"وفاته هزت السوشيال ميديا بالأقصر" الفجر تنشر تفاصيل مثيرة عن حياة مسن مجهول الهوية

محافظات

الشيخ محمد أبو ذكية
الشيخ محمد أبو ذكية

سادت حالة من الحزن الشديد خلال الأيام الماضية، على أهالي قرية " القرية" بمركز اسنا جنوبي محافظة الأقصر، لوداع مسن مجهول الهوية، بعدما أثير خبر وفاته رواد السوشيال ميديا.
 

وتنفرد "الفجر"، بنشر أسباب إثارة رودا السوشيال ميديا، على خبر وفاته، بالإضافة إلى قصة حياته، من خلال التقرير التالي:

انتشار صور وفاته بالسوشيال ميديا 

اتنشرت صورًا خلال الأيام الماضية على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، لشخص مجهول الهوية، يبلغ من العمر أكثر من 70 عامًا،  حيث فوجئ ركاب بسيارة أجرة، قادمة من مدينة أرمنت إلى اسنا، بوفاته أمام قرية الشغب أثناء تواجده بداخلها، وبتفتيشه لم يعثر معه على بطاقة شخصية، أو أية أورقام يستدل بها على شخصيته، مما دعا أحد الأشخاص إلى تصويره ونشر صورته على السوشيال ميديا.

و ابلاغ هيئة الإسعاف، تم نقل الجثمان إلى مستشفى الأقصر العام، وخلال ساعات من تداول رواد السوشيال ميديا صورة الرجل تم التعرف عليه من قبل الأهالي وليس أقاربه، وتسلم جثمانه ودفنه بمدافن الشهداء بمركز اسنا جنوبي محافظة الأقصر.

عاش 60 عامًا في اسنا دون معرفة هويته

و تبين أن هذا الرجل، يدعى "الشيخ محمد أبو زكية“، ويقيم بجوار ضريحي الصاحبيين الشهيدين سعد الدين الصحابي وعزيز الصحابي،  اللذان استشهدا في عصر الفتوحات الإسلامية حين دخول عمرو بن العاصي رضي الله عنه مصر، ووصوله الصعيد، ودفنا بقرية بمركز اسنا، حسب رواية لأهالي البلدة.

ويقول منتصر البتيتي أحد أهالي القرية ومن المقربين للمتوفي، إن الشيخ محمد، ليس من أبناء  القرية، ولكن الأهالي اعتبروه "بركتها"، حيث قدم إلى قريتهم منذ أكثر من 60 عامًا، وكان عمره نحو 12 عامًا، وظل جالسًا بجوار المقامين للشهيدين الصحابيين الشيخ "سعد الدين والشيخ عزيز "، مشيرًا إلى أنه أحد الأشخاص المبروكين، ولا يتحدث كثيرًا، وقامت سيدة فاضلة من القرية بمراعاته قبل وفاتها، فأطلق عليه اسم "الشيخ محمد أبو ذكية"، نسبة لاسمها.

حرسته الأفاعي في صغره وعاش في حماية صاحبيين 

و يحكي "البيتي"، قصة غريبة عن الشيخ محمد، قائلًا: "لم أكن أحب التقرب من هؤلاء الأشخاص الطيبين منذ صغري، وكنت أنظر لهم كأنهم مجانين، ولكن هذه شهادة لله أقولها لأول مرة، حدث شئ جعلني أحب هذا الرجل كأخي، وزارني واتصل بي العديد من الأشخاص لتعزيتي في وفاته".

وواصل حديثه: الأمر الذي حدث حتى أحب الشيخ محمد، أنني رأيت رجلًا ميسور الحال من أهالي القرية رغم إصابته بجلطة أدت إلى شلل في قدمه ويده يرعاه و(يحميه بشخصه حتى بعد مرضه واستخدامه يد واحدة)، وعندما سألته عن سبب ذلك، أقسم لي أنه عندما رأى الشيخ محمد وهو طفل صغير وسط الزراعات يحرسه ثعبانين ضخمين على يمينه وشماله، في أول لقاء بينهما، وبعد ذلك كان يرى الكثير من (البركات) على يد هذا الرجل، حتى وفاته المنية، ودفن بمقابر الشهداء على غرار الصحابيين الشهيدنين اللذين رافق ضريحهما طوال حياته.

عاش 60 عامًا في القرية دون معرفة نسبه

بينما أوضح، محمود علي، أن الشيخ محمد يعيش في القرية منذ فترة كبيرة وعلم من والده أنه دخلها منذ ما يقارب من الـ 60 عامًا، فهو شخص مسالم قليل الحديث مع الناس، ولهجته تشبه لهجة أهالي الشرقية، ولكن لم يعرف أحد من أي أتى أو الوصول إلى أهله.

وأضاف، أن هذا الرجل كان يحبه الكثيرين من أبناء القرية، حتى أن هناك سائقًا كان ينظره دائمًا للركوب معه حين كان يريد الخروج من القرية للتردد على أضرحة أولياء الله الصالحين، وكان هذا السائق يحجز له الكرسيين الأماميين ليجلس بجواره دون ركوب أحد آخر، ودون مقابل للمباركة به.

وذكر أن خبر وفاته كان بمثابة صدمة على جميع أهالي القرية، التي عمها الحزن الشديد على هذا الشيخ الذين يعتبرونه بركة قريتهم، لافتًا إلى مشاركة الكثيرين في تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير ودفنه بمقابر الشهداء.