عقب إعادة تجديد "عمارة العفاريت".. جاليري فني يعيد توثيق أسطورة العقار

محافظات

بوابة الفجر


حكايات وأساطير خرافية نُسجت حول عقار رشدي على مدار الربع الأخير من القرن الماضي، ليشتهر العقار الكائن في أحد مناطق حي الرمل الراقي في الإسكندرية "عمارة العفاريت".

تلك الخرافة التي تداولها أهالي الإسكندرية، أنهتها شركة"هريتدج" لاستثمار العقاري، عقب شراء العقار من مالكه الأول عادل الصافوري في عام 2015، ليدخل العقار في مرحلة التطوير والتجديد.

وقبل عامين من الحالي أزاحت الشركة الستار عن العقار، ليتحول إلى مبنى سكني حديث، تخطف تصميماته وطرزه المعمارية أنظار الماريين على طريق شارع أبي قير الكائن به، ولتعلن الشركة عن انتهاء أسطورة العفاريت.

جاليري العقار
أما في بداية العام الحالي، دفعا أسطورة العقار القديمة والطراز المعماري الحديث له، المهندسة نسرين عياد، مدرس مساعد بكلية الهندسة والمسئول عن التصميم الداخلي، على تحويل مدخل العقار إلى معرض فني دائم، يحاكي حكاية العقار القديمة، وكيف تحول إلى نموذج حديث.

الدمج
وجاء مدخل العقار كما وضعت تصميمه المهندسة"نسرين" على فكرة الدمج بين الماضي والحاضر، بجعل الجانب الأيمن من مدخل العقار، يحتفظ بالحائط الأحمر الأصلي للعقار القديم، ويطبع عليه صورة العقار في هيئته الأولى، والجانب الأيسر الحائط الحديث عقب التطوير، الذي تم تزيينه من المرايات والرخام الأبيض الحديث، ليلتقيا سقف الجانبين في في دمج معماري يحدث حالة من التناغم، لإرسال رسالة مجازية أن الشركة قضت على الأسطورة القديمة وجعلت العقار في ثوب حديث.

واعتمد الدمج في بداية تنفيذه باستقدام باب قديم يعود لأكثر من مئة سنة من أحد البيوت النوبية القديمة ويحتوي على رموز فرعونية، لكي يوحي أنه الباب الأصلي للعقار، وأن التطوير قد تم حول الباب القديم، وأنه بوابة للمحطة الحديثة من العقار.

ويعد ذلك العمل الفني في تصميم مدخل العقار وفق حديث المهندسة نسرين لـ"الفجر" لفت أنظار الماريين أمام العقار، ودفع البعض إلى الدخول لمشاهدة التصميم التوثيقي لتطور العقار وانتهاء الحكايات القديمة، والتقاط صور فوتوغرافية من داخل العقار.

التوثيق
ولمزيد من اعطاء العقار قيمته داخل المجتمع السكندري، زينت السلالم المؤدية إلى الطابق الأول بلوحات من أوراق وصور العقار القديمة التي احتفظ بها المالك الأول عادل الصافوري، لكي تحكي وتوثق تاريخ العقار، حتى تتوقف حالة الدمج التراثي عند بداية الطابق الأول، وتستكمل باق الطوابق بتصميمات العقار الحديثة.

كاملة السكن
مالك العقار الجديد ورئيس الشركة المهندس"عمرو حبيب" يتحدث أنه تم بيع جميع الوحدات السكنية داخل العقار، مع بدء شراء الشركة العقار وتطويره في عام 2017، مسترجعًا أن قصة العفاريت خرافة قد اختلقها المالك الأول للعقار"عادل الصافوري"، وذلك بسبب أنه عندما اشترى الأرض من محافظة الإسكندرية في عام 1961، قد جاءت رخصتها عقار سكني مكون من 11 طابق، وقد بنى 6 طوابق فقط، وأراد تحويلها إلى فندق.

وقد دخل مع المحافظة في قضايا داخل المحاكم دون جدوي، وعندما أراد اكمال باق الطوابق، أخذ قرض من البنك ولم يستطع السداد، وتم رهن العقار، فأطلق إشاعة أنها مسكونة من العفاريت وخلق حكايات حولها لمنع انتزاعها منه، وأن ما يؤكد أنها حكايات غير حقيقية أن الطوابق التي بناها المالك الأول لم يسكنها أحد من قبل، بدليل أن الشركة عندما تسلمت العقار وجدت أن الحوائط كانت في وضع الطوب الأحمر دون المحارة.

ومع غلق المالك الأول لمدخل العقار بالطوب الأحمر، وعدم تحسين الواجهة لسنوات، جعل شكلها الخارجي مهمل، وقد صدق الكثير أسطورة العفاريت، وفي عام 2015 عندما تم طرحها في سوق العقارات، اشترتها الشركة، وقد تم إعادة تجديد العقار في عام 2017.

عقار مودرن
ويشير إلى أن سكان العقار الحاليين لا يصدقون تلك الخرافات القديمة، وأنهم اشتروا وحداتهم السكنية بناء على سمعة الشركة داخل السوق العقاري وموقع العقار المميز وتصميمه الفريد، وأن "هريتدج" استطاعت تحدي تكذيب الخرافات القديمة، وتحويل العقار من تصميمه القديم إلى أحدث الطرز المعمارية الحديثة داخل المحافظة.