السودان تتهيأ لأستقبال حدث الأول من نوعه منذ انتهاء حكم الرئيس المعزول

عربي ودولي

عمر البشير - الرئيس
عمر البشير - الرئيس السوداني المعزول



تتهيأ دولة السودان لاستقبال حدث هو الأول من نوعه، منذ انتهاء حكم عمر البشير، الرئيس السوداني المعزول.

وتستعد السودان لاستقبال دورة جديدة من معرض الخرطوم الدولي للكتاب، ستكون هي الأولى منذ تنحية الرئيس السابق عمر حسن البشير عن الحكم في أبريل.

تقام الدورة الـ 15 للمعرض في الفترة من 17 إلى 29 أكتوبر بمشاركة 200 دار نشر من داخل وخارج السودان تقدم 200 ألف عنوان كتاب، ومن بين الدول المشاركة مصر والسعودية والإمارات والكويت والأردن ولبنان وسوريا والمغرب والصين وجنوب السودان.

نقلت وكالة السودان للأنباء عن فيصل محمد صالح، وزير الثقافة والإعلام السوداني، قوله اليوم الثلاثاء، في مؤتمر صحفي "الدورة الحالية تمثل استمرارية لمسيرة طويلة وقيمة تحمل رسالة بأن السودان الآن يضع لبنات دولة حديثة ديمقراطية، ويعيش حالة تغيير حقيقي يجسده الانفتاح الكامل في البرامج المصاحبة للمعرض، ومشاركة شخصيات جاذبة لأول مرة".

​وأضاف وزير الثقافة والإعلام: "كنا أمام خيارين نسبة لظروف البلاد، إما المضي في المعرض أو الاعتذار، فآثرنا الخيار الأول لتأكيد استقرار السودان وأن الحياة الثقافية في قمة عنفوانها".

وأشار صالح، إلى عدم وجود قيود على الكتب السياسية بالمعرض والتعامل مع حرية الفكر دون إساءات.

واختارت إدارة المعرض أستاذ العلوم السياسية والدراسات الإسلامية مدثر عبد الرحيم الطيب "شخصية الدورة".

وعلى مدى سنوات متتالية من حكم الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، حصل معرض الخرطوم الدولي للكتاب على سمعة سيئة في حظر الكتب ومنعها ومصادرتها، لكن بعد نجاح الثورة، التي أطاحت بنظامه يتطلع السودانيون إلى معرض يلبي حاجتهم للقراءة.

وشهد المعرض، الذي بدأ نشاطه لأول مرة في العام ٢٠٠٥؛ مصادرات متكررة للكتب في دوراته، التي وصلت إلى ١٤ دورة.

وبلغت المصادرات، بحسب تقارير إعلامية، ٢٠٠ عنوانا في ٢٠٠٨، و١٠ عناوين في ٢٠١٥، بينها روايات وكتب فكرية وسياسية، تحت ذريعة دواعي دينية وأخلاقية حسبما بررت السلطات السودانية وقتها.

وهذه المصادرات هي ما لا يتمنى رؤيته مجددا الشاعر والكاتب السوداني مغيرة حسين حربية، الذي تحدث لسودان تربيون، وقال إنه، مثل كثيرين "يرغب في رؤية دور نشر عالمية كبرى في المعرض، الذي أعقب ثورة ديسمبر".

لكن وزير الإعلام والثقافة في الحكومة الانتقالية فيصل محمد صالح، أكد على أن معرض الخرطوم الدولي للكتاب، الذي يبدأ نشاطه الخميس المقبل، يواجه بعدة صعوبات موروثة من النظام السابق.

وقال صالح، لسودان تربيون: إن "الحكومة الانتقالية، التي تشكلت الشهر الماضي لا تملك إمكانيات كبيرة لتعديل توجهات المعرض"، وأضاف: "كنّا أمام خيار إلغاء المعرض لهذا العام، ٢٠١٩، أو الاستمرار؛ ففضلنا الاستمرار.. ورأينا أن نلفت انتباه العالم إلى أن السودان أصبح مستقرا ويمكنه استقبال هذه الأنشطة بغير تعقيدات".

وأشار صالح إلى الضعف في عدد دور النشر المشاركة في النسخة الحالية للمعرض؛ "لأن الدور العالمية حددت موقفها بعدم المشاركة من وقت مبكّر، قبل سقوط نظام "عمر البشير" على حد قوله.