قبل تزينها سماء القاهرة.. ما لا تعرفه عن شهب "البرشاويات"

تقارير وحوارات



تشهد سماء مصر والدول العربية، ظاهرة فلكية تتمثل في تساقط شهب "البرشاويات"-يمكن متابعتها بالعين المجردة دون الحاجة إلى استخدام أي تلسكوبات، فضلاً عن أنها ليس لها أي تأثير ضار على الصحة العامة للإنسان أو على كوكب الأرض بصفة عامة- وتبلغ ذروتها خلال هذا العام من منتصف ليل الأحد القادم وحتى ما قبل شروق شمس الاثنين.

 

وتعتبر شهب البرشاويات واحدة من أهم وابلات الشهب السنوية حيث تتساقط بمعدل 40 - 60 شهاب في الساعة، وفي هذا العام لن تكون السماء خالية من الاضاءه حيث سيكون القمر متواجد في السماء اسفل الكوكبة حسب افق المملكة، ووجود القمر قد يتسبب في عدم رؤية تساقط الشهب ضعيفة السطوع. وتبلغ سرعة الشهاب لدى دخوله الغلاف الجوي ما بين 11 ـ 72 كم في الثانية الواحدة، ويبدأ الشهاب بالظهور على ارتفاع 100 كم تقريبا عن سطح الأرض ويبلغ عدد الشهب التي تسقط على الأرض بحوالي 100 مليون يوميا معظمها لا يرى بالعين المجردة.

 

وتعرف شهب البرشاويات، بانها عبارة عن زخات كثيفة من الشُهُب تبلغ ذروتها في 12 أغسطس من كل عام، حيث يمكن رؤيتها بالعين المجردة، دون الحاجة إلى استخدام تلسكوبات أو أدوات للرصد، ويُعتبر المذنب "سويفت-تتل" والذي اكتُشف عام 1862 هو مصدر هذه الشُهُب.

 

وسميت "البرشاويات" بهذا الاسم نسبةً إلى كوكبة فرساوس أو برشاوس "حامل رأس الغول"، والتي تظهر وكأنها منبعثة منها.

 

تشكّلها وفترة نشاطها

 

أثناء مرور "سويفت-تتل" بالأرض أثناء دورته حول الشمس مرة كل 133 سنة، يترك حطامًا في مساره والتي تخترق الغلاف الجوي مسببةً "الهطل الشهابي" أو "الأمطار الشهابية"، حيث أنها عبارة عن نهر متصل من بقايا جزيئات المذنب التي تشكل مساره، ويتراوح عرض هذا المسار ما يقرب من 120 كم.

 

يبدأ نشاط شهب البرشاويات في الفترة من 17 يوليو حتى 24 أغسطس، لكن ذروة النشاط تبلغ أقصاها في 12 أغسطس، وممكن رصدها لمدة ثلاث ليالي تقريبًا قبل وبعد ليلة الذروة. ويمكن رصد هذه الشهب بمعدل 1- 2 شهاب في كل دقيقة وفي أفضل الحالات بمعدل 90 - 100 شهاب في الساعة، وبمعدل سرعة ما بين 12 إلى 72 كم في الثانية الواحدة.

 

متى تصل الشهب لأعلى معدلاتها

 

وتصل معظم زخات الشهب السنوية أعلى معدلاتها عندما تعبر الأرض خلال البقايا النيزكية من المذنبات والكويكبات، ومع قيام تلك القطع الصغيرة بحجم الحصى بالاصطدام بأعلى الغلاف الجوي حول الأرض بسرعة عالية فهي تحترق على ارتفاع نحو 70 إلى 100 كيلومتر، وتظهر في صورة شهب، ومن ضمنها شهب البرشاويات، وفي حال عبرت الكرة الأرضية خلال تجمع نيزكي كثيف فسوف يرصد عدد مرتفع من الشهب، ولكن من غير المعروف أن كان سيحدث هذا العام أم لا، فضلاً عن أن الضوء المرئي الناتج عن الشهب يأخذ ألواناً مختلفة اعتماداً على التركيب الكيميائي للنيزك وسرعة حركته عبر الغلاف الجوي، فاللون البرتقالي الأصفر يشير إلى (الصوديوم)، والأصفر (الحديد)، والأزرق والأخضر (المغنيسيوم)، والبنفسجي (الكالسيوم) والأحمر (النيتروجين والأكسجين الجوي).

 

وفي حال تمكن أحد النيازك من الوصول إلى سطح الأرض، عندها يسمى حجر نيزكي، ولكن القليل جداً من الشهب تصبح أحجاراً نيزكية؛ بسبب طبيعة الحطام الناتج عن المذنبات، فإن معظم الأحجار النيزكية مصدرها الكويكبات، وبتحديد سرعة واتجاه تلك الشهب يمكن معرفة مسارها عبر النظام الشمسي، وتحديد الجسم المسؤول عن إنتاجها.

 

ولن تكون شهب البرشاويات هي الوحيدة في شهر أغسطس، فيسبقها في الثامن منه شهب دلتا الجدي الشمالية -تحدث شهب الجنوبية في يوليو- ويمكن ملاحظتها عند الطالع المستقيم 22:20 ساعة، والميل 4 درجات جنوبا، بمعدل 4 شهب في الساعة، وهي تنشط في الفترة 15 يوليو إلى 25 أغسطس، وسيكون القمر مضيء بنسبة 96 % وشروقه 07:07 م.

 

كما يشهد آخر أغسطس زخة أخرى يوم 30 أغسطس شهب جاما كوكبة أبو سيف (Doradids) عند الطالع المستقيم 04:04 ساعة، والميل 49 جنوبا، بمعدل 5 شهب في الساعة، والقمر مضي بنسبة 71 %، وهي تنشط بين 19 أغسطس و6 سبتمبر.

 

أفضل توقيت الرصد

 

أفضل توقيت لرصد، بعد منتصف الليل، بمراقبة الأفق الشرقي من موقع مظلم تمامًا بعيدًا عن أضواء المدن؛ حيث ستكون نقطة انطلاق الشهب ظاهريًا أمام مجموعة نجوم "برشاوش"، ولكن يمكن أن تظهر الشهب من أي مكان في قبة السماء.