السيدة دلال.. امتهنت مهنة الرجال وقادت توكتوك لمساعدة زوجها وعائلتها على المعيشة الصعبة (فيديو)

محافظات

محررة الفجر مع السيدة
محررة الفجر مع السيدة دلال سائقة التوكتوك

“إزاي تقود توكتوك، تشوف شغل تاني، سابت إيه للرجالة، دى شغلانة رجاله ما لهاش فيها”..الكثير من العبارات الاعتراضية الأخرى التي تعرضت لها سيدة الأربعين من عمرها التي قررت أن تكسر تقاليد القرية وتقود توكتوك لمواجهة صعوبات الحياة وعلاج ابنتها المريضة ولتوفير حياة كريمة لبناتها الأربعة، لا تهتم بأحاديث أهالي القرية المستمرة التي لا تقدم ولا تؤخر واستكملت بكل قوة وتحدي وإرادة مسيرتها لتكون أول امرأة ريفية تقود توكتوك في محافظة المنوفية.
إنها دلال بسيوني حسن من قرية أبو رقبة، التابعة لمركز اشمون محافظة المنوفية لديها أربعة بنات، وزوجها يعمل موظفا وبجانب ذلك كان يعمل استورجي كعمل إضافي ليسد احتياجات ابنته المريضة وأبنائه الآخرين، ولكن بعد أن أصيب بالمرض واكتفي بوظيفته أصبح لا يستطيع أن يوفر لابنته المريضة العلاج ولأبنائه الآخرين حياة كريمة بمفرده، لذلك أخذت السيدة دلال في البحث عن عمل لها، فقررت أن تعمل على توكتوك وتنزل بين الرجال بقلب جامد لتقود معركة شريفة للبحث عن الرزق واللقمة الحلال.
نقل دم
قالت السيدة دلال: “تحتاج ابنتي الكبيرة التي انتهت من التعليم المتوسط كل 15 يوما لنقل دم مما يكلفنا الكثير من الأموال لشراء الدم فأغلب الأوقات أتبرع أنا ووالدها لها بالدم وعندما لا نستطيع نقوم بشراء أكياس الدم التي تكلفنا آلاف الجنيهات شهريا”، بالإضافة إلى أنني قمت بتجهيز ابنتي الثانية للزواج وقمت بشراء الأجهزة الكهربية ومستلزماتها الزوجية التي أرهقتني كثيرا، واضطررت من شراء جميع احتياجاتها بالتقسيط، لذلك أعمل أكثر عدد ساعات ممكن لأقوم بتسديد هذه الأقساط، هذا بجانب أن لدي اثنتان من البنات ما زالوا في مراحل التعليم المختلفة ويحتاجان إلى مصاريف الدروس والدراسة، فأحرص كل الحرص على تعليم أبنائي وتوفير عيشة كريمة لهم.
حملة شرسة
وتابعت السيدة دلال: “في بداية الأمر تعرضت لحملة شرسة من جميع سائقي التوكتوك فالبعض منهم كان يراقبني ويضطهدني والبعض الآخر يأتي خلفي بدراجة بخاربة، ولكن تصميمي وقوتي بفضل الله تعالي جعل الجميع يحترمني ويرغبون في تقديم الدعم لي بشكل مستمر”.
عمل مستمر
أما عن ساعات العمل، فلم تتقيد دلال بساعات عمل محددة، قائله بعد أن عرفني أهالي القرية بشكل قوي ووثقوا في أخذوا رقم الهاتف الخاص بي وأصبح لي الكثير من الزبائن الذين يأتمونني على بناتهم في ذهابهم وإيابهم من الدروس في جميع القري المجاورة لقريتي، فأصبحت غير متقيدة بساعات عمل محددة، مضيفة: “معاملتي الطيبة جذبت الكثير من أهالي القرية المجاورة في التعامل معي والحمد لله في وقت قصير استطعت أن أثبت النجاح والتفوق”.
حالة غير رضا بين سائقي التوكتوك
أما عن سائقي التوكتوك فمنهم من أخذ الموضوع كأمر طبيعي ومنهم من هاجمها، حيث يقول وائل محمد: “اندهشنا كثيرا أنا وزملائي عندما رأينا السيدة دلال تقود توكتوك فمنا من كان غير راضيا عن ذلك والبعض القليل أخذ يساندها  ولكن بعد أن تعرفنا جميعا على الظروف الصعبة التي تمر بها السيدة دلال أصبحنا ندعمها جميعا، ولا نعترضها في أي شيء”.
ست بـ 100 راجل
أما عن قوتها وتحملها، قال رمضان جمعة أحد أهالي القرية، إن الست دلال جدعة واستطاعت بقوتها وإصرارها أن تصمد أمام كلام الأهالي في القرية وأثبتت للجميع أنها بـ 100 راجل، وتواجه صعوبات الحياة وتساعد زوجها في علاج ابنتها وتوفير حياة كريمة لأسرتها.