إيمان كمال تكتب: «دينا وريهام وياسمين»..أعطوهم «فرصة تانية»

مقالات الرأي



الفرص منحة.. وهى اختبار ومساحة للانتقاء.. أتعجب كثيرا من حالة الهجوم على منح فرص للأجيال الجديدة لكى يحصلوا على البطولة وكأننا نناقض أنفسنا حين ننادى ونطالب بإتاحة الفرص للشباب والوجوه الجديدة ولكن ما إن يتحقق الأمر ويصبح واقعاً نبدأ فى تصيد الأخطاء والبحث عن عناصر الضعف من أجل الهجوم حتى وإن كان بدون مبرر أو غير منطقى.

حين ظهرت سعاد حسنى لأول مرة على الشاشة فى فيلم «حسن ونعيمة» فى أواخر الخمسينيات قدمها عبد الرحمن الخميسى وراهن عليها المخرج الكبير هنرى بركات، أثبتت سعاد وقتها بأنها تستحق المزيد من الفرص قبل أن تصبح واحدة من أهم النجمات بل تفوقت حتى على نجمات سبقوها.

أيضا حصلت زيزى البدراوى هى الأخرى على فرص البطولة بل سبق اسمها اسم سعاد حسنى فى بعض الأحيان، فسرعان ما صعدت قبل أن تضطر لأن تشارك بأدوار ليس من بطولتها المطلقة وهنا لا أتكلم عن «الموهبة» ولكن عن النجاح الربانى والفرص فى بداية الطريق التى يحتاجها كل وجه جديد.

دينا الشربينى وريهام حجاج وياسمين صبرى فى السنوات الماضية حصلن الثلاث على فرصة البطولة المطلقة، وسط انتقادات تطالب بمنحها لمن هم أكبر عمرا وخبرة دون الأخذ فى الاعتبار بأن الشاشة دائما ترحب بالدماء الجديدة وبأن هناك مئات الخبرات فشلن فى حمل البطولة حتى ولو كانوا ممثلين بارعين، فالبطولة لها قوانينها المختلفة وبالتأكيد من بينها الموهبة.

8 سنوات وأعمال مختلفة بين الدراما والسينما أظهرت خلالهم دينا الشربينى موهبتها قبل أن تحصل على فرصة البطولة فى عام 2018 بمسلسل مليكة وبعدها العام الماضى زى الشمس ثم الموسم الرمضانى للعام الحالى مسلسل لعبة النسيان.

أى أنها لم تحصل على البطولة بسرعة البرق كما يحلو للبعض معتبرا أنها مادة للهجوم عليها بأنها لم تقدم ما يثبت أنها تستحق أن تكون بطلة.

دينا لديها القبول والموهبة لكن ينقصها بعض الخبرة التى تجعلها تفكر قبل ضياع الفرصة متى عليها أخذ القرار بالابتعاد عن نمطية الأدوار التى تقدمها والتى لم تعد تشبع جمهورها، عليها أن تفكر فى عمل غير متوقع يؤكد على أن لديها القدرة على تجسيد أدوار مختلفة ببراعة.

أما ريهام حجاج فمنذ ظهورها وأرى بأنها ممثلة معقولة، فاختارتها كاملة أبو زكرى لتكون أحد عناصر نجاح «سجن النساء» بشخصية «نوارة».

ريهام تمتلك الذكاء الذى يجعلها تحسن اختيار الأعمال التى تقدمها فهى لا تظهر على الشاشة اعتباطا من أجل «المنظرة» بالبطولة لكنها تجيد الاختيار وبالمناسبة فريهام أيضا بدأت مشوارها قبل عشر سنوات، لكن عليها أن تثبت أنها تستحق البطولة وتثقل موهبتها.

ياسمين صبرى لا يمكن إنكار أنها بنت جميلة فى مسلسل طريقى اجتهدت بقدر موهبتها فى هذا الوقت وكونها وجهاً جديداً، تعلق ياسمين على جمالها الآمال فى تحقيق أحلامها الكبيرة بأن تكون نجمة كبيرة ومنافسة قوية فى الدراما والسينما، لكن إذا كان مهتمة بأن تكون مشروع نجمة حقيقية عليها أن تحسن الاختيار وألا تفكر فى جمالها وهى أمام الكاميرات، أن تفكر فقط فى أنها الشخصية بلحمها ودمها قبل أن تضيع فرصتها الثالثة المرة المقبلة.

أعلم أن الكثيرين سيرفضون المقارنة والربط بين اسم سعاد حسنى وبين الأسماء التى أتحدث عنها..لأننا حين نقدس أسماء بعينها نرفض الاقتران بين أسمائهن وبين الجيل الجديد، لكن أطمئنكم بأننى هنا لا أقارن سعاد بهن وأعلم أن الفرق واضح وكبير، لكن سعاد التى قدمت «حسن ونعيمة» أنصفها الجمهور وأحبها ولم يتصيد لها الأخطاء، بل ترك لها المساحة للتعلم واكتساب الخبرات، فلنترك للجيل الجديد فرص التعلم، فلنعطيهم المزيد من الفرص ونترك الوقت كى «يغربل» المواهب، فأتمنى إتاحة الفرص والمنح لأغلب الوجوه الجديدة وإعطائهن فرصة ثالثة.