أسرار مقابر قدماء المصريين.. "أواني كانوبية ومسند رأس وختم المقبرة"

أخبار مصر

بوابة الفجر


اعتنى المصري القديم بكل ما يخص جسد المتوفى، وقد اعتقد أنه يجب على الجسد أن يبقى على حالته سليمًا حتى يستطيع الاستيقاظ في العالم الآخر، لذلك حرص على تحنيط الجسد والحفاظ على كل أجزاءه.

قال قال الدكتور عماد بدير مدير عام متحف طنطا، إن المصري القديم حافظ على الجسد بواسطة التحنيط واستخدم في سبيل ذلك عدد كبير من المواد الكيميائية، ولكنخ اكتشف أن أحشاء المتوفي "الكبد المعدة الرئتين الأمعاء" أول ما يفسد من الجسد وقد يؤدي إلى تعفن الجثة فما كان منه إلا أن احتفظ بتلك الأحشاء خارج الجسد ووضعها في أواني سميت بالاواني الكانوبية.

وأضاف أن المصري القديم اعتقد بأهمية تلك الأعضاء لضرورة بعث المتوفي في الحياة الاخرة، فقام بحفظها في أواني خاصة صنعها من الألباستر، وجعل أغطيتها ذات رؤوس لكل منها دلالة، حيث كانت الأواني في البداية ذات أغطية مسطحة، ثم أصبحت ذات رؤوس آدمية شكلها قريب من المتوفي، ولكن منذ عصر الأسرة الثامنة عشر أصبح لكل إناء غطاء مميز له شكل أحد أبناء حورس الأربعة، لتوضع الأحشاء المنتزعة تحت حمايتهم. 

وأشار بدير إلى ان الإناء الذي يأخذ شكل قرد البابون حابي كان تحفظ فيه الرئتين، والإناء الذي يأخذ غطاؤه الشكل الآدمي يسمى إمستي وهو المسئول عن حفظ الكبد، أما الإناء الذي يأخذ غطاؤه شكل ابن أوي فكان يسمى دوا موت إف وتحفظ به المعدة، أما الإناء الذي كان غطائه علي شكل صقر كان يسمي قبح سنو اف وتحفظ به الأمعاء.

مسند الرأس 

أوضح بدير كانت مساند الرأس تدفن عادة مع المتوفي وبخاصة أثناء عصر الدولة القديمة والوسطى وكانت توضع في التوابيت تحت رأس المومياء فهي المسئولة بشكل أساسي عن رفع رأس المتوفي بطريقة سحرية أثناء البعث.

ختم باب المقبرة 

وأضاف بدير أنها عبارة عن أختام دائرية في أغلب الأحيان وتحمل صورة الإله أنوبيس بإعتباره الإله الحارس للجبانة ومصور في هيئة حيوان ابن اوي رابض علي واجهة مقصورة أول تل مرتفع وأحيانا يصور أقله أسري مقيدين من الخلف كناية عن عقاب من يحاول إنتهاك حرمة المقبرة،وكان يتم ختم الباب به بعد غلقه وتغطيته بالملاط بغرض وضع الباب تحت حمايته.

وافتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار أمس متحف طنطا الأثري للزيارة أمام الجمهور بحضور اللواء هشام السعيد محافظ الغربية، وشهد الافتتاح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وقيادات وزارة الآثار بالغربية، وقيادات المحافظة، وعدد كبير من المهتمين بالشأن الأثري.

ويضم المتحف 2000 قطعة أثرية من مختلف المواقع الأثرية في دلتا مصر، من صان الحجر "سايس" وصان الحجر "تانيس" وتل بسطة وبوتو وغيرها من المناطق الأثري التي أثرت المتخف بتلك القطع. ويعتبر المتحف أحد متاحف مصر الإقليمية والذي يمثل أهمية كبرى للمحافظة لأنه سيعمل علي خلق مناطق جذب سياحية جديدة بها، بالإضافة إلى نشر الوعي الأثري لدى أبناء المحافظة.

وتُعد فكرة إنشاء متحف للآثار بطنطا من أقدم مشاريع إنشاء المتاحف الإقليمية بمصر، حيث أنه في عام 1913 وقع الاختيار على مبنى البلدية الخاص بالمدينة ليكون أول متحف للآثار بالمحافظة، ولكن سرعان ما أُغلق، ونُقلت آثاره إلى مدخل سينما البلدية عام 1957.

ثم عادت فكرة إنشاء متحف طنطا مرة أخرى في بداية الثمانينات من القرن الماضي، وافتُتح المتحف للجمهور في 29 أكتوبر 1990، ولكن بسبب المشكلات التي تعرض لها المبنى أُغلق المتحف مرة أخرى في عام 2000، ولكنه ظل يقدم بعضًا من خدماته الثقافية والتعليمية لأبناء المحافظة، وأعمال تطوير المتحف بدأت في ديسمبر 2017، شملت ترميم مبنى المتحف ومعالجته إنشائيًا، وتغير دهانات الحوائط وتنظيف الأرضيات وجليها بالاضافة إلى وضع فتارين عرض جديدة، وتم تغيير سيناريو العرض المتحفي للمتحف، والذي من أهم ما يميزه هو فاترينة عرض خاصة يقدمها المتحف لزائريه، لعرض مجموعة من القطع الأثرية التي تعبر وتنقل فكرة التواصل الحضاري والثقافي للمجتمع المصري، وموضوعها الموالد وأولياء الله الصالحين.