"هتنزل في بطنه نار".. بائعة كشري تلجأ إلى حيلة غريبة لمواجهة استغلال السارقين

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات الباعة الجائلين للترويج إلى بضائعهم وعروضهم، في محاولة لجذب زبائن السوق إليهم، تمر عربة صغيرة بهدوء شديد، تحاول أن تتجنب زحام السيارات بالسير على جنبات الطريق، فتستمر في طريقها وسط المارة، لايصدر أصحابها صوتًا ولا يتوقفون سوى حينما يناديهم زبونًا يسترزقون منه.

 



"حسبي الله ونعم الوكيل في اللي ياخد علبة وميدفعش ثمنها تنزل في بطنه نار".. عبارة طويلة دونتها سيدة أربعينية، على لوحة كبيرة بخط واضح، حيث قامت بلصقها على أحد جانبي عربتها الصغيرة التي تستخدمها لبيع علب الكشري بسوق الجمعة، علًّها توقظ ضمائر رواد السوق وتمنعهم من مضايقتها.


وبالرغم من أن هذه العبارة كانت كافية للفت انتباه الزبائن إلى العربة والإقبال على تناول الكشري منها، إلا أن مالكتها، قصدت من خلال هذه اللوحة أن تحمي رزقها من مستغلي وحدتها لكونها امرأة ضعيفة، تقوى بالكاد على جر العربة لمسافات قصيرة حول منزلها الذي يقع بجوار السوق في السيدة عائشة، لجني الربح، خاصة بعدما تعرضت عدة مرات للسرقة.


مشقة العمل الذي يستمر لساعات طويلة كل أسبوع، اضطُر السيدة للاستعانة بشاب عشريني، ليساعدها في عملها بجر العربة لعدة ساعات داخل السوق وبيع الكشري إلى الزبائن بعد صلاة الجمعة، فيستغل البائع إجازته الأسبوعية في جني بعض المال مقابل تخفيف العبء عن مالكة العربة.

 

لا يعير البائع العشريني، المارة من حوله انتباهًا كبيرًا، حينما يستمع إلى عباراتهم الساخرة من اللافتة الملتصقة بالعربة، فيستمر بالجر حول السوق، لايجيب سوى على الزبائن التي تطلب شراء الكشري منه، فهو يعلم جيدًا أن العبارة التي لا يحتاجها في عمله، تعين السيدة المسكينة أثناء بدء رحلتها في جر العربة، وتنقذها من مضايقات الرجال والسارقين.