المصاحف "المودرن".. أحدث تقاليع تجار رمضان

أخبار مصر

بوابة الفجر

مصاحف بالأسماء ومطرزة بالقماش الملون وأشرطة ستان

تباع أونلاين وينتشر وجودها في الأزهر والحسين

مصحف مخصص "للعرائس" بالفرو الأبيض والاكسسوارات

آمنة نصير: كتاب الله ليس ملبس من ملابسنا نضيف عليه مستجدات العصر

إن كتاب الله عزو جل له قدسيه ومكانه خاصة، فلا يجوز لأي أحد الاقتراب منها أو العبث فيها بأي شكل من الأشكال لما لها من قيمة دينية عظيمة، مسبقا ومع بداية ظهور المصاحف الملونة أثارت وقتها حالة من الجدل داخل أروقة الأزهر الشريف، حول مدى حرمانيتها.

ولكن الآن الوضع تطور مع بداية دخول رمضان فأصبح التجار يتنافسون فيما بينهم على تزيين المصحف لتحقيق أعلى قدر من الربح، فاصبح المصحف له اشكال متعدده منها شكل القماشه والألوان والزينة التي تضع عليه وتطور الامر الى طبع الأسماء عليه، واجتاحت هذه المصاحف العديد من المكتبات الإسلامية وكذلك المناطق التي تشتهر بإقبال المواطنين عليها في رمضان لاسيما منطقتي الأزهر والحسين.

ومع تطور الأمر هذا العام ووصوله إلى حد التفنن فى الاشكال والتزين، أجرينا جوله ميدانيه داخل عدة محلات تبيع المصاحف المزينه فوجدنا أن المصاحف توجد على ثلاثه احجام صغير ومتوسط وكبير الحجم، ولاحظنا أن يوجد ألوان عديدة منها " الأزرق والأحمر والفوشيا ولأخضر والأزرق والأصفر والتركواز»، وبعضها تتعدد فيه رسومات منقوشة على شكل ورد على اطراف الصفحات، ووجدنا الاكثر انتشارا منها هذا العام هى المصاحف التى تزينت أغلفتها بخامة " القطيفه " والشرائط والستان بربطات عديدة وكأنها صندوقا للهدايا وليست كتابا مقدسا.

ووجدنا أسعار المصاحف المزينه تبدا من 35 جنيها الى 75 جنيها على حسب الحجم لانه أغلى من المصحف المعتاد، كما لاحظنا أن اسعار الاغلفه فقط للمصحف تبدأ ب 75 جنيه وبالمصحف المزين ب 95 جنيه.

وبسؤال احد البائعين عن اماكن تصنيع قماشات هذه المصاحف قال جمال سعيد أن طباعه هذه المصاحف تتم داخل البلد، واضاف انه يقوم بطبع المصاحف لديه فى احدى الشقق التى توجد بالقرب من محل بيعه ويوجد داخلها سيدات، تقوم بتطريز القماشه الخاصه بالمصحف " القطيفه " وتطريز الزينه ومنها الفيونكه واللولؤ.

وقال أحد البائعين محمود احمد أن اغلفة المصحف المزينة والمصنوعه من القماش الحريرى المبطن مزينة بشرائط بربطات مختلفة تتم تصنيعها فى مطابعهما الخاصه، وأن المصحف المزين بيتم طباعتها فى مطابع اخرى، مضيفا ان مصنع العاشر من رمضان واكتوبر بيتم تصنيع اغلفه المصاحف هناك.

بينما أكد صاحب احدى المحلات أنه يقوم بشراء خامات المصحف من العتبه والموسكى، ويقوم بتصنيعها فى ورشته الخاصه به.

وعلى جانب اخر انتشرت ايضا المصاحف المزينه على صفحات التواصل الاجتماعي وبدا اقبال الناس عليها بشكل كثيف، وأكثر زبائنها من الشباب، وتعددت احجامها والوانها الكثيره واسعارها ايضا فمنها القطيفه والمطرز بتطريز كثير عليها كلولؤ والفيونكات ومنها طباعه الاسم عليها، فبعض الناس يريدون شراء مصحف بطباعه اسم معين.
كما أن من بينها مصاحف أغلفتها مصنوعة من قماشه قطيفه وعليها بعض القماشات" التل " مطرزة بورود بيضاء، ويوضع الاسم الطبوع عليها فى حلقة بيضاء مطرزة باكسسوارات من اللؤلؤ وبعض الربطات الملونة.
ولم تتوقف عملية التزيين عند هذا الحد، فيوجد ايضا "مصحف العروسه " وهو مصحف هدايا للعرائس في رمضان، ويتكون من قماشه دنتيل ابيض بريش من الفرو يغطي اعلى غلاف المصحف بلون ابيض.

وتعقيبا على ذلك، قالت الدكتورة أمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية بفرع جامعه الأزهر، إنه لا يجوز على الاطلاق تزيين المصحف بهذه التقاليع، فالمصحف بخطه وبرسمه وبكتابته لابد ان تحترم.

واضافت نصير ان المصحف لا يجوز ان يدخل فيه تحديثات هذا العصر، موكده ان البهرجة والزخرفه لا تليق بكتاب الله سبحانه وتعالى ابدا.

وأشارت نصير إلى أن الصحف الملون اقصاه يبقى الوان الحروف فقط حتى تسلك قرائته، واضافت التزين لاباس به ولكن بحدود وبالشكل الجيد لا مانع منه ولكن بالتصميم الذى تقوم به وزاره الاوقاف ويكون للصنوق الحافظ للمصحف فقط وليس كتاب الله.

وقالت إنه لابد أن يبقى كتاب الله بالشكل الكلاسيكى والمحترم الذى اعتاد عليه القارئ المسلم طوال حياته، مضيفه أن المصحف ليس ملبس من ملابسنا نريد ان نضيف عليه من مستجدات العصر فهذا كتاب فيه قول الحق ولابد ان يبقى برسمه وشكله وبما اعتادنا عليه فى اطارا من الجمال البسيط والنظافه وحسن الاداء.