احتجاجات في لبنان اعتراضًا على تدني المعيشى وانقطاع الكهرباء المستمر

عربي ودولي

بوابة الفجر


شهدت عدد من المناطق المتفرقة في لبنان اليوم الجمعة، مسيرات احتجاجية وعمليات قطع للطرق والشوارع، اعتراضا على التدهور الشديد بالأوضاع المعيشية والقطع المتواصل للكهرباء الذي يستمر لساعات منذ أسابيع، فى حين استعانت الجامعة الأمريكية ببيروت بأعداد كبيرة من قوى الأمن والجيش لتأمين مقر الجامعة والمستشفى المجاورة لها بعدما جرى اتخاذ قرار بصرف عدد كبير من الموظفين والعاملين لاسيما من مستشفى الجامعة تحت وطأة الأزمة المالية والاقتصادية.

 

ونفذ عدد من القوى السياسية تظاهرة احتجاجية حاشدة فى ساحة الشهداء بوسط العاصمة بيروت، ومن بينهم العسكريون المتقاعدون، مطالبين بإسقاط الحكومة وسلطة الحكم القائمة فى البلاد بالكامل، محملين إياهم مسئولية التدهور الاقتصادى والمعيشى الكبير وإغلاق المؤسسات وارتفاع معدلات البطالة والغلاء المعيشى.

 

وكشف عدد من المشاركين فى الوقفة الاحتجاجية بساحة الشهداء أنهم بصدد التحضير لدعوات واسعة لـ "العصيان المدنى الشامل" بعدما بلغت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية حدا غير مقبول من التدهور والتراجع، لاسيما مع انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكى، ووصول معدل انقطاع الكهرباء إلى 23 ساعة يوميا بالتوازى مع نقص حاد فى الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، وموجة الغلاء التى طالت السلع والمنتجات والمستلزمات الضرورية.

 

وأكد المشاركون فى الوقفة أن الأوضاع فى لبنان لن تستقيم إلا بتغيير شامل فى كافة عناصر هرم السلطة الحاكمة، وتشكيل حكومة انتقالية تضم وزراء من المستقلين تماما عن القوى والتيارات والأحزاب السياسية، وتحظى بصلاحيات استثنائية بما يُمكنها من إنقاذ البلاد، مطالبين من جموع المواطنين اللبنانيين التجاوب مع دعوات العصيان المدنى التى يجرى التنسيق بشأنها تمهيدا للإعلان عنها فى القريب العاجل.

 

 

من ناحية أخرى، قامت مجموعات من المواطنين اللبنانيين بالاحتشاد فى عدد من الميادين والساحات وقطع شوارع رئيسية فى عموم البلاد وأوتوسترادات السفر الدولية الرابطة بين المحافظات، احتجاجا على انقطاع الكهرباء منذ أسابيع والذى يتراوح ما بين 20 إلى 24 ساعة يوميا بحسب المناطق، وعدم توافر وقود الديزل (المازوت) لتشغيل المولدات الكهربائية الخاصة.

 

واستخدم المحتجون الإطارات المشتعلة والعوائق المختلفة لقطع الطرق، فضلا عن الاحتشاد فى منتصف تلك الطرق لمنع مرور السيارات، مؤكدين أن أوضاعهم المعيشية تراجعت بصورة كبيرة إلى حد عدم القدرة على توفير مستلزمات المعيشة الضرورية.

 

على صعيد متصل، نظم موظفون وعدد من أعضاء جهاز التمريض فى مستشفى الجامعة الأمريكية فى بيروت، وقفة احتجاجية أمام مقر المستشفى، بعدما جرى إبلاغهم بالاستغناء عن خدماتهم وصرفهم من المستشفى وكذلك الجامعة تحت وطأة الأزمة المالية والاقتصادية، وسط تواجد أمنى وعسكرى مكثف من عناصر جهاز قوى الأمن الداخلى (الشرطة) وقوات مكافحة الشغب وكذلك الجيش.

 

وقال عدد من المشاركين فى الوقفة الاحتجاجية أن أعداد الموظفين التى أُبلغت بالاستغناء عن خدماتها، تجاوزت الـ 800 موظف وممرض مع منحهم تعويضا ماليا قدره 10 شهور من مستحقاتهم المالية الشهرية المتدنية والتى لا تكفى لتوفير احتياجاتهم المعيشية.

 

 

هذا ويواجه العالم منذ شهر يناير الماضي، أزمة متدهورة ناتجة عن تفشي فيروس كورونا، الذي بدأ انتشاره منذ ديسمبر 2019 من مدينة ووهان الصينية وأدى إلى خسائر ضخمة في كثير من قطاعات الاقتصاد خاصة النقل والسياحة والمجال الترفيهي، وانهيار البورصات العالمية وتسارع هبوط أسواق الطاقة.

 

وعلى مستوى العالم، تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا الذي ظهر لأول مرة في وسط الصين نهاية العام الماضي لـ 9,779 مليون إصابة، بينهم أكثر من 493 ألف حالة وفاة، وأكثر من 5,297 مليون حالة شفاء.

 

وعُطلت الدراسة في عدد من الدول حول العالم، إلى جانب إلغاء العديد من الفعاليات والأحداث العامة وعزل مئات ملايين المواطنين وفرض قيود كلية على حركة المواطنين، كما أوقفت عدة دول الرحلات الجوية والبرية بين بعضها البعض خشية استمرار انتشار الفيروس.

 

وحذرت منظمة الصحة العالمية، من أن انتشار فيروس كورونا "يتسارع" ولكن تغيير مساره لا يزال ممكنا، داعية الدول إلى الانتقال إلى مرحلة "الهجوم" عبر فحص كل المشتبه بإصابتهم ووضع من خالطوهم في الحجر.

 

ويذكر أن الصحة العالمية، صنفت فيروس كورونا بـ"وباء عالمياً"، في يوم 11 مارس الماضي، مؤكدة على أن أعداد المصابين تتزايد بسرعة كبيرة.