حكاية صياد عاش في مصر منذ 21 ألف عام (صور)

أخبار مصر

بوابة الفجر


يبدو أن الحضارة المصرية القديمة ستظل على موعد مع المفاجآت الدائمة لنا نحن أبناء القرن الواحد والعشرين، فكلما تخيلنا أننا جمعنا أطرافها بين أيدينا نجدها تفاجئنا بما هو جديد دائمًا. 


يذكر أن المتحف المصري في التحرير أعلن منذ أيام عن إطلاق معرض مؤقت لمدة شهر كامل، والمعرض جاء بعنوان "إعادة اكتشاف الموتى"، وهو يعرض لعدد من البقايا الآدمية، والتي تندرج دراستها تحت علم دراسة العظام الآدمية أو "البيوآركيولوجي".

وكانت أبرز القطع التي تم العرض لها هي هيكل عظمي يتم عرضه لأول مرة، وعنه تقول إيناس نبيل مفتشة آثار بالمتحف المصري في التحرير، والمسؤولة عن بدروم المتحف إن الهيكل اكتشفه، فريد فريندوف وروموالد شيلد عام 1982 في وادي الكوبانية على الضفة الغربية للنيل حوالي 12 كم شمال أسوان.


وتفجر إيناس مفاجأة، وهي أنه باستخدام الكربون المشع تبين أن عمر الهيكل يرجع إلى العصر الحجري القديم المتأخر منذ ما يقرب من 21 ألف سنة كاملة. 


وتضيف أن الهيكل كان متحجرًا ومغطى بالرمال وموجود داخل كتلة من الترسيب الكلسي الرملي، والجسد ممدود والوجه لأسفل بينما تتجه الرأس نحو الشرق، والذراعين ممددتين على جانبي الجسد، ولم يتم العثور على الأرجل، فقط عظام صغيرة مفتتة من أسفل الحوض، ويعتقد أن الأرجل كانتا مثنيتين ومطويتين وأدت عوامل التعرية لتفتتهما. 


وأشارت إيناس إلى أنه تمت إعارة الهيكل لمدة عام للمتحف القومي للولايات المتحدة حيث قام معمل الحفريات الفقارية بواشنطن والتابع للمتحف القومي باستخراج الهيكل العظمي من الكتلة الحجرية الحاوية له وإعداد نموذج طبق الأصل من الهيكل، وكذلك الدراسة الأنثروبولوجية للهيكل حيث أتت المفاجآت تباعًا، حيث بينت الدراسات أن الهيكل ولشخص في ريعان الشباب حوالي 23 عام، طوله 172 سم تقريبًا، قوي البنية، ذو ذراع يمنى قوية ربما يكون رامي سهام أو رماح، ومن المحتمل أن يكون سبب وفاة الشاب هو إصابته بشفرتين حجريتين اخترقتا الجانب الأيسر للجسد حيث عثر عليهما، حيث استقرت إحداهما في الشريان الأورطى الباطني، واستقرت الأخرى بالقرب من الكلية اليسرى والأورطى مما أدت لحدوث مزيف مميت. 


وتختتم إيناس تصريحاتها بقولها أي أننا أمام هيكل صياد مارس حياته هنا فوق أرض مصر منذ 21 ألف عام كاملة، اي أن هذه المنطقة المعروفة بوادي الكوبانية، 12 كم شمال أسوان كانت عامرة بحياة في ذلك التاريخ المبكر. 


ومن ناحيتها قالت صباح عبد الرازق مدير عام المتحف المصري في التحرير إن علم البيوآركيولوجي، دراسة العظام الآدمية، هو علم منتشر في العديد من دول العالم، وهو الذي يختص بدراسة البقايا الآدمية، والذي يعد أساس التصنيف العرقي في عصور ما قبل التاريخ، ويمكن من خلال هذا العلم عمل مقارنة بيولوجية جسدية بين إنسان ما قبل التاريخ وبين أحفاده الذين على قيد الحياة الآن.


وبهذه الدراسة من الممكن إلقاء الضوء على أوضاع وممارسات الدفن مما يمكننا من دراسة حضارة الشعوب، كما أنه يعد من أهم المصادر لمعرفة الأمراض فى مصر القديمة وبالتالى معرفة أسباب الوفاة.

كما يعد هذا المعرض معرضًا تعليميًا حيث يلقى الضوء على بعض الحالات الغير معتادة التى توفر الكثير من المعلومات للدراسة والبحث، كما تسمح لزوار المتحف بالتعرف على اهمية علم الآثار البيولوجى فى الآثار المصرية القديمة وإدراك كيف تمدنا هذه الحالات بالمعلومات فى عدة مجالات بالإضافة إلى مساعدة الناس على معرفة المزيد عن العلوم والتاريخ وفهم عادات الدفن المصرية القديمة.