بعد صفقة القرن.. الكنيسة: موقفنا ثابت من القدس.. وبناء فندق لا علاقة له بها ( تقرير)

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


بعد 6 سنوات من الانتظار، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي أقامه، أمس الأربعاء، في البيت الأبيض، وبحضور رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، عن خِطته الموعودة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي تُعرف بصفقة القرن، والتي رفضها الفلسطنيون وخرجوا إلى الميادين مُعلنين عن رفضهم لتلك الصقفة المشبوهة.

وفيما يخص الكنيسة القبطية بالقدس، أكدت مصادر مطلعة، أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تقوم ببناء فندق للحجاج المسيحيين بالقدس، وذلك على أعلى طراز وسيكون الفندق جاهز قبل موسم الحج بالعام الحالى ٢٠٢٠، مشيرًا إلى أن تلك القرارات جاءت بعد ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي من سياسات غاشمة من هَدم منازل والتضييق على المقدسيين بهدف تطفيشهم ومن ثم مغادرة المدينة المٌقدسة.

وتفتح "بوابة الفجر" هذا الملف الشائك بعد وجود تساؤلات حول سماح السلطات الإسرائيلية ببناء فندق لإقامة الحُجاج الأقباط في القُدس، يأتي ضمن سياسة صفقة القرن. 

كما تُجيب "الفجر" عن تساؤلات أخُرى دارت مؤخرًا حول موقف الكنيسة من زيارة القدس.

قال الأب وليم سيدهم اليىسوعي، الأمين العام للجنة العدالة والسلام الكاثوليكي، إنه منذ عهد البابا الراحل شنودة الثالث، والأقباط ممنوعين من زيارة القدس، لافتًا إلى أن موقف الكنيسة المصري واضح ووطني، ففي ظل أن بعض الأقباط يزورون القدس من تلقاء أنفسهم، مٌشيرًا إلى أن الأمن المصري يقوم بتسهيل إجراءات زيارتهم بصفة العلاقات الرسمية والدبلوماسية بين مصر وإسرائيل، مؤكدًا أن الكنيسة القبطية خارج هذا الإطار.

وأضاف "اليسوعي" لبوابة الفجر، أن صقفة القرن مرفوضة تمامًا، مؤكدًا أن الأمريكان والإسرائيليون يريدون السيطرة على المنطقة من نهر النيل إلى نهر الفٌرات، مشيرًا إلى أن ترامب شخصية مجنونة جعلت العالم في قلق وحروب.

وتابع: اتفاقية صفقة القرن هي ضد كرامتنا وتاريخنا واعتقاداتنا كمصريين، لافتًا إلى أن أمريكا هي الأن القوة العُظمىَ في العالم فلتفعل ما تشاء، أما نحنُ سيطرتنا الأن بأن نأخُذ الأفضل ونترك السئ، لأننا لا نستطيع أن نترك هذا العالم لأنه في أيديهم، لافتًا إلى أن العالم الأن محكوم بجهات غير ملتزمة وكل همها بأن تُحافظ على نسبة الاستهلاك لديهم في أمريكا وعلى سعادة أهلها حتى لو كان هناك وجود مظالم للمواطنين الأمريكان داخل بلدهم، إلا أنه لا اعتبار إنساني في مدينة البشر، مشيرًا إلى أننا نحاول أن "نُسايس أمورنا" مع هؤلاء البشر بهدف أن نُريد العيش بكرامة بينهم.

ويقول الباحث في الشؤون القبطية سليمان شفيق، إن بناء الكنيسة لفندق في القدس أمرً إيجابيًا، مؤكدًا أن الكنيسة القبطية في عصر قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، قد استطاعت أن تتخطى موقف قداسة البابا الراحل شنودة الثالث من إسرائيل، لافتًا إلى أن الكنيسة لا تستطيع أن تُبني جدار أو تضع طوبة في القُدس دون موافقة الدولة العبرية، مُتمنيًا أن بناء ذلك الفُندق لا يؤدي إلى سوء فهم من الفلسطينيين المقدسيين الذين تنتزع أراضيهم من الاحتلال الصهيوني، مؤكدًا أن الكنيسة الوطنية المصرية لعبت دورا كبيرا في نصرة الشعب الفلسطيني.

وأضاف "شفيق" لبوابة الفجر، أن خطة ترامب تكمن في منح الفلسطينيين دولة منزوعة السلاح دون حدود بعد اكتمال عدة شروط، منها: عدم إخلاء أي مستوطن، ونزع سلاح حماس وقطاع غزة، والاعتراف بالدولة الىهودية، وإلغاء حق العودة، والعمل ضد "الإرهاب"، ووقف التحريض، والاعتراف بالحدود الشرقية كحدود إسرائيلية، فيما ستبقى "القدس عاصمة موحدة لإسرائيل"، وستعترف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية بالمناطق الخاضعة لسيطرتها".

وتابع الباحث، مُتسائلًا: "بالنسبة لأي شخص نصف عاقل فهل يستطيع أن يقبل هذا الكلام؟"، فمن المعروف أن الصفقة جاءت لكي تُخرج نتنياهو من أزمته حتى أن معاريف كتبت: "حتى لو ضم ترامب لنتنياهو، مؤكدًا أنه لن يستطيع إيقاف محاكمته"، مُضيفًا: "ترامب يُحاول عبر الصفقة استعادة مكانة أمريكا في المنطقة بعد أن توسع الوجود الروسي".

ولفت إلى أنه من المدهش أن ترامب يجمع خمسين مليار دولار من السعودية والخليج من أجل ذلك الوهم، ناهيك عن أنهم سوف يصرفون على حملته الانتخابية، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن تؤدي تلك الصفقة إلى مزيد من العنف في المنطقة.

وعلق كريم كمال، الكاتب والباحث في الشأن السياسي والقبطي، ورئيس الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن، على قرار سلطات الاحتلال بالمُوافقة على بناء فُندق لطائفة الأقباط الأرثوذكس في القدسً، بالتأكيد على أنه حق مشروع للطائفة وهو الطلب الأول من نوعه، لافتًا إلى أن الأقباط هناك لم يتقدموا بمثل هذه الطلبات من قبل.

وأضاف " كمال" لبوابة الفجر، أن بناء فندق يختلف عن مُشكلة دير السلطان، مؤكدًا أن مسألة دير السلطان هو خلاف بين الأقباط والأثيوبيين، ولكن بالطبع كان هناك تعنت من سلطة الاحتلال في تنفيذ الأحكام الصادرة من المحكمة الإسرائيلية العُليا لصالح الأقباط، مُشيرًا إلى أن المُوافقة على بناء الفُندق ليس مرتبط بصفقة القرن؛ لأنه سبق الموافقة على مثل هذه المشاريع للطوائف الأخرى هناك.

وأكد أنه لا شك بأن سلطات الاحتلال في الفترة الأخيرة تحاول أن تصدر للمجتمع الدولة بأنها متسامحة مع الأديان وحرية العبادة، من أجل كَسب مَزيد من التعاطف رغم عدم تطبيق ذلك على أرض الواقع.

وعن موقف الكنيسة من زيارة القدس، علمت الفجر من مصادر كنسية مُطلعة أن البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لايزال على نفس موقف البابا الراحل شنودة الثالث من جهة زيارة القدس، حيث أن الكنيسة لا تزال تمنع زيارة القدس إلا لمن هم فوق الـ45 عامًا، ففي عهد البابا شنودة الثالث كانت الكنيسة تسمح لمن هم فوق الـ60 عامًا، وقد حدث تساهل مع الـ15 عامًا الأخرين من باب عدم وجود مساعدين لكبار السن والعجائز في رحلتهم خارج البلاد ليس إلا.

وأشارت المصادر أن ذلك يتجلي في الرحلات التي يطلٌقها المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي برئاسة الأنبا إرميا.