الطريق إلى الموت.. نجوم ولدوا من رحم الجوع والوجع

الفجر الرياضي

بوابة الفجر

في إحدي الليالي حالكة الظلام، والأمطار تتساقط كالأحجار، كانت الزوجة تصرخ من شدة الألم الذي يعصر جسدها المُتهالك، وكان الزوج المسكين لا يعرف ماذا يفعل تجاه زوجته التي تصارع الموت، فهو الفقير الذي لا يملك قوت يومه، دموعه جفت عليها، وليس بيده أي شيء يفعله سوي مشاركتها الوجع المميت.

 

وفي الركن البعيد في الكوخ الذي اخترقته الأمطار، يبكي الطفل الصغير على أمه التي لا حول لها ولا قوة، تتكلم الأم بصوت يكاد يتقطع من الوجع، وتقول لزوجها أحضر لي صغيري، آتي الطفل يقول "أنا هنا يا أمي"، لترد عليه والدته بنرة صوت خافته قائلة "لا تترك حلمك يا ولدي قاتل وحارب وانتزعه من هذه الحياة حتي ولو بالقوة، أعرف إنك ستصير يومًا ما تريد، أنا أحبك كثيرًا"، قالت الأم تلك الكلمات ثمَ ذهبت روحها إلى السماء، ليبكي الطفل بِحرقة وينظر إلى والده الذي لفظ هو الآخر أنفاسه الأخيرة، ليجد الطفل نفسه وحيدًا ما بين موتٍ مُحقق وطريقًا مُدمر وكلاب قاتلة!.

 

من الحرب والدمار يولد النجوم والأساطير، خرج الطفل الصغير ولا يعلم ما الذي ينتظره، كان يعلم شيئًا واحدًا فقط لا غير، هو أن يُقاتل ويُحارب من أجل أن ينتزع حلمه من هذه الحياة، هذه كانت آخر كلمات والدته قبل أن تصعد روحها للسماء، صوت من بعيد يُنادي "لا وقت للبكاء أيها الصغير، تقدم إلى الأمام فلا يكون مكان هنا للضعفاء، أذهب نحو حلمك، اغضب فأن الأرض تُحني رأسها للغاضبين، اغضب ستلقي بركانًا ويغدو صوتك الدامي نشيد المتعبين، اغضب فالأرض تحزن حين ترتجف النسور ويحتويها الخوف والحُزن الدافين".

 

سمع الطفل هذه الكلمات لكنه لم يفهم شيئًا، لكنه ما عرفه جيدًا أن يحقق ما كانت أمه تريده، ترك الطفل الكوخ وعاهد نفسه أن يكون بطلًا، رجلًا، أسطورة، مُقاتلًا يُحارب من أجل تحقيق حلمه حتي ولو وقف كل العالم ضِده، هو يعلم يقينًا أنه هناك رب العالمين لا ينسي أحد.

 

بداية كثير من نجوم كرة القدم حول العالم كانت كارثية، فمن كان يتوقع أن يصل البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى ما وصل إليه، وهو الطفل الذي كانت والدته تريد أن تجهضه بسبب المشاكل المادية والفقر الذي كان يحيط بالعائلة وعدم قدرتها على تحمل مصاريف طفل أخر.

 

من كان يعلم أو يدرك أن الطفل الصغير ليونيل ميسي المصاب بمرض نقص هرمون النمو يصبح في يومًا من الأيام أحد أساطير كرة القدم في العالم، والبرازيلي بيليه بدأ حياته كماسح للأحذية حتي صار أسطورة كبيرة ومهلم البرازيليين الأول، فمن المرض والفقر والدمار يُولد النجوم والأساطير.