"الممر".. فيلم "هز" تل أبيب

العدد الأسبوعي

بوستر فيلم الممر
بوستر فيلم الممر


الفيلم أضخم إنتاج فى تاريخ السينما المصرية ويشير إلى العدو الحقيقي لمصر


تسبب عرض فيلم «الممر» الذى جسد بطولات قواتنا المسلحة بعد حرب 1967 وخلال حرب الاستنزاف، فى استفاقة الإسرائيليين من غيبوبة السلام الدائم والمستقر مع مصر، والادعاء بأن العلاقات مع مصر تشهد حالياً طفرة غير مسبوقة فى تاريخ البلدين.

الفيلم شاهده عدد كبير من الكُتاب بإسرائيل وبعض المدونين الذين  ظنوا أن صناعة السينما بمصر تناست تماماً العداء بين البلدين، وأنها أصبحت تجسد الشخصية الإسرائيلية فى الأفلام والمسلسلات كشخصيات كوميدية مقبولة.

وحول آراء بعض الكتاب الإسرائيليين عن فيلم الممر، أكد الكاتب الصحفى ومحلل الشئون العربية بصحيفة «هآريتس» تسفى بارئيل، موجهاً حديثه للإسرائيليين بأن الفيلم يعد «أضخم إنتاج فى تاريخ السينما المصرية ويشير إلى العدو الحقيقى لمصر.. موجه إليكم أنتم».

وأعرب «بارئيل» عن فزعه من تدفق الشباب الرهيب على السينمات فى مصر والدول العربية لمشاهدة العمل الضخم، ومن ردود الأفعال الإيجابية على مواقع التواصل الاجتماعى بعد مشاهدة الفيلم.

وبالطبع حاول «بارئيل» التقليل من شأن مخرج العمل شريف عرفة، قائلا عنه بخبث إنه قدم الكثير من الأفلام التافهة والسطحية فى السينما المصرية من قبل.

وحذر «بارئيل» فى نهاية مقاله من خطورة المضمون الذى يحمله الفيلم، موضحًا أن فيلم «الممر» ليس مجرد عمل يصور الجنود  المصريين كشباب مستقيم يحب وطنه، لكنه عاد ليذكر المصريين بمن هو العدو الحقيقى لهم، مضيفًا أن إظهار الجنود الإسرائيليين كساديين وقتلة ليس بالأمر الجديد فى السينما المصرية.

أما سميدار بيرى، محللة الشئون العربية والمتخصصة تحديدا فى الشأن المصرى، فكتبت فى صحيفة يديعوت أحرونوت، مقالاً بعنوان «اتفاقية السلام؟ اليهود مازالوا متعطشون  للدماء»، أعلنت خلاله عن امتعاضها الشديد من الفيلم، وأكدت أنه « فى الوقت الذى يتحدث فيه المسئولون فى مصر وإسرائيل عن اتفاقية السلام بين البلدين، انتفضت مصر من السعادة بسبب فيلم يصور الجيش الإسرائيلى بالسادى».

وأضافت أن إسرائيل فى عيون صناع السينما المصرية لم يعد يشار لها  بالعدو الصهيونى بل أصبحت العدو الإسرائيلى مثلما تكررت هذه الجملة فى بعض مشاهد الفيلم.

ووجهت الصحفية الإسرائيلية هجومها هى الأخرى على مؤلف ومخرج العمل شريف عرفة، وكتبت «لا أفهم ما الذى جعل شريف عرفة يعود 50 عاماً للوراء لتذكيرنا بالفترة العصيبة التى شهدتها العلاقة بين مصر وإسرائيل، وسيكون من المثير خلال الفترة القادمة معرفة ما سيدور بين الرئيسين المصرى والإسرائيلى عن هذا الفيلم خلال مكالماتهما القادمة».

وتابعت: إن الفيلم فى عيون الإسرائيليين يثير حالة من الغضب، ويكفى مشاهدة شخصية الضابط الإسرائيلى «ديفيد» الذى جسده الممثل الأردنى «إياد نصار»  لمعرفة النظرة المصرية الحالية تجاه الجندى الإسرائيلى وتصويره بأنه قاتل وسفاح ومخادع.

وتساءلت الصحفية الإسرائيلية «لمن يتم توجيه هذا الفيلم؟.. فالجيل القديم من المصريين يعلم كيف انتهت حرب 1973، أما جيل الشباب الحالى فقد تفتحت عيناه على شخصيات قبيحة فى صورة ضباط وجنود إسرائيليين يذبحون الأسرى العُزل وفى النهاية يتلقون هزيمة قاسية».

واختتمت مقالها عن الفيلم قائلة إن فيلم «الممر» يصور العلاقة بين مصر وإسرائيل بالأبيض والأسود، ولو كان الفيلم قد اهتم فقط بالجانب المصرى خلال الحرب مثلما عالجه نجيب محفوظ فى روايته ثرثرة فوق النيل، لكان الأمر قد مر مرور الكرام، لكن الفيلم قام بتصوير الشخصية الإسرائيلية بأنها سادية ومتعطشة للدماء».

كما علق أحد المدونين على الفيلم قائلا: «دائماً نتجاهل وجود فيل ضخم فى غرفة مليئة بالخزف والصينى، فما فعله نتنياهو يعتبر جريمة بالموافقة على بيع الغواصات الألمانية لمصر، فمصر ستظل هى الكيان الأخطر على إسرائيل رغم السلام».