حكايات القاهرة.. السطوحية وعلي البنهاوي وقصة عمرها 150 عاما

أخبار مصر

ارشيفية
ارشيفية


مدينة القاهرة "أم العواصم" كما يطلق عليها عدد كبير من علماء الآثار، فهي العاصمة الأكبر والأكثر عمرًا التي لا زالت باقية على حالها، بعد أن بلغت من العمر 1000 عام، ولا زالت تحتفظ بسمتها المعماري القديم، وكذلك أسماء شوارعها الأصلية التي أطلقها من سكنوا هذه البقعة من الأرض قبل مئات الأعوام، ونلتقي اليوم في خامس حلقات حكايات القاهرة، حيث يصحبنا شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز لدين الله الفاطمي، في جولة بين شوارع وحواري العاصمة العريقة.

قال فوزي في تصريحات إلى الفجر، إذا كنت من زوار شارع المعز وعشاقه واخترت دخوله من بوابته الرئيسية باب الفتوح، فحتمًا ستمر من شارع البنهاوى وهو شارع ذو اتجاهين وقد كان مخطط له أن يخفف الضغط على شارع الأزهر مع نفق الأزهر، وحاليًا بوابة الفتوح مطلة عليه.

السر وراء التسمية

وتابع، إذا ما عدنا بالتاريخ إلى ما قبل عام ١٩٤٣م سنكتشف أن باب الفتوح لم يكن أمامه مجرد شارع فقط بل العديد من المنشآت الأثرية مثل مسجد عائشة السطوحية، وبعض المحلات والمقابر والتى كادت أن تحجب واجهته وذلك نتيجة تراكمات العصور والسنين حتى تحول طريق التجارة إلى باب النصر.

وأضاف، كان باب الفتوح يتصل بالبنهاوي عن طريق شارعين صغيرين يدوران حول مسجد عائشة السطوحية المواجه للبوابة الشارع الأول شارع السوق الضيق وشارع باب الفتوح البراني وقبل ذلك عرفت المنطقة بسويقة اللبن وقد أراد الخديو إسماعيل فتح ميدان أمام الباب. 

وفي عام ١٩٤٠ طلب عالم الآثار الإنجليزى الشهير كريزول والذى كان عضو بلجنة الآثار العربية من مصلحه الطريق هدم المباني أمام بوابه الفتوح وبالفعل تم ذلك عام ١٩٤٣م، مما نتج عنه هدم جامع السطوحية وغيرها من المباني.

وأضاف فوزي أن جامع السطوحية أو تحديدًا جامع عائشة السطوحية أحد أهم المباني التي كانت تقع أمام بوابة الفتوح، وبعد هدمه نُقلت الرفات منه إلى زاوية بالركبية بحي الخليفة تسمى زاوية أحمد البغشي.

وأشار فوزي إلى أن جامع السطوحية ذكره الجبرتي، وقال عنه إنه تضرر ضررًا بالغًا من الاحتلال الفرنسي لمصر كما ذكره علي باشا مبارك، وقد أنشأ هذا الجامع الأمير الشهير عبد الرحمن كتخدا في العصر العثماني من ١٧٥١ إلى ١٧٥٢م، وذكرت حجة وقفية عبد الرحمن كتخدا مسجد السطوحية ومكوناته، كما ذكر الجبرتي زاوية أخرى يقال لها علي البنهاوي. 

وقال عن الجبرتي عن هذا السطوحية، "هو المعمور بذكر الله تعالى المستجد الانشا والعمارة الكائن بظاهر القاهرة المحروسة خارج باب الفتوح، بخط سويقة اللبن بالقرب من المسجد المعروف بسيدي علي البنهاوي عمت بركاته وما به من المحراب والمنبر والدكة والمنارة والميضاة الحنفية والمغطس والكراسي للراحة والساقية لبئر الماء المعين الكاملة العدة والآلة والمنافع والمرافق والحقوق وجميع الصهريج المبنى تحت الأرض بالمون المتقنة والآلات المحكمة ومزملته المجاورة ذلك للمسجد المذكور أعلاه والمكتب الذي يعلو السبيل المذكور والحوض الكبير المعد لسقي الدواب المجاور لذلك وبجوار سلم المسجد المرقوم مدفن وضريح الست عائشة السطوحية وما لذلك من المنافع والمرافق والحقوق".

وختم فوزي كلماته قائلًا، نجد هنا أن الجبرتي قد ذكر مسجد آخر كان موجود أما بوابة الفتوح إلى جوار السطوحية، وهو جامع علي البنهاوي، والذي لا زال الشارع الذي أمام بوابة الفتوح يحمل اسمه.