سبيلًا للمصريين ثم مدرسة لعبد الناصر.. 9 أعوام على انطلاق متحف النسيج

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


قال الدكتور أشرف أبو اليزيد مدير عام متحف النسيج المصري في شارع المعز لدين الله الفاطمي، إنه فى العيد التاسع لافتتاح متحف النسيج، نتأمل هذا المبنى الجميل الذى بناه محمد على باشا عام 1828 م، وكأنما كان قدره أن يظل فى سقاية الناس ورى عطشهم قديمًا بالماء الذي كان السبيل يقدمه للمارة والمدرسة الملحقة، التي كانت تعلم أطفال الحي، والتي تعلم فيها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وأضاف أبو اليزيد، أن رسالة هذا المبنى لم تنته، حيث أصبح حديثًا معرضًا للفنون، حيث تم تحويل المبنى وافتتاحه كمتحف للنسيج المصري فى 13 فبراير 2010م، ليقدم صفحات مضيئة من تاريخ مصر وفنون النسيج عبر كل فتراتها التاريخية لزواره من المصريين وغير المصريين.

وأشار أبو اليزيد، إلى أنه طوال تسع سنوات هي عمر متحف النسيج القصير استطاع أن يجد لنفسه مساحة خاصة ومذاقًا مختلفا لمعروضاته الأثرية وأنشطته العملية، وأصبح نقطة مضيئة فى قلب شارع المعز لدين الله الفاطمي، يتواصل مع بيئته المحيطة، يؤثر فيها وتؤثر فيه.

وأوضح أبو اليزيد أنه من خلال برامجه التعليمية لأطفال المدارس ومعارضه المؤقتة وندواته العلمية وتواصله مع الجميع أصبح قبلة لراغبي الاستزادة من عبق التاريخ المصري.

وأكمل أبو اليزيد قائلًا: وإذ يحتفل المتحف هذا العام على مدار يومي الأربعاء والخميس بالعيد التاسع فيقدم حفلًا فنيًا يوم الأربعاء على مسرح الشاعر لزوار المتحف وشارع المعز من مواهب أطفال مدارس التربية والتعليم وفرق التنورة والمزمار الشعبي، كما يحتفل مع المتخصصين والمهتمين بدراسات النسيج بإقامة ندوة علمية متخصصة في النسيج الأثري يوم الخميس يحاضر فيها نخبة من أساتذة الجامعات وخبراء وزارة الآثار.

وشارع المعز لدين الله الفاطمي أو الشارع الأعظم أو قصبة القاهرة أو قصبة القاهرة الكبرى، هو شارع يمثل قلب مدينة القاهرة القديمة والذي تم تطويره لكي يكون متحفًا مفتوحًا للعمارة والآثار الإسلامية.

مع نشأة مدينة القاهرة خلال عهد الدولة الفاطمية في مصر نشأ شارع المعز، فكان تخطيط المدينة يخترقه شارع رئيس يمتد من باب زويلة جنوبًا وحتى باب الفتوح شمالًا في موازاة الخليج، وأطلق عليه الشارع الأعظم وفي مرحلة لاحقة قصبة القاهرة.

قسم الشارع المدينة إلى قسمين شبه متساويين وكان المركز السياسي والروحي للمدينة، مع التحول الذي عرفته القاهرة أوائل القرن السابع الهجري - الثالث عشر الميلادي خلال عهد الدولة المملوكية مع بدء هجوم التتر على المشرق والعراق نزح كثير من المشارقة إلى مصر، فعمرت الأماكن خارج أسوار القاهرة، وأحاطت الأحياء الناشئة بسور القاهرة الفاطمي.

وزخر الشارع الأعظم بسلسلة من المنشآت الدينية والتعليمية والطبية والتجارية والسكنية، بحيث أصبح القسم الأكبر من الآثار الإسلامية لمصر مركزًا داخل حدود القاهرة المملوكية، وتجمعت الأنشطة الاقتصادية في هذا العصر حول الشارع الأعظم وعلى امتداده خارج باب زويلة تجاه الصليبة والقلعة، وامتدت قصبة القاهرة خارج أسوارها الفاطمية من أول الحسينية شمالًا خارج باب الفتوح وحتى المشهد النفيسي جنوبًا خارج باب زويلة.