"معالم سيوة".. خبير يرصد مقومات الواحة السياحية فى ضوء اهتمام الدولة بتطويرها

أخبار مصر

بيت من ييوت سيوه
بيت من ييوت سيوه القديمة

يتابع الجهاز القومى للتنسيق الحضارى برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، وبالمشاركة مع اللواء خالد شعيب محافظ مطروح، تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تحسين الصورة البصرية لميدان الجامع الكبير "ميدان السوق" في مدينة سيوة وهو الميدان المواجه لقلعة شالي الأثرية بالمدينة فى ضوء توجيهات الرئيس السيسى بسرعة تطوير وتنمية كافة المقومات السياحية بواحة سيوة.

سيوه مستقبل السياحة العلاجية

وفى إطار هذا الاهتمام يلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على أهمية المواقع الأثرية بسيوة والتى ستصبح ملتقى سياح العالم للتمتع بالسياحة العلاجية والسياحية البيئية ومجتمع البادية علاوة على السياحة الثقافية وهى العامل المشترك الأول فى كل مقومات السياحة بمصر

سيوه تاريخيًا 

وأوضح الدكتور ريحان أن سيوة لها تاريخ عريق وقد حصل منها الإسكندر الأكبر على شهادة دخوله إلى قلوب المصريين بعد زيارته الشهيرة لمعبد آمون عام 332 قبل الميلاد ومن المحتمل أن يكون بناء معبد آمون فى الأسرة الحادية والعشرون من 1085 إلي 950 ق. م حيث كانت قوة كهنة آمون ونبوءاته تؤدي دورًا بارزًا فى الديانة وقام كبار كهنة المعبد بتحية الإسكندر على أنه ابن آمون.

آثار سيوه القديمة

وأشار إلى أن رحلة الإسكندر كانت سببًا فى زيادة شهرة واحة سيوه وبنيت المباني باسمه فى حياته ثم بنى البطالمة المباني إحياءً لذكراه، وقد كشفت وزارة السياحة والآثار بها بعض المقابر المنحوته فى جبل الموتى التى تعود لبداية عصر البطالمة وبعض العملات وجزء من لوحة هادريان والمحفوظة بالمتحف اليوناني روماني بالإسكندرية واستمرت سيوة في عبادة آمون حتى القرن السادس الميلادي.


ونوه ريحان إلى أن سيوة عُرفت باسم "سيوة بنتا" وقد عثر عليه فى أحد النصوص المدونة بمعبد إدفو ثم أطلق عليها واحة آمون نسبة إلى معبد آمون واستمر ذلك ثم أطلق عليها واحة جوبيتر نسبة إلى كبير الآلهة الرومانية.

سيوه والأديان 

دخلت المسيحية سيوة فى القرن الرابع الميلادي ورغم ذلك لم يعثر بها على آثار مسيحية سوى بقايا كنيسة بالطوب اللبن وفي العصر الإسلامي تحدث المؤرخون عن بلدة سنترية بسيوة على أنها بلد صغير يسكنها البربر يعرفون سيوة ولغتهم سيوية وبها حدائق ونخيل وأشجار الزيتون ولها عشرون عينًا ماؤها عذبًا، وأن اسم شالى يعني المدينة فى اللغة السيوية ومن المرجح أن يكون دخول الإسلام إلى سيوة قبل نهاية القرن الأول الهجري.

وفي العصر الإسلامي ذكرها المؤرخ الشهير المقريزى بأن سكانها كانوا جماعة من البربر تسمى السيوي وهم يتكلمون بالسيوية ومنذ ذلك الوقت تسمى سيوي ثم سيوة، أمّا مدينة سيوة الحالية فيرجع تأسيسها إلى عام 600هـ 1203م.

تنوع أثري

ويشير الدكتور ريحان إلى آثار سيوة والتى تشمل عمارة مدنية تتمثل فى أطلال مدينة شالى بقلب المدينة قرب المركز التجارى وتبقى منها بعض المنازل والحوانيت والخص "مقعد الأجواد" بشالى الغربية أمّا شالى الشرقية فلم يتبق منها سوى الجامع العتيق لهجرة السكان للمدينة منذ عام 1826م وهناك بلدة أغورمي المستوطن القديم لأهالي شالي فقد هجرت منذ عام 1200م لغارات البدو وانتقل السكان إلى هضبة شالي 
وقد جسّدت مبانى مدينة شالي التفاعل بين الإنسان والبيئة واعتمدت على البناء بالكيرشيف وهو نوع من الملح المتكلس على طبقات وارتفاع الطبقة 25سم والأسقف من خشب النخيل المعالج فى بحيرة الملح وذلك للتخلص من العصارة الجاذبة للحشرات القارضة.

ويتم أيضا استخدام أخشاب الزيتون الجافة فى عناصر الأثاث مع الجريد ونوع من الطفلة الخضراء الزبدية فى العناصر المعمارية التى تستخدم فيها المياه بكثرة مثل المطابخ ودورات المياه وقد استخدم المهندس عماد فريد والذى قام بأعمال الترميم المعمارى بشالى مواد من البيئة السيوية
ويتابع الدكتور ريحان  أن شالى بها منشئات دفاعية والمتمثل فى تحصينات أغورمى وشالى وكان سور مدينة شالى بارتفاع المبانى بها والتى كانت تتكون من طابقين يعلوها داير ولم يتبق منه سوى باب أتشال وكان الباب السرى للمدينة وتعنى باللغة السيوية باب المدينة والذى يقع شمال غرب الجامع العتيق وتضم بلدة أغورمى معبد الوحى الشهير "معبد آمون" ومساحة البلدة ثلاثة أفدنة ولم يعد متبقيًا منها سوى أطلال بعض المنازل والجامع بمئذنته 
وتضم شالى وأغورمى منشئات دينية مثمثلة فى الجامع العتيق بشالى الشرقية وجامع تطندى بشالى الغربية وتم تجديدهما فى العصر العثمانى
ويشير الدكتور ريحان إلى دراسة أثرية معمارية للمهندس عماد فريد الحاصل على جائزة الدولة التشجعية فى مجال الفنون وجائزة حسن فتحى للعمارة من مكتبة الإسكندرية وجائزة مؤسسة هوتيلز لأحسن عشرين معمارى فى العالم تحت عنوان " تاريخ مدينة شالى الأثرية" ترصد معالم عمارة واحة سيوة وقد سجلت مدينة شالى فى عداد الآثار منذ عام 2009 وقد أشرف على مشروع ترميمها المهندس عماد فريد  
ولفت إلى أن مدينة شالى لها باب واحد ما زال قائمًا حتى الآن ويطلقون عليه باب أنشال بمعنى باب المدينة وفى الجهة الشمالية من سور المدينة يوجد الجامع القديم ثم فتح باب آخر بالجهة الجنوبية قرب معصرة الزيوت وأسموه الباب الجديد وكان يستخدمه الذين يتحاشون المرور أمام رؤساء العائلات الذين كانوا يقصدون مجلسهم اليومى على مقربة من الباب الرئيسى بالمدينة.
 

ويتميز تخطيط شوارع المدينة القديمة لسيوة بالشوارع المظللة لكسر حدة الحر وقد تم توجيه البيوت بحيث تفتح الشبابيك فى الاتجاه البحرى ويقابلها فتحات فى الاتجاه القبلى لخلق تيارات هوائية وتعمل الأحواش الداخلية والأفنية عمل ملاقف الهواء والبيت فى سيوة القديمة يستخدم دورات مياه جافة لاستخدام أقل قدر من الماء ويتم الاعتماد على العيون الخارجية فى الحقول.

مطالبات بفتح حفائر أثرية بسيوه

واقترح ريحان فتح مواقع جديدة لأعمال حفائر لبعثات الآثار المصرية بسيوة لما حققته من إنجازات متلاحقة بالفترة الماضية من اكتشافات أبهرت العالم فى الأقصر وسقارة والمنيا وأعمال ترميم لآثار سيوة باستخدام المواد القديمة وإعادة عملها بالموقع من الخامات المحلية المتوفرة وتطوير هذه المواقع وحسن استثمارها بالتعاون مع القطاع الخاص وتطوير المواقع حولها لتنمية المجتمعات المحلية حول الأثر وعمل خارطة بإحداثيات لكل المواقع التابعة للآثار وتأمينها بشكل كبير.

وضع سيوة على خارطة السياحة

كما طالب ريحان بوضع واحة سيوة وكل المواقع بالوادي الجديد على قائمة السياحة المحلية والدولية فهى بطبيعتها مدن بكر فى كل شئ واكتشاف مكنوناتها وتطويرها سيسهم فى وضع منطقة هامة يعشقها رواد سياحة السفاري ومجتمع الصحراء والسياحة البيئية على مستوى العالم وبإضافة السياحة الثقافية التراثية لها سيكمل منظومة السياحة بمنطقة من أهم مناطق الجذب السياحة بمصر والذى ستحقق طفرة كبرى فى السنوات القادمة بفضل توجيهات الرئيس السيسي.