حوار| المستشار السابق لولي عهد أبو ظبي: المصالحة الخليجية أمنية.. وموقف الإمارات يتطابق مع مصر

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


عن المصالحة بين دول الرباعي العربي وهي مصر والسعودية والإمارات والبحرين، وبين قطر، وأسبابها، والدور الأمريكي بشأنها، حاور موقع الفجر الإلكتروني، الدكتور عبد الخالق عبد الله المستشار السابق لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، الذي أكد أن المقاطعة حققت أغراضها، وأن المصالحة هي أمنية لكل مواطن خليجي وعربي، ولكن قطر قد النهج القطري لن يتغير كثير.

وإلى نص الحوار.. 
- في البداية، كيف ترون المصالحة بين دول الرباعي العربي وقطر؟
المصالحة هي أمنية كل مواطن خليجي وعربي، ولا نود لهذا الخلاف أن يستمر أطول منذ لك، وأعتقد أن دول الرباعي العربي أيضًا لا ترغب في أن تطول فترة المقاطعة.

- هل حققت المقاطعة أغراضها؟
أعتقد أن المقاطعة أدت غرضها، حيث أرسلت برسالة واضحة أن دول الرباعي العربي مستاءة كل الاستياء من نهج قطر التحريضي والداعم لجماعات الإرهاب، فلو أعادت قطر حساباتها وأعادت النظر في رهاناتها وتجاوبت مع مطالب دول الرباعي فأهلًا وسهلًا بالمصالحة الخليجية لحل هذه الأزمة.

- ماذا عن الموقف الإماراتي تجاه المصالحة؟
موقف الإمارات لا يختلف إطلاقًا عن مصر والسعودية والبحرين تجاه نهج قطر ونشاطاتها وسلوكياتها، فالتحفظات لدى الإمارات هي نفسها التحفظات لدى تلك الدول الشقيقة، وبالتالي فكما بدأت المقاطعة بشكل جماعي فسوف تنتهي أيضًا بشكل جماعي وبتوافق بين دول الرباعي العربي.

ولا يوجد مجال للحديث الذي يتردد بشأن وجود اختلاف في المواقف بين الإمارات والسعودية، أو بين الإمارات ودول الرباعي العربي، لذلك فإن الحديث عن وجود اختلاف يقصد به إحداث شرخ بين الرباعي العربي، وقد اتضح بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات أن هذا الجهد مضيعة للوقت.

- ما هي الأسباب التي دفعت قطر إلى المصالحة؟
قطر وجدت نفسها منبوذة من محيطها وغير مرغوبة، وأنها في خلاف مع أقرب الناس لها، وقد وجدت أن الوقت ربما مناسب الآن للالتزام بالمبادئ العامة المطلوبة منها، والخلاف مع قطر حتى وإن حدثت مصالحة فسيبقى موجودًا، لأن النهج القطري لن يتغير كثيرًا، وعلينا أن نعرف كيف نتكيف ونأخذ ونعطي ونضغط على قطر، وربما التصالح معها يفيد مستقبلًا من المقاطعة نفسها. 

- ولكن، ماذا عن المطالب الـ13 لدول المقاطعة؟
تلك الشروط وضعت من أجل التفاوض، وقد وضعت في حدها الأقصى، أي هذا قمة ما هو مطلوب من قطر، ولكن في التفاوض كل الأطراف تأخذ وتعطي وتصل إلى المربع الوسط، فالمطالب الـ13 عرضتها دول الرباعي على قطر لتقبل بها في أول الأزمة خلال 10 أيام وإذا لم يتم قبلوها فهي لاغية، لذلك تلك المطالب أصبحت لاغية لأنها فقدت صلاحيتها زمنيًا.

- هل تبعد المصالحة قطر عن التدخل في شئون الدول العربية؟
أتوقع أن النهج القطري من الممكن أن يستمر بعد المصالحة، ولكن حتمًا سيكون التحريض مخففًا في المنابر الإعلامية، وكما ستخفف قطر من دعم الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، بجانب تخفيف تدخلها في شئون الدول العربية، وهذا مقبول، لأن هناك درجات ومستويات من ما هو مقبول وما هو غير مقبول.

- هل كان للولايات المتحدة دور في المصالحة؟
الولايات المتحدة سعت لتحقيق المصالحة وسد الفجوة بين قطر والرباعي العربي، ولكنها لم تستطع هي وباقي الوساطات، ولكن ربما التدخلات الأخيرة كانت مفيدة، وفي تقديري أعتقد أن أمريكا وجدت أن دول الرباعي معها حق في عدم الاطمئنان لأي التزام قطري، وإذا كانت أمريكا قد أتت في آخر فترة دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته وطمأنت دول الرباعي بأنها ستضمن التزام قطر فإن ذلك مرحبًا به.