في ذكرى وفاته.. رحلة علي أمين من بيت الأمة إلى "دار الهلال"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


رغم حياته الحافلة بالمصاعب، كان فيلسوفا للتفاؤل، وتحولت أفكاره إلى طلقات تخترق جسد الظلم وتدافع عن الحرية دون أن تفصله القضايا الكبرى عن هموم المواطن البسيط، إنه الصحفي علي أمين، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم.

قضى علي أمين، طفولته وصباه في بيت الأمة في كنف الزعيم سعد زغلول-فولدته هي ابنة شقيقة زعيم الأمة سعد زغلول-، وعاش فترة من صباه في مدينة دمياط لظروف عمل والده، وهناك تعرف علي على جلال الدين الحمامصي، وقد بدأت المسيرة الصحفية له، وهو طفلا بعمر ٨ سنوات حيث أصدر مع شقيقه مصطفى مجلة "الحقوق" بالقلم الرصاص وتحتوى على أخبار البيت، الضيوف والزوار والأم والبيت والطباخ والشغالة، وعام 1924م أصدرا مجلة "سنة ثالثة ثالث"، ثم مجلة "عمارة البالي" لأولاد الحي الذي يقيم فيه.

فصله من المدرسة
وعام 1928 فصل علي أمين من المدرسة لأنه صفع حكمدار الغربية الذي حاول الاعتداء على مصطفى النحاس باشا في مدينة طنطا، وكان عمر علي وقت ذاك أربعة عشر عاما فاكتفوا بفصله من المدرسة، وعام 1930 صدر عفو عنه ودخل المدرسة الخديوية، ثم شارك في إضراب احتجاجا على تعطيل دستور 1923 ثم التحق بالجامعة الأمريكية وحصل على البكالوريا. 

رحلته إلى انجلترا
وسافر عام 1931 إلى إنجلترا وحصل على بكالوريوس الهندسة عام 1936، وإنضم هناك إلى فريق الملاكمة وأصبح من لاعبيها المشهورين، وعاد إلى مصر وعين مهندسا باليومية في مصلحة الميكانيكا والكهرباء، وأختير عام 1941 مديرا لمكتب وزير التموين، ثم مديرا لمكتب وزير المواصلات ومديرا لمكتب وزير المالية عام 1942  وعام 1943 مديرا عاما للمستخدمين والمعاشات، وعام 1944 في نوفمبر تفرغ مع مصطفى أمين لإصدار جريدة أخبار اليوم.

وعام 1945 اشتريا مجلة آخر ساعة من محمد التابعي، وفي مؤسسة أخبار اليوم أصدرا مجلة "آخر لحظة" عام 1948 ومجلة الجيل الجديد عام 1951 وفي 18 يونيو عين نائبا لرئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم.

رئاسة تحرير صحف دار الهلال
وفي 7 أغسطس عام 1961م، تولى رئاسة تحرير صحف دار الهلال، و30 مارس عام 1962 رئيسا لمجلس إدارة دار الهلال، وفي 18 إبريل عام 1964 تولى رئاسة تحرير أخبار اليوم وأصدر مجلة "هي" وفي 2 مايو عام 1965 أصبح رئيس تحرير.

كان علي أمين، خارج مصر على إثر اعتقال توأمه مصطفى أمين، وعاد بعد وفاة الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر في سبتمبر عام 1970.

علاقته بـ"عبد الناصر"
ففي عام١٩٥٦ كلفه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالسفر إلى لندن لإقناع حزب العمال باستنكار العدوان الثلاثي، وعاد إلى القاهرة برسالة من جيتسكل زعيم العمال لعبد الناصر، مثلت تحولا كاملا في موقف الحزب، وقتها قال لها الرئيس"أنت تستحق أكبر نياشين الدولة على هذا العمل الوطني"، لكن رياح السياسة تأتي بما لا يشتهيه الكثيرون.

فبعدها بسنوات انقلبت الأمور إلى النقيض، ليقضى تسعة أعوام في منفى اختياري لينجو من السجن الذي استضاف شقيقه. وبناء على طلب الرئيس الـسادات عاد إلى مصر ليواصل كفاحه بالكلمة.

محمد أنور السادات
وعقب وفاة جمال عبد الناصر في 29 سبتمبر عام 1970، صدر قرار جمهوري نشر في الوقائع المصرية يقضي بإسقاط الحكم الذي صدر ضد مصطفى أمين، وتم الإفراج عنه وأصدر عدة كتب منها "سنة أولى سحن" سجل فيها الإكراه البدني والمعنوي الذي تعرض له ولا طاقة للبشر باحتماله، وأصدر "السادات" قرار بتعيين "علي أمين" رئيسا لمجلس إدار مؤسسة أخبار اليوم، وقرار بتعيين مصطفى أمين رئيسا لتحرير أخبار اليوم.

وكان  "أمين" خلال 9 سنوات بعيدا عن القاهرة يعمل خبيرا لصحف ومجلات دار النهار ودار الصياد في بيروت، وبعد حرب أكتوبر عام 1973 طلب منه "السادات" أن يعود فورا إلى القاهرة فعاد، وأصدر "السادات" قرارا بتعيين "علي أمين" رئيسا لتحرير الأهرام.