"كومنولث الإسكندرية ليست الوحيدة في العالم"..وجنود مدافن المنارة من الهند وفرنسا (صور)

محافظات

أرشيفية
أرشيفية


على مدار عقود طويلة ظلت "مقابر الكومنولث بالإسكندرية" شاهدًا على وقائع غيرت تاريخ العالم الحديث، وبينما تحتضن رفات جنود من مختلف الجنسيات ضحوا بأرواحهم؛ لايزال الكثيرون لا يعلمون حقيقة هذا المكان التاريخي الشاهد على عدة حروب ووقوع عدد كبير من الضحايا خلال الحرب العالمية الأولى والثانية.

"منحة من شعب مصر"

وتعتبر هذه المقبرة منحة من «شعب مصر لضحايا الحروب الأجانب»، إنها العبارة التي تم كتابتها على مداخل مقابر الكومنولث، وهي مقابر أقيمت تخليدًا لذكرى ضحايا الحرب العالمية الأولي والثانية، وتشرف عليها هيئة الكومنولث لمقابر الحرب، التي أنشأت بموجب الميثاق الملكي البريطاني الذي أصدر عام 1917، لتخليد ذكرى ضحايا الحروب، والذين بلغ عددهم نحو مليون و700 ألف رجل وامرأة ينتمون لقوات الكومنولث، والذين قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى والثانية.

شكلت "مدافن الكومنولث"جدلًا كبيرًا خلال الفترة الماضية، حول كونها الوحيدة في العالم داخل محافظة الإسكندرية التي جمعت رفات من ديانات مختلفة "إسلامية ومسيحية ويهودية وبوذية"، ولكن ما كشفه الدكتور "إسلام عاصم" أنها ليست الوحيدة كما زعم البعض، بل في كل العالم تأخذ تلك المقابر نفس الطابع الخاص، وهو شئ لا تتفرد به الإسكندرية، وهذا ما سنعرفه خلال السطور القادمة.

"ليست الوحيدة في العالم"
قال الدكتور إسلام عاصم أستاذ مساعد التاريخ المعاصر والحديث ونقيب المرشدين السياحيين السابق "للفجر": أنه لا صحة لما تردد عبر صفحات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية عن "مقابر الكومنولث" الموجودة بمنطقة الشاطبي بالإسكندرية وأنها ليست الوحيدة في العالم التي تجمع بين ديانات مختلفة كالإسلامية والمسيحية واليهودية.

"جنود مدافن المنارة من الهند وفرنسا"
وأكد الدكتور ''إسلام عاصم'' على أن هناك مقابر لا يعرف عنها الكثيرين داخل ''مقابر المنارة'' وهي مخصصة للمسلمين الهنود، والمسلمين الفرنسيين، وهي ترجع للحرب العالمية الأولى من عام (١٩١٨)، لذلك الجنسية هي الحاكمة في هذا الأمر، فالخاضعين "للكومنولث" يدفنوا في مكان واحد بغض النظر عن دياناتهم.

"الكومنولث مقابر لضحايا الحرب''
وتابع أن هناك منشورًا جرى تداوله منذ فترة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحاولت كثيرًا التنويه أن كل "مقابر الكومنولث" في العالم بها أشخاص مدفونة من مختلف الديانات وليست لها قاعدة، بل يوجد أيضًا مقابر العلمين والحضرة، والسلوم ومقابر الحرب العالمية الأولى والثانية على خط القناة، وبور سعيد وأوروبا وجميعها مقابر "كومنولث"، ولا تتفرد بها الإسكندرية بل هو نظام لكل الدول التي حاربت تحت "لواء الكومنولث" تحت رعاية العرش البريطاني بالشراكة تحت اللواء البريطاني مع قوات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى والثانية.

"الإسكندرية مستشفى رئيسي خلال الحرب العالمية الأولى"
وتابع ''عاصم'' أن كل من توفاهم الله دفنوا في مقابر الشاطبي، لأن الإسكندرية كانت المستشفى الرئيسي في الحرب العالمية الأولى للعمليات في البحر المتوسط، وعانت عروس البحر كثيرًا في الحرب العالمية الثانية وبناء عليه كان هناك ضحايا ووفيات في الإسكندرية ودفنوا في مقابرهم فالفرنسيين لهم مقابر خاصة بهم بمقابر اللآتين، وهناك بعض اليهود دفنوا بمقابر اليهود، لكن متوفيين الكومنولث دفنوا في مكان واحد في آخر شارع 'أنوبيس'، وأول شارع الحضرة بجوار المنارة.

"تمتاز بطابع خاص"
وتابع أن كل "مقابر الكومنولث" في كل العالم تأخذ نفس الشكل، فإذا انتقلنا إلى أوروبا، أو مصر وإيطاليا، أو إسبانيا، وإثيوبيا وتونس، سنجد أنها تأخذ نفس الشكل ونفس الصليب الذي يوضع عليه سيف للأسفل، ونفس الكلمات المكتوبة وشواهد القبور وطريقة كتابة الأسماء، وهناك أشخاص لم يجدوا أجسادهم أيضًا.

و"الكومنولث" هي منظمة غير ربحية، أسسها السير "فابيان وار"، وطبقا لبيانات الهيئة، فإنها تشرف على نحو 23 ألف موقع لهذه المقابر، في 150 دولة من مختلف العالم، يوجد منهم 16 موقع بمصر، تحتوي الإسكندرية على ثلاثة مواقع، أحدها بمنطقة الحضرة، لضحايا من الحرب العالمية الأولي والثانية، والأخرى بطريق الشاطبي، لضحايا الحربين، أما الثالثة فتقع بشارع المنارة، وتضم ضحايا من الحرب العالمية الأولى فقط.