الفيديو كاملًا.. 12 دقيقة تحرش بالآثار بمتحف التحرير بدون رقابة

أخبار مصر

بوابة الفجر


حصلت بوابة الفجر الإلكترونية على مقطع فيديو كامل يقترب من الـ 12 دقيقة بعد أن تداولته وسائل التواصل الاجتماعي، وهو الفيديو الذي كانت قد انتشرت مقاطع منه لشباب يعتدون على آثار المتحف المصري في التحرير.


وظهر الفيديو كاملًا بعد ما يقرب من ثمانية أيام من ظهرت المقاطع الأولى، واقتربت مدته من 12 دقيقة حيث يمرح فيه هؤلاء الشباب بين الآثار دون رقيب، وقام بعضهم بتقبيل التماثيل والجلوس عليها وكأن المتحف خاويًا من موظفيه، وقاموا بتصوير بعضهم البعض ونشرها على "فيس بوك".


وتواصلت بوابة الفجر الإلكترونية بأحد مديري المتحف والذي قال إنه يتم تفريغ الكاميرات للتوصل إلى تاريخ الواقعة.


وقالت صباح عبدالرازق مدير عام المتحف المصري بالتحرير، في تصريحات سابقة إلى الفجر إن عملية البحث في التسجيلات لا زالت مستمرة حتى اليوم، للتوصل إلى تاريخ الواقعة التي رجح المراقبون أنها وقعت بفترة الصيف قد يكون الماضي.


المسؤولون عن المتحف يبحثون الواقعة

وتابعت مازلنا نُراجع الكاميرات في غرفة التحكم بالمتحف، وحتى الآن لم نصل لنتيجة لأن الواقعة كانت منذ فترة كبيرة.


وحول إن كانت الفيديوهات مازالت موجود أو تم حذفها، أكدت عبدالرازق أنها لا تعرف إن كانت الفيديوهات مازالت موجودة ومسجلة في غرفة التحكم بالمتحف من عدمه، ومسؤولي الكاميرات بالمتحف مازالوا يواصلون عملهم في تفريغ الكاميرات والبحث عنها للوصول للأشخاص المُخربين الذين ظهروا بها.


وأشارت عبدالرازق أن التصوير وقع في ثلاث قاعات بالمتحف، وهي قاعة البركة، وقاعة أخناتون، وقاعة ٣٤ بالدور الأرضي.


ونفت مدير عام المتحف أن يكون التصوير قد تم خلال فترة كورونا وهي الفترة التي شهدت إغلاق المتحف، مُرجّحة أن يكون التصوير قد تم قبل إغلاق المتحف أي قبل ٢٣ مارس ٢٠٢٠، أو أنه حدث في فترة ما بعد كورونا بعد أن تم فتح المتحف مباشرة، وهي الفترة التي كانت أعداد الزيارات قليلة بعدها، على حد قولها.


وقال مراقبون إنه على الرغم من مرور ما يقرب من 10 شهور على الحادثة حيث رجح مراقبون تلك الفترة وفقًا لما يرتديه الشباب في الفيديو فإن الحادثة تستحق البحث والتحقيق.


والغريب في الأمر هنا هو كل هذه الفترة (6 أو 7) أيام التي استغرقها البحث ولم يصدر بيان حتى الآن يوضح متى كانت الواقعة ومن هو المسؤول.


بداية القصة

وكانت البداية حينما تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مساء الأربعاء ٢٧ يناير الماضي عددا من الفيديوهات لأشخاص يعبثون بالآثار داخل المتحف المصري بالتحرير.


وأبدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي غضبهم لما حدث من أفعال خادشة للحياء ومُخلّة بالآداب تجاه القطع الأثرية، مُطالبين وزارة الآثار بفتح تحقيق عاجل وكشف ملابسات تلك الفيديوهات التي تضر بسمعة مصر وآثارها.


وقالت قيادات بالمتحف المصري حينها، إن تاريخ تصوير الفيديو قديم نظرًا لوجود قطع تم نقلها من المتحف وسوف يتم تحرّي متى تم تصويره واتخاذ الإجراءات القانونية ضد السلوك السيء لبعض الزائرين فى الفيديو المرفق علما بأنه تتم المتابعة الدورية من أمن المتحف في قاعات العرض، وتتخذ الإجراءات القانونية ضد من يستهين بالحضارة المصرية وكنوز المتحف المصري.


أكبر وأشهر المتاحف العالمية
والجدير بالذكر أن المتحف المصري أحد أكبر وأشهر المتاحف العالمية، ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 1835 وكان موقعه حينها بحديقة الأزبكية، حيث ضم وقتها عددًا كبيرًا من الآثار المتنوعة، ثم نقل بمحتوياته إلى قاعة العرض الثانية بقلعة صلاح الدين، حتى فكر عالم المصريات الفرنسي أوجوست مارييت الذي كان يعمل بمتحف اللوفر في افتتاح متحفٍ يعرض فيه مجموعة من الآثار على شاطئ النيل عند بولاق، وعندما تعرضت هذه الآثار لخطر الفيضان تم نقلها إلى ملحق خاص بقصر الخديوي إسماعيل بالجيزة، ثم جاء عالم المصريات جاستون ماسبيرو وافتتح عام 1902 في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني مبنى المتحف الجديد في موقعه الحالي في قلب القاهرة.


ويعتبر المتحف المصري من أوائل المتاحف في العالم التي أسست لتكون متحف عام على عكس المتاحف التي سبقته، ويضم المتحف أكثر من 180 ألف قطعة أثرية أهمها المجموعات الأثرية التي عثر عليها في مقابر الملوك والحاشية الملكية للأسرة الوسطى في دهشور عام 1894، ويضم المتحف الآن أعظم مجموعة أثرية في العالم تعبر عن جميع مراحل التاريخ المصري القديم.