تفاصيل لقاء عمرو موسى مع "أديب" في برنامج "الحكاية" (فيديو)

توك شو

عمرو موسى
عمرو موسى


حل عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية سابقًا، ووزير الخارجية سابقًا، ضيفًا مع الإعلامي عمرو أديب، ببرنامج "الحكاية" المذاع عبر فضائية "mbc مصر"، أمس، حيث قال إن الوفد المصري برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، كان نشيطًا في منتدى "دافوس"، وتحدث خلال المنتدى بكل وضوح، كما أنه يحضر "دافوس" منذ أن كان وزيرًا للخارجية المصرية، حيث يتحدث المنتدى عن مستقبل العالم والعولمة، والتعرف على موقف الولايات المتحدة الأمريكية وسياستها في أمور معينة، وكذلك موقف الصين واليابان والهند وغيرها من الدول في أمور كثيرة.




وأضاف موسى، خلال حواره ببرنامج "الحكاية"، أنه تمت مناقشة الوضع في المنطقة العربية، والذي يشهد اضطرابا بشكل كبير، وكان لا بد من معرفة هل هذا الاضطراب سيؤثر على الاقتصاد بالمنطقة أم لا، وكذلك النظرة العلمية لهذا المستقبل، وهل سيظل البترول على أهميته الحالية في المستقبل، أم أن الاكتشافات العلمية ستعطي مصادر طاقة جديدة.

وأشار إلى أن منتدى "دافوس" علمي في المقام الأول، وكان يتمنى أن يحضره العلماء المصريون في مختلف المجالات، وكذلك الجمعيات الأهلية والمجتمعات المدنية، حيث إن العالم لا يدار الآن بالحكومات فقط بل يدار أيضا بالمجتمع المدني، لأنه أصبح غاية في النشاط، وكان يجب أن يحضره رجال الأعمال الصغار والكبار والمرأة.




وأشار: "بكون قاعد في المنتدى وبتعلم وبسمع الحاجات الجديدة، ما بالك بقى أنا بتعلم يبقى لازم الشباب كانت تحضر عشان هي اللي هتعيش"، موضحًا أن الوفد المصري في دافوس كان من الضروري أن يكون عدده كبيرًا وأن يضم أيضًا علماء، ويرى أن الوفدي الصيني والبريطاني كان الأقوى في المنتدى، كما أنه كان مهتما لسماع تصريحات رئيس البرازيل الجديد.

وعلق عمرو موسى على ذكرى 25 يناير: "ثورة حقيقية أدت إلى تغيير شامل، مضيفا أنه يجب الاحتفال بعيد الشرطة في نفس اليوم للتضحيات التي قدمتها الشرطة المصرية الباسلة عام 1952، ورجال الشرطة المصرية قادوا مقاومة بطولية بتوجيه سياسي وطني ضد قوات الاحتلال عام 1952، وشباب مصر ثاروا من أجل تغيير الدولة للأفضل".




وأكد أن وصول جماعة الإخوان للسلطة في مصر كان حدثًا مهمًا للغاية في حد ذاته، حيث أظهر فشلهم في إدارة الدولة، موضحًا أنه لم يعارض جماعة الإخوان أثناء حكم المعزول محمد مرسي كجماعة لكنه عارضهم بسبب سياساتهم، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان لم يستطيعوا حكم مصر، ولم يقوموا بإصلاح الحياة المصرية، وغير قادرين على النهوض بالدولة، "أصل المسألة مش دروشة ومصلحة وحكم وخلاص"- على حد قوله، كما  أنه كان غير قادر على قبول استمرار حكم الإخوان أكثر من ذلك.

وأوضح عمرو موسى، أنه لولا تراجع الدور المصري في المنطقة الفترات الماضية نتيجة الظروف التي مرت بها البلاد ما كان لتركيا وإيران القدرة على التغول في المنطقة بالشكل الذي نراه الآن، حيث إن مصر لها وزن ثقيل جدًا في المنطقة العربية، مؤكدًا أن مصر تُعد حجر الراحة لمنطقة كبيرة جدًا سواء الدول الإفريقية أو المنطقة العربية، وليس من السهل أن يحدث لها أي مكروه، مستشهدًا بما يحدث في الأزمة السورية، التي تسببت في إرباك للمجتمع العالمي بشكل عام، "ما بالك لو حصل حاجة لمصر"، على حد قوله.





وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية سابقا، إلى أنه لا يمكن لقوى سياسية سواء كبيرة أو صغيرة أن تتحمل اختفاء مصر من المسرح السياسي والإقليمي والدولي، ويجب على مصر إثبات ذلك من خلال القوة الناعمة والعلماء وتقوية الجيش المصري، حيث إن مصر مرحب بها دوليا، مؤكدًا أن الولايات المتحدة الأمريكية تُعد القوة العظمى في العالم حاليا وفي المستقبل أيضًا لفترة طويلة، ولكن يجب على واشنطن أن تأخذ في اعتبارها وجهات نظر الآخرين، والاهتمام بالحلفاء وعدم الاستهانة بهم، مؤكدًا أن سياسة أمريكا وراء تمكن إيران في العراق.





وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها حدود في تعاملها مع إيران، ولن يحدث حرب بينهم، مؤكدًا أن إيران الآن أصبحت موجودة في سوريا واليمن وفي دول أخرى، وهذا يعني أن إيران أصبحت قوة كبيرة أيضًا، وهذا يقتضي على مصر والعرب اتخاذ سياسة أخرى مع إيران، مضيفًا أنه يجب على الدول العربية جميعها أن تتحد سويًا من أجل تحديد خريطة السياسة مع إيران، وكان يجب أن يقوم بهذا الدور جامعة الدول العربية ولكنها مظلومة حاليا، مستشهدًا بموقف له "ناس أمريكان قالوا لي لما نكون عاوزين نكلم إيران لها حكومتها بنكلمها، بس لو عاوزين نكلم العرب نكلم مين بالضبط".




وقال إن التقدم الاقتصادي في مصر واضح بدرجة كبيرة، حيث إنه التقى رئيسة صندوق النقد الدولي في حفل عشاء، وسألها عن موقف الاقتصاد المصري، والتي بدورها أكدت أن الاقتصاد المصري يتقدم، مؤكدًا أن رئيسة النقد الدولي قالت له "ما زلتم على الطريق الصحيح"، وعندما قابلها هذا العام في منتدى "دافوس" وسألها على الاقتصاد المصري، قالت "ماشيين كويس، بس حسيت إنها مش بنفس الحماس اللي قالته السنة اللي فاتت".



ولفت إلى أن "هناك منظمات ومؤسسات مالية دولية تشيد بتقدم الاقتصاد المصري، وده شيء يسرنا للغاية، وهذا لا يعني أن هناك صعوبات كثيرة علينا اتخاذها"، مضيفًا: "دي عاملة زي العملية الجراحية، لأن الإهمال متراكم جدًا، لو كنا بنصلح في الفترات الماضية مكنش ثورة 25 يناير هتقوم".




وأجاب الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، على سؤال الإعلامي عمرو أديب، "هل الأزمة الحالية في المنطقة العربية ضد العرب تتمثل في إسرائيل أم إيران؟"، مؤكدًا أنه قد يكون التحديات التي تواجه المنطقة العربية أكثر من تحدٍ وليس فقط إيران وليس فقط إسرائيل، كما أن هناك مشكلة كبيرة بين العرب وإيران، حيث إن طهران تسعى لعمل دولة فارسية كبيرة تكون عاصمتها بغداد، فزادت الأزمات السياسية والحضارية بين العرب وطهران، وليس الدول العربية المحيطة أو المجاورة بإيران فقط، بل الدول العربية التي تستنكر سياسات وآراء إيران.

وأشار إلى أنه لا يجب خلط الأمور، ويجب دراسة ملفات الخلافات مع إيران بشكل منفصل، حيث يجب دراسة ملف العلاقات العربية الإيرانية بشكل منفصل عن العلاقات الإيرانية- الأمريكية عن العلاقات الإيرانية- الإسرائيلية، والخلط بين تلك الملفات سيكون على حساب الملف العربي، مضيفًا :" إسرائيل ممكن ميكونش عندها مانع تضرب إيران، ولكن الدول العربية عندها قوة ناعمة تقف ضد إيران وليس الحرب، ولذلك يجب دراسة الملفات بشكل منفصل".



واستنكر عمرو موسى، هجوم بعض الإعلاميين والسياسيين على لجنة الخمسين التي وضعت الدستور، حيث ذكر أن البعض وصف اللجنة التي كان يرأسها بأنها "عصابة"، والبعض وصف الدستور بأنه "تهمة" وهذا أمر لا يصح ولا يليق، حيث لا يصح الطعن في مصداقية هؤلاء من صاغوا الدستور، وتلك الأوصاف مهينة لمصر، موضحًا أن الدستور يُعد الوثيقة الأساسية للحكم في مصر، وأقسم عليه رئيس الجمهورية، كما أن الدستور ينظم الحياة السياسية والاقتصادية في مصر.

وتابع أن هناك آراء تحدثت عن تعديلات في بعض مواد الدستور هنا وهناك، وهناك مقالات كُتبت في هذا الشأن، والغريب في الأمر أنه لا يوجد أي نقاش عن هذا الصدد في مجلس النواب، بل أصبح الرغبة في تعديل الدستور إعلامية فقط، كما أن الدستور نفسه نص على طرق تعديله بطرق قانونية، حيث يحق فقط لرئيس الجمهورية أو خمس أعضاء مجلس النواب، الشروع في تعديل بعض مواد الدستور، وفتح الأمر أمام الشعب والمجتمع المدني، وإذا استخدم أحد حق تعديل بعض مواد الدستور يجب ألا يتم الاعتراض عليه، "إيه التعديلات، الله أعلم".




وأضاف أنه يجب الحفاظ على روح الدستور وعلى توجهه وحقوق المرأة وكذلك العدالة الاجتماعية التي نص عليها الدستور، حيث لا يجب  المساس بها، وحال طلب أحد المحقين لهم الرغبة في تعديل الدستور، عليهم عرض تعديلات مشروعة، ويحدث عليها تعديلات على تلك التعديلات بناء على الحوار المجتمعي، وتفاهم وطني من جلال جلسات استماع رسمية في مجلس النواب، وعرض المواد المقترحة أو المعدلة على الأحزاب ومن حق الأحزاب الرفض أو التأييد.

كما أكد موسى: "أهم حاجة في الأمر عاوز أوضحها، ابعدوا عن التهريج، يجب على من يطالب بتعديل الدستور أن يبعد عن التهريج، التعديل يناقش باحترام، أنا مش مالك للدستور عشان أقول يتعدل ولا مش يتعدل، أنا كنت رئيس لجنة الخمسين اللي صاغت الدستور، وفور الانتهاء من صياغته أصبحت مواطن مصري مثلي مثل أي مواطن".




وأشار إلى أنه يجب أن يبني الدستور علي وفاق وطني من خلال جلسات استماع بمجلس النواب، والاستماع إلى الاتحادات والأحزاب داخل المجلس، موضحا: "أنا لست صاحب الدستور، وبعد الانتهاء منه انتقلت إلى مكان المواطن".

وقال: إذا تم تعديل الدستور يجب أن يتم باحترافية شديدة وبمشاركة الأحزاب، مشيرا إلى أن البرلمان يجب أن يكون حواره مذاع للناس، لافتا إلى أنه يجب أن لا يفرض شيء على المصريين.




وأضاف أن الدستور ليس ملكي، وأنا وضعت مواده وتركت الأمر، إذا طلب تعديله يجب أن يكون ذلك بما نص عليه الدستور، وأن يتم بطريقة محترمة.

وأوضح: يجب أن لا يكون هناك تضييق على الرأي الأخر، ويجب أن نخرج بأفكار تعيد سياق الأمور، والدستور يتطلب إصدار قوانين مكملة للدستور ومنفذه، لافتا إلى أنه لا يحص التعديل قبل إصدار القوانين المكملة للدستور، وأن هناك قلة صدرت من القوانين في الدستور، وأن مجلس النواب ماذا فعل في هذا الدستور وأنصحه أن ينفذ القوانين والحوار الوطني.