من "الأوبت" لأحمد البدوي.. موالد مصر عبر العصور في فاترنية واحدة بمتحف طنطا الأثري

أخبار مصر

بوابة الفجر


العارفين بالله تعالى لهم مكانة في قلوب الشعب المصري لا تخفى على أحد، وكان البعض يظن أن ذلك يرجع فقط إلى العصر الفاطمي، أو ما قبله بقليل، ولكن يفاجئنا متحف آثار بفاترينة مبتكرة، تعبر عن الموالد منذ مصر القديمة وحتى العصر الحديث. 

ومن ناحيته، قال الدكتور عماد بدير مدير عام متحف طنطا، إن مصر منذ القدم عرفت الموالد والتبرك بالأولياء حسب اعتقاداتهم، وكلمة مولد تعني احتفال بعيد ميلاد شخص مقدس، وفي مصر تقام هذه الاحتفالات للقديسين ورجال الدين من الديانتين الإسلام المسيحية، ويعد عيد الأوبت على سبيل المثال من أقدم تلك الأعياد عند المصري القديم، وأشار إلى أن الفاترينة الرئيسية في المعرض والتي تسمى فاترينة أولياء الله الصالحون تعرض مقتنيات كل منها يشير إلى أحد الأعياد التالية التي عرفتها مصر عبر العصور. 

عيد الأوبت
هو احتفال سنوي كان يقام في الشهر الثاني من فصل الفيضان من كل عام، حيث تبدأ رحلة تماثيل ثالوث طيبة المقدس"أمون وموت وخنسو"علي قواربهم من معبد الكرنك إلي معبد الأقصر، وذلك عبر نهر النيل لمسافة تزيد عن 2 كم، وكانت مدة الاحتفالات 10 أيام تستقر خلالها قوارب المعبودات عند معبد الأقصر، ثم تعود بعدها إلي مقرها الأصلي في مقاصيرها بمعبد الكرنك، وكان الغرض من هذا الاحتفال تجديد الولادة الإلهية لأمون- رع،والذي يعني بالتبعية تجديد شباب الملك نفسه.

مولد العذراء مريم
هو ايضًا احتفالية سنوية تواكب عيد الصعود علي حسب المعتقد المسيحي، ويقام الاحتفال الرئيسي به في كنيسة العذراء بجبل الطير في مركز سمالوط بمحافظة المنيا، حيث يحتفل الأقباط الأرثوذكس والكاثوليك والعديد من الطوائف الأخرى في جميع أنحاء العالم بذلك العيد حيث تقام القداسات صباحًا ومساء.

مولد سيدي أبو الحجاج بالأقصر
هو يوسف بن عبد الرحيم بن يوسف بن عيسي الزاهد المعروف بأبي الحجاج الأقصري، ولد ببغداد أوائل القرن السادس الهجري، وإنتقل إلي مكة ثم إستقر وعاش في الأقصر، وتوفي عام 1244 م ودفن في مسجد سمي باسمه وقد أقامه كمركز لتأملاته، وأطلق عليه اصطلاحا زاوية الحجاج ويقع حاليًا في معبد الأقصر، ويقام الاحتفال السنوي بمولد هذا الإمام الجليل في شهر أبريل من كل عام ويستمر عدة أيام، ويتم خلاله خروج مواكب احتفالية. 

مولد العارف بالله أحمد البدوي
هو إمام صوفي سني عربي، ولد في مدينة فاس بالمغرب في عام 1200م، وهاجر إلى مصر واستقر بمدينة طنطا حتي توفي عام 1267 م، وأقام مسجدًا كبيرًا بها وأسس الطريقة الأحمدية، ونظرًا لأن السيد البدوي من أشهر رجال الدين المسلمين في مصر، فقد أصبحت مقبرته مزارًا للعديد من المسلمين، وتقام احتفالية مولد الإمام أحمد البدوي في شهر أكتوبر من كل عام مواكبًا للعيد القومي لمحافظة الغربية.

وافتتح الدكتور وزير الآثار أمس متحف طنطا الأثري للزيارة أمام الجمهور بحضور اللواء هشام السعيد محافظ الغربية، وشهد الافتتاح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وقيادات وزارة الآثار بالغربية، وقيادات المحافظة، وعدد كبير من المهتمين بالشأن الأثري. 

 ويضم المتحف 2000 قطعة أثرية من مختلف المواقع الأثرية في دلتا مصر، من صان الحجر "سايس" وصان الحجر "تانيس" وتل بسطة وبوتو وغيرها من المناطق الأثري التي أثرت المتخف بتلك القطع. ويعتبر المتحف أحد متاحف مصر الإقليمية والذي يمثل أهمية كبرى للمحافظة لأنه سيعمل علي خلق مناطق جذب سياحية جديدة بها، بالإضافة إلى نشر الوعي الأثري لدى أبناء المحافظة.

 وتُعد فكرة إنشاء متحف للآثار بطنطا من أقدم مشاريع إنشاء المتاحف الإقليمية بمصر، حيث أنه في عام 1913 وقع الاختيار على مبنى البلدية الخاص بالمدينة ليكون أول متحف للآثار بالمحافظة، ولكن سرعان ما أُغلق، ونُقلت آثاره إلى مدخل سينما البلدية عام 1957.

 ثم عادت فكرة إنشاء متحف طنطا مرة أخرى في بداية الثمانينات من القرن الماضي، وافتُتح المتحف للجمهور في 29 أكتوبر 1990، ولكن بسبب المشكلات التي تعرض لها المبنى أُغلق المتحف مرة أخرى في عام 2000، ولكنه ظل يقدم بعضًا من خدماته الثقافية والتعليمية لأبناء المحافظة،  وأعمال تطوير المتحف بدأت في ديسمبر 2017، شملت ترميم مبنى المتحف ومعالجته إنشائيًا، وتغير دهانات الحوائط وتنظيف الأرضيات وجليها بالاضافة إلى وضع فتارين عرض جديدة، وتم تغيير سيناريو العرض المتحفي للمتحف، والذي من أهم ما يميزه هو فاترينة عرض خاصة يقدمها المتحف لزائريه، لعرض مجموعة من القطع الأثرية التي تعبر وتنقل فكرة التواصل الحضاري والثقافي للمجتمع المصري، وموضوعها الموالد وأولياء الله الصالحين.