"إيناس الفنانة هي الباقية في الأذهان .. وعودة قصور الثقافة إلى عهدها وفتح جميع المراكز المغلقة على رأس مهامي" (حوار)

الفجر الفني

الدكتورة إيناس عبد
الدكتورة إيناس عبد الدايم

رفضنا رفع سعر تذاكر حفل عمر خيرت .. واختياره للمشاركة جاء تحقيقا للعدالة الاجتماعية  

 

مهرجان الموسيقى العربية فريد من نوعه على مستوى الوطن العربي .. وانتهينا بنسبة كبيرة من تجهيزات الدورة المقبلة   

 

مهرجان القلعة سيقام في أكثر من محافظة وفي أماكن أثرية أخرى

 

الساحة الثقافية تشهد حالة من النشاط الكبير .. والمسرح نهض من جديد 

 

أنا من جيل تربى على الثقافة الجماهيرية لذلك أدرك مدى أهميتها وتأثيرها على المجتمع 

 

*حفل مسار إجباري حقق نجاحا كبيرا .. والسوشيال ميديا عكست صورة خاطئة عن تنظيم الحفل

أيام وتنتهي الدورة الثامنة والعشرون من مهرجان القلعة للموسيقى والغناء، والتي شهدت هذا العام تطورا كبيرا في برنامجها الفني، من حيث اختيار الفرق والمطربين، فضلًا عن زيادة عدد الحفلات في محاولة من إدارة المهرجان تقديم وجبة فنية دسمة للأسر المصرية التي تحصر كل عام على حضور ليالي المهرجان.

وقد حرصت الدكتورة ايناس عبدالدايم وزير الثقافة، متابعة أجواء المهرجان طوال فترة تنظيمه، على الرغم من مسؤولياتها داخل الوزارة، ومتابعة مهرجاني القلعة للموسيقى والغناء، والقومي للمسرح.

وفي هذا السياق كان لـ"الفجر الفني" حوارًا خاصًا مع الدكتورة إيناس عبدالدايم وزير الثقافة،، 

 

في البداية نود أن نتحدث عن الدورة الـ28 لمهرجان القلعة، وهل كنتي تتوقعين نجاحها؟

بالفعل كنت أتوقع الإقبال والحضور الجماهيري الملحوظ بشكل كبير، ولا يمكن أن أنكر المجهود الذي تبذله دار الأوبرا برئاسة الدكتور مجدي صابر، بعد أن توليت منصب وزير الثقافة، وأيضا البرنامج الذي تم إعداده بشكل متميز وقوي من الناحية الفنية. ويعد المهرجان غالي علينا جميعًا، حيث يبلغ عمره 28 عامًا فهو شاهد على أحداث كثيرة ومختلفة، وكل عام يحدث تطوير بشكل كبير، والأسر المصرية تنتظره كل عام، وعند إسدال الستار عن فاعلياته نشعر بالحزن الشديد.

وهل هناك نية لإقامة مهرجان القلعة في أماكن أثرية أخرى؟

بالفعل نعمل كل عام على طرح أفكار جديدة لتطوير برنامج المهرجان، فمن المقرر أن تتم دراسة هذه الفكرة والعمل عليها بعد انتهاء الدورة الحالية. ونبحث في الوقت الراهن مع وزارة الآثار العثور على أماكن أثرية بالمحافظات من الممكن أن تناسب إقامة مهرجان فني، وبذلك يمكن أن يتكرر المهرجان أكثر من نسخة طوال العام وبأكثر من مكان أثري، فضلًا عن وصول كافة الفنون إلى المحافظات التي يصعب على أهلها أن تأتي لحضور الحفلات بالقاهرة.

لماذا لم تتعاون درا الأوبرا مع مطربين سوبر ستار من الوطن العربي في مهرجان القلعة؟

في الحقيقة هذا الأمر يتطلب ميزانية كبيرة حتى يتم تنفيذه، وكما سبق وذكرت أن المهرجان ليس هدفه الربح، فبالتالي لم يكن هناك عائد مادي من خلاله، وعلى الرغم من ذلك نسعى لذلك طوال الوقت، وعلى سبيل المثال كان من المقرر أن يشارك الفنان الاماراتي حسين الجسمي في الدورة الحالية ولكن لظروف خارجة عن الإرادة لم تنجح تلك المشاركة، فضلًا عن علاقة دار الاوبرا ووزارة الثقافة بالفنانين في الوطن العربي فهذا يسهل تنفيذ خطة التعاون مع مطربين من محيط الوطن العربي.

حدثينا عن التوسع الكبير في نشاطات وزارة الثقافة خلال الآونة الأخيرة؟

في الواقع الوزارة بشكل عام تشهد حالة من النشاط داخل جميع قطاعتها، وليس خلال فترة الصيف فقط، ولكن على مدار الفصول الأربعة، وذلك لأن وزارة الثقافة متشعبة وكبيرة وفواصلها كثيرة، وإذا قمنا برصد مجهودات الهيئات التابعة لـ"الثقافة"، سنرى أنه تم تنفيذ نسبة كبيرة من الفاعليات التي حصدت نجاحا كبيرا وصدى بالساحة الثقافية، حيث أقيم العديد من المؤتمرات، والفاعليات الفنية، والمهرجانات الثقافية، فضلًا عن نشاطات دار الأوبرا، وكل هذا طبقًا للاستراتيجية الموضوعة للوزارة. 

ومن ناحية أخرى، تشهد الساحة الفنية طفرة وانتعاشة في حركة المسرح، فنحن نفخر بالمهرجان القومي للمسرح، وبالعروض المتميزة التي قُدمت من خلاله، بالأخص أن هذا العام فتح مجالا كبيرا جدا للمشاركات المتنوعة سواء من وزارة الثقافة أو من طلاب الجامعة، الذين أضافوا أفكارا جديدة ومتميزة.

هل تأثر أحد المهرجانين "المسرح والقلعة" لانطلاقهما في آن واحد؟

في البداية أريد أن أوضح أن مهرجان القلعة أقيم في توقيته المحدد، ولكن القومي للمسرح هو الذي تأخر، لأن مصر كانت تشهد حالة من التغيرات في التوقيتات، مثل تغيير موعد عيد الأضحى المبارك، وتنظيم بطولة كأس الأمم الافريقية، وبكل تأكيد كانت هناك بعض المخاوف من التأثير على نجاح أحد المهرجانين لانطلاقهما في زمن واحد، ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى لم يتأثر أحدهما، وكل منهما يشهد حالة إقبال جماهيري كبيرة. 


لماذا وضعتي النهوض بقصور الثقافة على أولويات مهامك منذ توليكي الوزارة؟ 

في الواقع أنا من الجيل الذي تربى على الثقافة الجماهيرية، وأدرك مدى أهمية وتأثير قصور الثقافة في المجتمع المصري، ولكنني تفاجئت بأن هناك عقبات كثيرة، على سبيل المثال توجد قصور كثيرة ليس لها ميزانية مالية، فضلًا عن غلق بعضها بسبب الترميم أو الحماية الوطنية، فكيف يمكن أن يتم تفعيل دور الثقافة وأماكنها مغلقة، لذلك توجب عليّ إعادة الحياة لها من جديد.  

ما آخر تجهيزات دار الأوبرا المصرية استعدادا لمهرجان الموسيقى العربية؟

نستطيع أن نؤكد على أن دار الاوبرا المصرية انتهت بنسبة كبيرة من التحضيرات وإعداد البرنامج الخاص بالدورة المقبلة من مهرجان الموسيقى العربية، وأريد أن أنوه على أن هذا المهرجان فريد من نوعه في الوطن العربي، والفضل يعود للفنانة رتيبة الحفني صاحبة الفكرة، حيث تزداد نجاحاته بشكل مستمر فهو أصبح مطلبا جماهيريا.

هل من الممكن أن تشارك الوزيرة بحفل مستقل بإحدى الفاعليات التابعة للوزارة؟

في الحقيقة أقوم بالمشاركة بصورة مبسطة في المناسبات الرسمية، وبكل تأكيد أتمنى إقامة حفل مستقل بي في إحدى المهرجانات الفنية التي تنظم بهيئات وزارة الثقافة، لإن إيناس الفنانة هي الباقية بعد مسيرتي كوزير للثقافة، ولكن هذا من الصعب في الوقت الراهن، لأن هناك دور آخر شديد الأهمية يتم على مدار عام ونصف منذ أن توليت حقيبة وزارة الثقافة، وهو النهضة بقصور الثقافة، لأن هناك مواقع ومسارح كثيرة أُغلقت منذ سنوات، ولكننا بذلنا قصارى جهدنا لتذليل كل العقابات لتطوير وإعادتها لعهدها القديم.


ما ردك على انتقاد إدارة المهرجان بفشل تنظيم حفل "مسار إجباري"؟

في الحقيقة حفل فرقة "مسار إجباري" حصد نجاحًا كبيرًا، وليس لدي رد على الاعتراضات والانتقادات التي وجهت من الجمهور الذي صعب عليه حضور الحفل وقام بنقل صورة خاطئة عبر مواقع السوشيال ميديا، ولكنني أريد توضيح بعض الأسباب التي تسببت في تلك الضجة، منها أن المسرح استقبل 15 ألف فرد، وهذا العدد غير متوقع بالفعل، ومن الطبيعي أن يكون هناك بعض الأخطاء غير المقصودة، ولكن عملية التنظيم تمت على أكمل وجه وبالتعاون مع قوات الأمن داخل القلعة.

حدثينا عن اختيار الموسيقار عمر خيرت للمشاركة في الدورة 28 لمهرجان القلعة؟ 

في الحقيقة اختيار الموسيقار عمر خيرت للمشاركة في مهرجان القلعة للموسيقى والغناء، أمر مرهق للغاية، لأن الموسيقار أصبح فريد من نوعه، وكون شريحة متميزة من المجتمع، فخروجه على الأسر المصرية البسيطة من خلال مهرجان القلعة من اسمى الرسائل التي من الممكن أن تقدم، وبالأخص أن سعر تذكرة الحفل لم ترتفع عن باقي الحفلات، وبذلك تكون حققت وزارة الثقافة جانب من العدالة الاجتماعية.