استهانوا بالفيروس في البداية.. كورونا يفتك بأسرة مكونة من 27 شخصا بالأقصر

محافظات

أرشيفية
أرشيفية


عانت أسرة في محافظة الأقصر، من ظاهرة التنمر وضيق المعيشة، بعد رحلة علاج محفوفة بالآلام والأحزان لإصابة 9 أشخاص منهم بفيروس كورونا المستجد، فقدوا خلالها أم لطفلين يتيمي الأب.

بدأت قصة هذه الأسرة التي تتكون من 27 شخصًا، بينهم 6 أشقاء ذكور وامرأتين، وأطفالهم حيثت جميعهم متزوجون، بجانب الأم التي تبلغ من العمر نحو 74 عامًا، بعد وفاة الأب بأيام قليلة.

البداية إصابة.. ومزاح
وقال "أ. ع" أحد أفراد الأسرة، في تصريحات إلى "الفجر"، إن أحد أشقاءه أصيب بارتفاع في درجات الحرارة وسعال، بعد الانتهاء من عزاء والدهم، دون أن يكون لديهم أي شك في أنها أعراض فيروس كورنا، ما جعلهم يمزحون ويستهينون بإصابة أخيهم ظنًا منهم أنه مرضه مجرد "نزلة برد"، مشيرًا إلى أنهم كانوا مخالطين له تمامًا.

وتابع: "بعد أيام من مرض شقيقي، مرضت شقيقتي الكبرى، ولديها طفلين صغيرين يتيمين، وبالذهاب إلى طبيب، شخص حالتها على أنها التهاب رئوي، وأعطاها عدة أدوية، ولكن لم تأت بثمارها، لنجد أن المرض اشتد عليها أكثر فأكثر، ما جعلنا نذهب إلى مستشفى الحميات، وبعد أخذ عينة منها، وظهور نتيجتها كانت الصدمة، حيث فوجئنا بإصابتها بفيروس كورونا".

وأضاف: "اتضح لنا بعد اكتشاف إصابة شقيقتي، أن إصابتها جاءت نتيجة لمخالطة أخي، ما جلعنا في حالة ذهول، وقررنا جميعًا إجرا تحاليل رغم عدم ظهور الأعراض علينا، واكتشفنا إصابة 9 أشخاص من بين أفراد الأسرة"، لافتًا إلى إصابته وزوجته وأحد أطفاله، وشقيقته الأرملة، وأشقاءه الثلاث الذكور، وزوجتين من زوجات  أشقاءه، دون إصابة أطفال أو الأم.

وأردف: "دخلنا جميعًا العزل الصحي في مستشفى إسنا بجنوبي محافظة الأقصر، لتبدأ رحلة التعافي من هذا الفيروس المدمر، ولكن سرعان ما توفيت شقيقتي الأرملة تاركة خلفها طفلين صغيرين"، مؤكدًا أن وفاتها كانت بمثابة صدمة لهم"، لافتا إلى أن  العلاج الحقيقي للفيروس والذي سبب تعافيهم هو "التقرب إلى الله، والعامل النفسي، والغذاء السليم".

وبعد أيام طويلة في الحجر الصحي في مستشفى إسنا، خرج بعضهم إلى المنزل مباشرة وبعضهم استكمل رحلة التعافي بالمدينة الشبابية في مدينة الطود.

صدمة في الخارج
ورغم ما عانوه من أحزان وآلام طوال فترة التعافي من الفيروس، وصبرهم على البلاء بفقدان شقيقتهم بعد وفاة والدهم في فترة زمنية ليست ببعيدة، إلا أنه كانت هناك صدمة كبرى تنتظرهم بالخارج.

وواصل حديثه: "أنا أصيبت بالفيروس، والحمد لله تعافيت وأشقائي، ومفيش حد إتصاب رجعله المرض تاني، فالمفروض إن المتعافي يخاف من الناس، مش الناس اللي تتنمر منه"، مشيرًا إلى تغير معاملة الكثيرين من الأسرة لهم وتجنبهم بشكل سيء جدًا، والابتعاد عنهم.

دمار اقتصادي للأسرة كلها
وأكد: "جميعنا ليس لدينا وظائف حكومية لنتقاضى منها راتبًا ثابتًا، وجائحة كورونا جعلتنا جميعًا بلا عمل، وعند ضيق المعيشة يستند الشخص إلى أقرب ما ليه لفك كربه"، لافتًا إلى أن الأقارب أيضا يبتعدون، لافتا إلى أن كثير من أصحاب الخير يتبرعون لمستشفيات العزل حتى امتلأت مخازنها، وأصبح هناك فائضًا كبيرًا لديهم، وتناسوا المتعافين الذين يعانون من ضيق المعيشة، مطالبًا بالنظر إلى مصابي كورونا بعد تعافيهم لما يعانونه من الحياة بدون عمل وضعف الدخل بالإضافة إلى تنمر الكثيرين بهم.