"القاهرة 300".. أول مشروع مقاتلة مصرية نفاثة أسرع من الصوت

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


استطاعت مصر خلال فترة الستينات، أن تنتج طائرة نفاثة لأول مرة في تاريخها وقام بتصميم الطائرة المصمم الألماني الأشهر على الإطلاق وقتها "ويلى مسيرشميت" الذى تم حظره بعد الحرب العالمية الثانية من القيام بأى نشاط بحثى أو تصنيعي قد يضيف للقدرة العسكرية الألمانية فهاجر فى العام 1955م إلى إسبانيا وانضم لشركة "هيسبانو أفياشن" وشرع في مشروع بناء طائرة مقاتلة أسرع من الصوت.

وفى البداية تبنى الأسبان المشروع، ولكن كانت هناك صعوبات مالية كبيرة وكان المشروع يتقدم بسرعة بطيئة للغاية، وسرعان ما تخلى الأسبان عن المشروع فى العام 1960م وهو لا يزال فى مرحلة مبكرة للغاية ولا يتعدى مجرد رسومات على الورق.

وقامت مصر بشراء المشروع من شركة "Hispano Aviacion" - وواصلت العمل به ومن هنا تظهر تسمية الطائرة HA 300 كنايه لاسم الشركة وليس اختصار لكلمه حلوان 300 وتم تعديل التصميمات للصورة الأخيرة التى ظهرت عليها الطائرة فاختلفت كثيرًا عن التصميمات الأولى المبدئية للمشروع فى إسبانيا حيث تمت مراجعة كاملة وتعديل للتصميم ليلبى الاحتياجات المصرية وقتها لمقاتلة اعتراضية قوية.

تمت صناعة كل جزء من أجزاء "القاهرة 300" فى مصر وتم بناء نماذج اختبارية منها بلغت ثلاثة نماذج اختبارية هي النموذج V1، والنموذج V2، والنموذج HA-300 V3، وبناء على نتائج اختبارات الطيران لكل نموذج جرى تعديل النموذج اللاحق له إما لتلافى عيوب ظهرت أثناء الاختبارات، أو لتحسين الأداء وصولًا للنموذج الثالث V3، والذى وصل لمرحلة النضوج.

وفى العام 1969م تم إيقاف المشروع بصفة رسمية ونهائية نتيجة عدة ضغوطات سياسية وأمنية واقتصادية فى مرحلة كانت الطائرة فيها جاهزة للإنتاج الكمي ودخول الخدمة.

ويرجع توقف المشروع بسبب ضغط السوفيات المتكرر والشديد لإنهاء المشروع وخصوصًا بعد ظهور بوادر نجاحه لأن القاهرة 300 كانت أفضل بكثير من كافة الوجوه من المقاتلة السوفياتية الأشهر وقتها "Mig-21" وما كان الروس ليسمحوا بخروج الـ "HA-300" للنور فاستغلوا قوة تأثيرهم وحاجة مصر الشديدة لهم من أجل إعادة بناء الجيش وتحرير الأرض وربطوا تلبية احتياجات مصر من السلاح بتوقف هذا المشروع.

كما كان الضغط الإسرائيلي الأمني المستمر والدؤوب سببا لإفشال المشروع حيث تم إرسال رسائل تهديد للمهندسين الألمان والنمساويين المشاركين فى المشروع إلى جوار المهندسين المصريين، وأتبع الموساد ذلك بإرسال طرود مفخخة لهؤلاء المهندسين لإخافتهم وإجبارهم على الرحيل عن مصر، وبالفعل مات وأصيب بعضهم، فنجحت الجهود الإسرائيلية إلى حد بعيد في إجبار كثير منهم على الرحيل عن مصر وترك المشروع.

بالإضافة إلي العبء الاقتصادي نتيجة جهود إعادة بناء الجيش والاستعداد للحرب ولهذه الأسباب مجتمعة تم إيقاف المشروع بشكل رسمى فى العام 1969م ويعتبر التوقف الحقيقي فيه قد بدأ من العام 1967م.