الملك البنّاء صاحب الانتصارات والإنجازات.. "رمسيس الثاني"

أخبار مصر

بوابة الفجر


يُعد الملك رمسيس الثاني من أعظم ملوك مصر القديمة، وقد اشتهر بكثرة البناء وكثرة الحروب والانتصارات، وستكون مومياء الملك رمسيس الثاني في مقدمة موكب المومياوات الملكية، المقرر انطلاقة 3 أبريل المقبل من المتحف المصري في التحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية في الفسطاط.

ومن ناحيته قال الدكتور عبد الرحيم ريحان الخبير الأثري المعروف في تصريحات إلى الفجر، إن رمسيس الثاني هو ابن الملك سيتي الأول والملكة تويا، وكان يُلقب بالحاكم الشريك لوالدِه حيث رافق والده أثناء حملاته العسكرية على النوبة وبلاد الشام وليبيا وهو فى عمر الرابعة عشر.
 
وعين رمسيس في مشاريع ترميم موسعة وبناء قصر جديد في أواريس وتولى الحكم بعد وفاة أبيه سيتي الأول وتزوج كثيرًا من النساء منهم أميرات العائلة المالكة مثل نفرتاري وإست نفرت، كما تزوج من ابنة ملك خيتا وأطلق عليها الاسم المصري "ماعت نفرو رع" وتقلد أولاده الذكور المناصب الهامة فى الدولة، وأهمهم ابنه، خع مواس وخلفه ابنه الثالث عشر مرنبتاح من زوجته إست نفرت على العرش، وكان قد اختاره والده وليًا للعهد بعد وفاة خمواس.

وأشار ريحان إلى أن رمسيس الثانى بدأ عهده بتوجيه اهتمامه إلى توطيد حكمه فأمر بإنهاء كافة الأعمال غير المنجزة والتى قد بدأها والده كمعبد أبيدوس، وفكر بعد ذلك فى استغلال مناجم الصحراء متبعًا في ذلك سياسة والده.

في السنة الرابعة من عهده، ذهب بحملة إلى أطراف آسيا لتوطيد النفوذ المصري والاطمئنان على الموانئ والمواصلات وعاد بعد ذلك خلال عامه الخامس في الحكم إلى هناك معبأً جيوشه للصدام بالحيثيين وكان ذلك في معركة قادش وذكر أن خلال عهد رمسيس الثاني بلغ عدد أفراد الجيش المصرى حوالي مائة ألف رجل فكانت قوة هائلة استخدمها لتعزيز النفوذ المصري.

قاد رمسيس الثاني عدة حملات شمالًا إلى بلاد الشام، وفي معركة قادش الثانية في العام الرابع من حكمه (1274 ق.م.)، قامت القوات المصرية تحت قيادته بالاشتباك مع قوات مُواتالّيس ملك الحيثيين استمرت لمدة خمسة عشر عامًا ولكن لم يتمكن أي من الطرفين هزيمة الطرف الآخر. وبالتالي ففى العام الحادى والعشرين من حكمه (1258 ق.م.)، أبرم رمسيس الثاني معاهدة بين مصر والحيثيين مع خاتوشيلي الثالث، وهي أقدم معاهدة سلام في التاريخ.

قاد رمسيس الثاني عدة حملات جنوب الشلال الأول إلى بلاد النوبة، وقد أنشأ رمسيس مدينة (بر رعميسو) في شرق الدلتا ومنها أدار معاركه مع الحيثيين وقد إدعى البعض أنه قد إتخذها عاصمة جديدة للبلاد وهذا بالطبع غير صحيح فلقد كانت عاصمة البلاد في مكانها في طيبة وأعظم ما ترك من معابد وآثار تركها هناك. وقد كان رمسيس الثاني متميز في فنون القتال والحروب وقد كان ماهرًا فى ركوب الخيل والقتال بالسيوف والمبارزة ورمى السهام وقد كان طيبًا ذا روح أخلاقية ومحبًا لشعبه.

وأضاف ريحان أن رمسيس الثانى خلال مدة حكمه قام ببناء عددًا كبيرًا من المبانى يفوق أى ملك مصرى آخر، فقد بدأ بإتمام المعبد الذي بدأه والده في أبيدوس ثم بنى معبد صغير خاص به بجوار معبد والده ولكنه تهدم ولم يتبق منه إلا اطلال.
 
في الكرنك أتم بناء المعبد الذي قد بدأه جده رمسيس الأول، وأقام في طيبة الرامسيوم (أطلق علماء القرن التاسع عشر على هذا المعبد الجنائزى اسم الرامسيوم نسبة إلى رمسيس الثانى) وهو معبد جنائزى ضخم بناه رمسيس لآمون ولنفسه، وتوجد له رأس ضخم أخذت من هذا المعبد ونقلت إلى المتحف البريطانى.

وأقام رمسيس الثانى معبدي أبو سمبل، المعبد الكبير له المنحوت في الصخر ويحرس مدخل المعبد أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني وهو جالس، ويزيد ارتفاع كل تمثال عن 20 م، والمعبد الصغير المنحوت أيضا في الصخر لزوجته نفرتارى وكان مكرسًا لعبادة الإلهة حتحور إلهة الحب والتي تصور برأس بقرة، وتوجد في واجهة المعبد ستة تماثيل ضخمة واقفة أربعة منهم لرمسيس الثاني واثنين للملكة نفرتارى ويصل ارتفاع التمثال إلى حوالي 10 متر.

ووجود كل هذه الآثار في الجنوب لرمسيس يدحض ادعاء البعض أن عاصمة الحكم فى عهده كانت في الدلتا في مدينة "بر رعميس" لأن كل ما خلفه من آثار ومعابد عظيمة كانت في جنوب مصر حيث العاصمة كما هي طيبة.
 
وأقام رمسيس الثاني العديد من المسلات منها مسلة ما زالت قائمة بمعبد الأقصر، ومسلة أخرى موجودة حاليا في فرنسا بميدان الكونكورد بباريس قام بنقلها مهندس فرنسي يدعى ليباس.

علاوة على تمثال رمسيس الثاني الأكثر شهرة وهو تمثال يبلغ عمره 3200 عام يمثل رمسيس الثانى ويصور التمثال رمسيس الثاني واقفًا وقد تم اكتشاف التمثال عام 1820 من خلال المستكشف "جيوفاني باتيستا كافيليا" في "معبد ميت رهينة العظيم" قرب ممفيس في مصر وتعد منطقة ميت رهينة أو ممفيس التابعة لمركز ومدينة البدرشين بالجيزة هي الموطن الأصلى لتمثال رمسيس الثاني.