كيف استقبل عشرات الآلاف ظهور العذراء؟

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


المحافظة فى انتظار كارثة جديدة لكورونا مع دخول الآلاف إلى الدير دون كمامات

تحول مولد السيدة العذراء مريم فى درنكة بمحافظة أسيوط إلى حالة من الفوضى وفشل التنظيم ما يمكن أن يسبب كارثة حال عودة تفشى فيروس كورونا فى المحافظة. فمع قبول الأجهزة الأمنية والتنفيذية فى المحافظة بتنظيم احتفال بأعداد محدودة، فوجئت الشرطة بقدوم أعداد أكبر بكثير من المطلوب سرعان ما انتشرت شائعة عن ظهور العذراء فتدافع الناس من كل مكان إلى أسوار الدير لاقتحامه ومشاهدة المعجزة التى تحدث فى آخر مكان فى مصر شهد السيدة مريم والسيد المسيح عندما كان طفلا ولجأت أمه به إلى مصر لحمايته.

جاء تنظيم المولد الشهير وسط مخاوف من عودة انتشار فيروس كورونا وخشية كثيرين الخروج إلى العمل وممارسة حياتهم الطبيعية خوفاً من الإصابة بالفيروس بينما كانت الصورة مختلفة تماما فى أسيوط عاصمة الصعيد.

ولأن الإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا منعت الصلاة فى المساجد باستثناء صلاة الجمعة فى المساجد الكبيرة وبحضور نحو 20 فردا من موظفى وزارة الأوقاف، أما الكنائس فطبقت قواعد صارمة للتباعد الاجتماعى وحظر حضور القداس إلا بطلب مسبق لمراعاة حضور عدد محدد من المصلين حتى لا تنتقل العدوى من مصاب إلى آخر.

مطرانية أسيوط التى تضم مدينه أسيوط وساحل سليم والبدارى قدمت طلباً إلى المحافظة وأجهزة الأمن لإقامة قداس مولد العذراء داخل الدير الذى يحمل اسمها حيث وافقت الأجهزة بشرط ألا يزيد عدد السيارات التى تدخل الدير عن 50 سيارة مع اتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية من ترك مسافات آمنة بين المصلين داخل الدير وارتداء الكمامات ورش المطهرات بالتنسيق مع الأجهزة التنفيذية والصحية فى المحافظة مع منع التجمعات نهائياً.

ووفرت أجهزة الأمن الخدمات الأمنية والأكمنة على الطرق خارج الدير والقرى المجاورة للدير رغم انشغالها فى تأمين انتخابات الشيوخ فيما تتولى المطرانية مسئولية تأمين الدير من الداخل عن طريق كشافة الكنيسة وهو ما يحدث عادة.

تبدأ الاحتفالات حسب ما تم الاتفاق عليه بين أجهزة الأمن باحتفالات الأسبوع الأول وصلوات وقيام مطران أسيوط الأنبا يوأنس بالمرور فى أرجاء الدير يوميا بداية من المغارة إلى أسفل الدير والعودة مع عدم السماح للزوار بالمبيت باستثناء من حجزوا غرف فندق الدير وبعض المنازل المنشأة لاستقبال الزوار مع غلق الأبواب بعد الساعة 11 مساء حسب المتفق عليه.

إلا أن الواقع تغير منذ اليوم الأول وحشد الأقباط عدداً كبيرا من السيارات لنقل الزائرين من شوارع المطرانية القديمة بغرب أسيوط والمحطة ومن بعض مراكز المحافظة لتحمل الزائرين إلى الدير وارتفع عدد الزائرين مع الأسبوع الثانى للمشاركة فى الاحتفالات ولجأ ضباط الأمن المكلفين بتأمين الدير من الخارج لسحب رخص سيارات لوقف نقل الزائرين مع تزايد الأعداد وحدوث اختناقات خارج وداخل الدير رغم التنظيم الذى تشرف عليه المطرانية من خلال نحو ألف من شباب الكشافة.

ما تسبب فى زيادة أعداد الزائرين معرفتهم بمدقات الجبل وقدرتهم على الوصول إلى الدير من مناطق لا توجد فيها أكمنة الشرطة وذلك عبر قرى موشا وشطب وريفا والسير على الأقدام حتى مطلع الدير وزادت الأعداد إلى حد غير مسبوق مع اقتراب الثلاثة الأيام الأخيرة من الاحتفالات لتفوق الأعداد التى كانت تزور الدير فى الظروف العادية، دون أى إجراءات وقائية باستثناء أعداد قليلة من الزوار الذين حرصوا على ارتداء الكمامات.

ومساء الثلاثاء الماضى كادت أزمة تنشب بين الزائرين وقوات الشرطة التى فوجئت بحشود من الأقباط تصل إلى نحو 5 آلاف شخص أمام الدير مع حلول منتصف الليل كانوا انتقلوا من الشوارع والقرى المجاورة للدير وتجمعوا على أبوابه أسفل الجبل بسبب انتشار شائعة عن ظهور السيدة العذراء على جبل درنكة فى المغارة التى لجأت إليها ومعها ابنها خلال رحلة العائلة المقدسة.

وحاولت قوات الأمن فض التجمع إلا أن القادمين تمكنوا من اقتحام الدير بعد مصادمات مع أفراد الكشافة ليضم الدير أعدادا تفوق قدرته بمراحل لتنهار جميع الإجراءات الوقائية التى لم يحافظ عليها سوى فرق الكورال ورهبان الدير.

وأخطر كبار قيادات مديرية أمن أسيوط، مدير الأمن بالموقف حيث استعان بأعداد كبيرة من ضباط وقوات المباحث الجنائية والأمن العام لفض التجمعات وتخفيف أعداد الزائرين وقامت إدارة المرور بمنع تحرك أى سيارة من المدينة إلى الدير وأجبرتها إلى التوجه فارغة لإعادة الزائرين الذين لجأ بعضهم للاختباء فى منازل قريبة من الدير.

وتكرر الأمر فى اليومين التاليين خصوصا أن شائعة ظهور العذراء مريم واصلت الانتشار وقامت الشرطة بتفريق المواطنين من حول جميع مداخل الدير كما تكررت المصادمات بين القادمين وأمن الكشافة أصيب فيها العشرات.

وتسببت الفوضى فى إحراج القيادات الأمنية والتنفيذية فى المحافظة التى بدا فشلها أوضح من أى محاولة لإخفائه خصوصا أن أجهزة الأمن رفضت السماح بالاحتفال بمولد سلطان الصعيد «الفرغل» وكذلك مولد «جلال الدين السيوطى».