تدخل طبي أرفض علاجها حرصا علي سلامة المريض.

وعن علاقاته بأطباء العظام يقول:-

يوقول عم "بضابا" هناك بعض الأطباء لا يعترفون بمهنتي ويتهمونني بأني غير متخصص بينما هناك بعض الأطباء ينصحون مرضاهم بالمجيء إلي للقيام بعمل الجبيرة لهم ؛ وأقول أن هذه نعم الله علي ويكفيني دعوات أهلنا وناسنا والحمد لله.

وعن أبنائه قال عم "بضابا" لدي من الأبناء 4 رجال منهم واحد فقط من كان حريص علي توريثه المهنه وحرص علي تعليم أبنائه.

يقول "محمد علي" أحد الأهالي اصطحبت ابنتي الصغيرة إلي مكان عم بضابا لعمل جبيرة له حيث تعاني من خلع في ركبتها وهو رجل مشهود له بالكفاءة في مهنته ويغنينا عن الذهاب لطبيب العظام الذي يكلفنا الكثير من المال نظير عمل الأشعات والأدوية وغيرها بينما يقوم عم بضابا بنفس عمل الطبيب نظير مبلغ زهيد.