هل تشهد البورصة المصرية انخفاضات كبيرة بجلسة الغد متأثرة بإنهيار أسعار النفط؟

الاقتصاد

البورصة المصرية -
البورصة المصرية - ارشيفية




تضاربت أراء الخبراء حول التأثير المحتمل لإنهيار أسعار النفط على البورصة المصرية في بداية تعاملات الأسبوع غداً الثلاثاء، فالبعض رجح تأثر البورصة بشكل كبير وتحقيق انخفاضات جديدة في السوق مستكملاً مسلسل الهبوط الذي بدأه الأسبوع الماضي، والبعض الأخر أكد ان الإنخفاض سيكون طفيف وستستعيد البورصة معدلاتها الطبيعية مرة أخرى، بل قد تعاود الارتفاع.

 

وكانت أسعار النفط الأمريكي شهدت انخفاضات تاريخية اليوم الإثنين، حيث تم بيعه "ببلاش" أقل من صفر دولار للبرميل (يساوي 159 لتر) لخام غرب تكساس الوسيط، وهو الخام القياسي للنفط الأمريكي.

 

ومع نضوب الطلب الفعلي على النفط بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد ظهرت تخمة عالمية في المعروض بينما لا يزال مليارات الأشخاص حول العالم يلزمون منازلهم لإبطاء انتشار الفيروس.

 

وبعد جلسة تداول عاصفة، تدهور سعر برميل النفط تسليم مايو المدرج في سوق نيويورك إلى ما دون الصفر لأول مرّة في التاريخ مع انتهاء التعاملات، ما يعني أن المستثمرين مستعدّون للدفع للتخلّص من الخام.

 

ونظرا إلى انقضاء مهلة عقود مايو الثلاثاء، على المتعاملين العثور على مشترين في أقرب وقت ممكن،  لكن مع امتلاء منشآت التخزين في الولايات المتحدة بشكل هائل خلال الأسابيع الأخيرة، أجبر المتعاملون على الدفع للناس للعثور على مشترين ما تسبب ببلوغ سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط 37,63 دولارا تحت الصفر مع انتهاء التعاملات.

 

وهو ما سبب خسائر كبيرة للمستثمرين، ولكن التساؤل الذي يطرح نفسه هو هل يؤثر ذلك على البورصة المصرية في جلسة تداولات غداً الثلاثاء بداية الأسبوع، وهو ما استبعده سعيد الفقي خبير أسوق المال، حيث أكد ان هذا الإنخفاض فى الأسعار هو وقتي ليوم واحد فقط بسبب انتهاء مهلة العقود الآجلة لشهر مايو غداً الثلاثاء وبالتالي التخلص من المخزونات مع قلة الطلب، لذلك سيكون تأثيره طفيف على السوق، مرجحاً تعافي السوق منه سريعاً ورجوعه إلى معدلاته الطبيعية، دون التأثر بشكل كبير خصوصا مع بدء تنفيذ اتفاق أوبك+ بتخفيض الإنتاج وبدء عودة الاقتصاد الصيني للعمل بكامل طاقته والتي تعتبر من أكبر الدول المستوردة للنفط، بجانب عودة الاقتصاد الأمريكي للعمل تدريجياً بداية من شهر مايو، وهو ما سيرفع أسعار العقود الآجلة لشهر يونيو إلى المعدلات الطبيعية وربما ترتفع الأسعار من جديد.

 

ولفت الفقي إلى أنه لا يجب أن يتخوف المستثمر بالبورصة من بعض التراجعات الطفيفة التي قد تحدث بالسوق مع بداية جلسة الغد.

 

ومن جانبها توقعت نجلاء فراج خبيرة البورصة، أن يتأثر السوق بانهيار أسعار النفط الأمريكي، خصوصا مع الانخفاضات التي أصابت البورصات الأمريكية، مؤكدة أن هذا سيظهر بوضوح في بداية جلسة الغد الثلاثاء، خصوصاً مع استمرار تخارج الأجانب من البورصة المصرية بنسبة بلغت حوالي 20% يومياً، في ظل تخارجهم من كافة البورصات الناشئة لتعويض خسائرهم التي سببها انتشار فيروس كورونا المستجد.

 

وأضافت لـ "الفجر"، هذا بجانب التخوف الذي سيصيب بعض المستثمرين من انتقال عدوى الإنخفاض للبورصة المصرية مما سيدفعهم لبيع الأسهم في بداية الجلسة، وهناك مستثمر اخر سينتظر ويبيع مع اي انخفاض لأسعار الأسهم وبالتالي سيؤدي ذلك لمزيد من الانخفاض خصوصا أن اتجاه البورصة في أخر ثلاث جلسات كان يميل إلى الانخفاض.

 

 

 ولكن لم تتوقع نجلاء نسبة معينة للانخفاض أو الأسهم التي يمكن أن تنخفض ولكنها قالت: "إنه في حال انخفاض بعض الأسهم القيادية التي يتم تداولها بالبورصات الأوروبية و الأمريكية، ستتراجع معظم الأسهم متأثرة بتراجع تلك القياديات وعلى رأسها سهم التجاري الدولي، إلا في حالة تدخل بعض المؤسسات والبنوك وقيامها بالشراء، وهو ما قد يعطى دعم للسوق ويقلل الإنخفاض ولكن في حالة عدم تدخل تلك المؤسسات بالتأكيد سنشهد انخفاضات غداً لأسعار الأسهم.