مصطفى عمار يكتب: محمد صلاح.. دلعونى لأكفر!

مقالات الرأي



لم أكن يوماً مدافعاً عن مجلس إدارة اتحاد الكرة، فحتى حازم إمام الوجه البرىء داخل مجلس الاتحاد تم تلويثه بعد نشر فيديو له مع ميدو وسيف زاهر ومجدى عبدالغنى، وكنت أتمنى أن يخرج حازم بعدها ليعتذر لجماهيره ويعلن انسحابه من المشهد الإعلامى ومن اتحاد الكرة لأنه أخطأ، ولكن حازم أصابه ما أصاب أعضاء اتحاد الكرة المصرى من تبلد وعدم شعور بالمسئولية أو حتى بردة فعل الجماهير الغاضبة..

نعم اتحاد الكرة المصرى يشوبه فساد ومجاملات عديدة، تفرغ للكتابة عنها خلال الأسابيع السابقة مجموعة كبيرة من الأصدقاء المسئولين بلمف الرياضة بالصحف المصرية، والذين لا يملكون شبكة مصالح مع رئيس الاتحاد أو شركة برزينتيشن ليغضوا الطرف عن تجاوزات رئيس الاتحاد ومجلسه.

ولكن كل ما سبق ذهب مع الريح بمجرد مشاهداتى لكليبات محمد صلاح التى يرد فيها على اتحاد الكرة، شعرت أنه لم يعد صلاح ابن هذه القرية البسيطة التى تعود على العرق والكفاح لتحقيق أحلامه، ربما يتحدث بلسان مدير أعماله ومحاميه، ربما أصابه مس النجومية القاتل.. ولكن هل يعى صلاح ما فعله..

قرر أن ينتقم من مجلس فاسد بكتابة تويتة على موقعه، لابتزاز عواطف الجماهير المصرية، يخبرهم فيها أنه غير راض عن مجلس اتحاد الكرة وعندما رد الاتحاد بعقد مؤتمر صحفى - خايب – حاول فيه تشويه صورة صلاح، كانت النتيجة عكسية ومنحت صلاح الفرصة لكشف الفساد.. ولكننا فوجئنا به يتحدث عن عدم وجود طقم حراسة شخصية لبعثة المنتخب مثلما يحدث معه فى الخارج، وعن عدم تخصيص مقاعد فيرست كلاس له ولباقى اللاعبين مثلما يحدث معه فى الخارج، وعن عدم استغلال صوره أو ملابسه فى الدعاية.. شعرت بصدمة كبيرة، أهذه هى الطلبات التى جعلت «مو» يغضب ويخرج عن صمته! كل هذه الثورة والرغبة فى التغيير سببها مقعد كرسى فى طائرة وانضباط داخل معسكر وعدم استغلال صوره فى دعاية..

صدمتى فى صلاح كبيرة، ولا تقل عن صدمتى فى استمرار مجلس اتحاد الكرة فى موقعه رغم كل التجاوزات والفضائح التى تم ارتكابها فى روسيا خلال أداء مباريات كأس العالم..

لكن كنت أتمنى من صلاح أن يكون قدر المسئولية، وأن يأتى إلى القاهرة ويعقد مؤتمرا صحفيا لصحفيى الرياضة المصريين، ليخبرهم عن أسباب غضبه من مجلس اتحاد الكرة وعن طلباته وأن يطلب منهم دعمه فى موقفه ضدهم، ولكنه للأسف قرر أن يتصرف معهم وكأنه لاعب محترف فى فرقة أجنبية، هل يعلم محمد صلاح عدد المواقع الصحفية والعالمية التى نقلت ما حدث بينه وبين اتحاد الكرة فى وطنه، هل ارتاح ضميره بعد أن عرف أن مصر بها اتحاد كرة فاسد يحاربه هو من لندن.. وهل إذا نفذ اتحاد الكرة رغبات محمد صلاح سيعود من وجهة نظره إلى كونه اتحاد كرة عظيما..

صلاح فى أزمته الأخيرة مع اتحاد الكرة ذكرنى بالمثل المصرى الشهير

«دلعونى لأكفر» !