ما مصير جماعة الإخوان في المنطقة بعد سقوطهم في المغرب وخسائرهم في مصر و تونس؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بعد خسارته حزب العدالة والتنمية " الإخوانية" في الانتخابات التشريعية خلال اليومين الماضيين أدى ذلك إلى استقالات جماعية في الحزب حتى وصلت إلى استقالة الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني و44 عضوا من الهيئة العليا لحزب.

ورأى الخبراء أن خسارة الإخوان انتخابات البرلمان المغربي والاستقالات الجماعية تعني انتهاء الإخوان في المغرب.

ولذلك تحاول"الفجر" رصد أسباب فشل الإخوان وسقوطهم في المغرب.

أفكار الإخوان أصبحت غير مرغوب فيها

قال الكاتب السعودي خالد الزعتر، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، إن صعود الإخوان في المغرب للقيادة السلطة جاء عقب انتفاضة الربيع العربي في عام 2011، وهو ما يعني أن تأثيرات الربيع العربي وصعود الإخوان في مصر وتونس كان له تأثير على وضع الإخوان في المغرب وهو ما ساعدهم في اكتساح الساحة السياسية المغربية، وبالتالي فإنه كما ننظر لصعود الإخوان في المغرب بأنه نتيجة تأثيرات الربيع العربي أيضًا يمكن النظر إلى الخسارة الفادحة التي تعرضوا لها في انتخابات برلمان العام 2021.

وأضاف الكاتب السعودي خالد الزعتر في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، بعيدا عن التأثيرات الخارجية بعد سقوط الإخوان في مصر أولا وتونس أخرها، وبالتالي نجد أن السقوط الشعبي والسياسي لإخوان تونس ومصر من قبلها وكذلك السودان وفشل تجربة حكم العدالة والتنمية في تركيا في إخراج تركيا من حالة الاختناق السياسي والاقتصادي الذي تعيشه كان حاضرًا في أفكار وتوجهات الناخب المغربي، وهو ما أدى بالتالي إلى فشل تنظيم الإخوان في الحصول على فترة ثالثة في قيادة الائتلاف الحاكم في المغرب، وبالتالي فحالة الاستقالات التي يشهدها تنظيم الإخوان في المغرب هي تعبر عن وجود حقيقي للإخوان بأن مستقبل الجماعة السياسي بدأ في الانحصار وبالتالي فهي تحاول الدفع بوجوه جديدة غير تلك الموجودة حاليًا والتي ارتبط اسمها بالفشل الذريع الذي عاشته الجماعة في انتخابات 2021 على أكل الحفاظ على جزء بسيط من الوجود والتأثير في الحياة السياسية المغربية.

وأكد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أن سقوط الإخوان في انتخابات البرلمان المغربي 2021 لا يتوقف تأثيره على الخارطة الجغرافية المغاربية، بل هو يتخطاها ليسلط الضوء على مصير التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، فهذا السقوط في المغرب ومن قبله تونس هي تؤكد استمرارية حالة الفشل المتصاعدة التي يعيشها التنظيم الدولي للإخوان، فهذا السقوط المتسلسل في العالم العربي للإخوان يؤكد بلا شك تضاءل فرصة عودة الفكر الإخواني إلى الحفاظ على مكانته السياسية والشعبية العربية، وبالتالي فإن حالة السقوط المدوي لجماعات الاخوان في العالم العربي تؤكد لأن جماعة الاخوان لم تعد فكرة تلقى قبولًا سياسيًا وشعبيًا كما كانت في السبعينات والثمانينات وتصاعدت عقب مرحلة الربيع العربي، ولم تعد تمتلك صناعة أدوات النجاة بعد فشلها الذي أدخل بعض الدول مثال تونس في مستنقع الأزمات والاختناقات السياسية والاقتصادية.

تأييد التطبيع هو السبب في القضاء على الإخوان في المغرب

قال الدكتور مصطفى زهران، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، إن جماعة الإخوان قد انتهت في المغرب مع انتهاء الانتخابات التشريعية التي قد أقيمت خلال اليومين الماضيين، وجاءت فيها بخسارة فادحة لحزب العدالة والتنمية.

وأضاف الدكتور مصطفى زهران في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن ما يميز انتخابات المغرب والديمقراطية أنها جاءت بالإخوان من خلال الصناديق وأيضا أطاحت بالإخوان من خلال الصناديق، التي جاءت بالحزب العدالة والتنمية بعد ثورات الربيع العربي بالمنطقة العربية فكان تصدرهم المشهد السياسي في المغرب والإطاحة بهم كما فعل مع الأحزاب الإسلامية في المنطقة العربية بسبب عدم وجود مشروع حقيقي للإدارة الدولة وأيضا لا يوجد لها مشروع حقيقي تسير أمور الشعب.

وأشار الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، إلى أن حزب العدالة والتنمية بالمغرب كان سبب انهياره هو التطبيع التركي والمغرب مع إسرائيل، والذي أخذ تأييد من الحزب هو كان سببًا في ضعف شعبيته، أدى إلى خسارتهم في البرلمان المغربي.