حوار| رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا: الدبيبة يحاول خلط الأوراق.. وباشاغا ماضِ في مهمته

تقارير وحوارات

الدكتور محمد المصباحي
الدكتور محمد المصباحي

وسط إعلان رئيس الحكومة الليبية المكلف فتحي باشاغا بدء مشاوراته مع مختلف الأطراف والمناطق الليبية لتشكيل حكومته الجديدة، متعهدًا بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة، مشددًا على أهمية إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، حاور موقع الفجر الإلكتروني الدكتور محمد المصباحي رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، الذي أكد أن رئيس حكومة الوحدة منتهية الصلاحية عبد الحميد الدبيبة يحاول خلط الأوراق، وأن باشاغا ماضي في مهمته وسط ترحيب عربي ودولي.

وإلى نص الحوار...

- ما سبب اختيار فتحي باشاغا وزير الداخلية السابق في حكومة الوفاق الليبي لتولي رئاستها وتشكيلها؟

هذا يرجع لعدة أسباب، منها الفشل الذريع الذي لاحق حكومة الوحدة الوطنية التي اختارت رئيسها لجنة الـ75، والتي أهملت التأثير والتوافق على الأرض، بينما باشاغا استطاع أن يحقق ذلك من خلال "لقاء الشجعان" الذي تم بين الأطراف المتخاصمة والتي تمثل طرفي المشكلة الأمنية في ليبيا.

وأيضًا لوجوده في بنغازي ولقاؤه بالمشير خليفة حفتر، والمرشح الرئاسي عارف النايض، والأستاذ شريف الوافي، وعبد المجيد سيف النصر، فكل ذلك أسس لما بعده من التوافق الوطني بعيدًا عن البعد الخارجي، وذلك ما جعل مجلسي النواب والدولة يتوافقان على باشاغا لإنهاء الصراع الداخلي، والآن القيادة لها قدرة في قيادة السلم والمعركة. 

لماذا أطاح البرلمان الليبي بحكومة عبد الحميد الدبيبة؟

انتهت مدة هذه الحكومة، والبرلمان كان أقرها إلى 24 ديسمبر 2021 فقط، فلم تكن لها مدة أكثر من ذلك، وأصبحت في حكم الانتهاء، وتعتبر مغتصبة بعد ذلك للسلطة، لأنها أضحت عائقًا رئيسيًا للانتخابات، والتي كانت تسيطر على الوزارات المهمة وظلت قوة قاهرة أمام مفوضية الانتخابات.

هل اختيار باشاغا لرئاسة الحكومة الليبية الجديدة له مدلولات معينة؟

مدلولات كثيرة، أولًا للتأكيد على توافق القوة الفاعلة على الأرض، حتى أنه بعد اختيار باشاغا تم التوافق مع كل الأجهزة، في الشرق والغرب والجنوب، وسط ترحيب، ولم شمل، لإنهاء الاحتراب الحقيقي، وهذا الاختيار يدعم لجنة الـ5 + 5 في مهمتها.

ما هي الملفات التي يجب على الحكومة الجديدة العمل عليها؟

هي التي تعهد بها باشاغا، مثل التأكيد على إنجاح العملية الانتخابية وتسهيل الانتخابات وإنهاء الانقسام الذي تسبب به الدبيبة، وأيضًا التخلص من حالة الانقسام في الغرب والجنوب والشرق، وسط الأموال التي أهدرت دون مراجعة، ما يجعل الحكومة المقبلة حكومة استقرار وطني تكون قادرة على إنجاح العملية السياسية والمؤسسات وإخراج المرتزقة من البلاد، بجانب الاهتمام بمعيشة المواطن الليبي.

- لماذا لم تبدأ حكومة باشاغا عملها حتى الآن؟

هي لم تبدأ بعد، لأنها مرتبطة بإجراءات تراتبية، لأن باشاغا يشكلحكومته في الوقت الحالي ومعه أسبوعين، وبعدها سيعرضها على البرلمان للاعتماد ولمباشرة المهام، فأمامه 14 يومًا من الاختيار وحتى الاعتماد، فالحكومة لا يمثلها شخص واحد وإنما فريق عمل متكامل.

- لماذا يحاول الدبيبة خلق وإثارة القلق في ليبيا؟

يحاول الدبيبة خلط الأوراق، وهو الذي تم اختياره في لجنة الـ75، والبرلمان أنهى ذلك بتعديل دستوري يسمح بعودة كل الأمور إلى البرلمان، والقوة القاهرة انتهت بالفعل، وكل تلك الإجراءات ستأخذ وقت.

- وما موقف الأمم المتحدة؟

أغلب الدول ومنها مصر وروسيا والولايات المتحدة والدول العربية أرسلت موافقات بما شهدته ليبيا وباختصاصات ليبيا، والأمم المتحدة أكدت أن ما يحدث شأن داخلي، وباشاغا الآن في إجراءات التشاور لتشكيل الحكومة لتحقيق التوافق.

- ما مصير الأوضاع في ليبيا حال استمرار الدبيبة في منع حكومة باشاغا من أداء عملها؟

الحكومة سوف تستلم مهامها، وتصريح الأمس من باشاغا يؤكد أن الإجراءات تسير بشكل جيد، وما يحدث الآن زوبعة من بعض الإعلاميين، لأن القوى الفاعلة على الأرض متوافقة تماما، ولأول مرة بعد 2011 يتم اختيار رئيس حكومة بإرادة ليبية دون تدخل من الخارج، وبتوافق الليبيين.

ونتمنى لهم كل التوفيق في الوصول إلى انتخابات بشكل عاجل لإنهاء كل المراحل الانتقالية للوصول إلى دستور دائم ورئيس وبرلمان منتخب آخر ترجع به الحياة في ليبيا من جديد وسط سيادة وكرامة.