هدم "وكالة العنبريين" في المعز مستمر.. وباحث أثري: كان يجب تحويلها إلى متحف (صور)

أخبار مصر

بوابة الفجر


حصلت بوابة الفجر الإلكترونية على عدد من الصور الجديدة لاستمار عمليات هدم وكالة العنبريين، والجارية منذ أمس في شارع المعز لدين الله الفاطمي.

ومن ناحيته علق تامر المنشاوي الباحث في علم الآثار بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، أنه ليس من الصحة في شئ هدم مبنى مثل وكالة العنبريين، وأضاف أنه كان يجب ترميمها بدلًا من هدمها.

وأشار المنشاوي إلى أن العنبريين شئنا أم أبينا هي جزء لا يتجزأ من حضارة وتاريخ حقبة من حقب الزمن الذي مر على القاهرة. 

وأضاف المنشاوي أن وكالة العنبريين والتي كانت سجنًا على أيام المنصور قلاوون المملوكي، ثم حولها العثمانيون إلى مقر لمحلات بيع العطور وتصنيعه فاتخذت اسمها "وكالة العنبريين" كان من الممكن ترميمها وتحويلها إلى متحف للعطور عبر الأزمنة، وهو الأمر الذي برع فيه المصريون منذ العصر القديم وحتى الآن.

يذكر أن إجراءات هدم وكالة العنبريين وهي العقار رقم 88 سابقًا وحاليًا 84، والغير مسجلة على قائمة الآثار الإسلامية قد بدأت منذ أول أمس.

وأفادت وزارة الآثار في بيان لها أن المبنى عبارة عن أنقاض، وليس به أي معالم أو زخارف أو طراز أثري باق، وقد جرت منازعات كثيرة ما بين المحليات، وشاغلي بعض المحلات الباقية.

ووكالة العنبريين، ترجع للقرن التاسع عشر، حيث بنى المبنى السلطان قلاوون كي يكون سجنًا، ثم حوله العثمانيين لوكالة لصانعي العطور، ومن هنا جاء اسمها "وكالة العنبريين".

وشارع المعز لدين الله الفاطمي أو الشارع الأعظم أو قصبة القاهرة أو قصبة القاهرة الكبرى، هو شارع يمثل قلب مدينة القاهرة القديمة والذي تم تطويره لكي يكون متحفًا مفتوحًا للعمارة والآثار الإسلامية.

ومع نشأة مدينة القاهرة خلال عهد الدولة الفاطمية في مصر نشأ شارع المعز فكان تخطيط المدينة يخترقه شارع رئيس يمتد من باب زويلة جنوبًا وحتى باب الفتوح شمالًا في موازاة الخليج، وأطلق عليه الشارع الأعظم وفي مرحلة لاحقة قصبة القاهرة. 

قسم الشارع المدينة إلى قسمين شبه متساويين وكان المركز السياسي والروحي للمدينة، مع التحول الذي عرفته القاهرة أوائل القرن السابع الهجري - الثالث عشر الميلادي خلال عهد الدولة المملوكية مع بدء هجوم التتر على المشرق والعراق نزح كثير من المشارقة إلى مصر، فعمرت الأماكن خارج أسوار القاهرة، وأحاطت الأحياء الناشئة بسور القاهرة الفاطمي.

وزخر الشارع الأعظم بسلسلة من المنشآت الدينية والتعليمية والطبية والتجارية والسكنية، بحيث أصبح القسم الأكبر من الآثار الإسلامية لمصر مركزًا داخل حدود القاهرة المملوكية، وتجمعت الأنشطة الاقتصادية في هذا العصر حول الشارع الأعظم وعلى امتداده خارج باب زويلة تجاه الصليبة والقلعة، وامتدت قصبة القاهرة خارج أسوارها الفاطمية من أول الحسينية شمالًا خارج باب الفتوح وحتى المشهد النفيسي جنوبًا خارج باب زويلة.