تعرف على.. أبرز المعلومات عن قصر الأنفاليد التاريخي

تقارير وحوارات

قصر الأنفاليد
قصر الأنفاليد

بدأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم، زيارة فرنسا، سيلتقي خلالها إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه.

ووصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ظهر اليوم إلى قصر الإنفاليد، الذي يستقبل فيه كبار ضيوف فرنسا.

أقيمت للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مراسم استقبال رسمية في قصر الإنفاليد، قبيل توجهه إلى الإليزيه، للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون.
وفي هذا التقرير تعرض لكم "بوابة الفجر" أبرز وأهم المعلومات حول قصر الأنفاليد.

قصر الأنفاليد

هو مشروع أمر لويس الرابع عشر بتأسيسه عام 1670، كمستشفى ومنزل للجنود المسنين والمصابين، وقام بتصميمه المهندس المعماري ليبرال بورنت، وتم الانتهاء منه عام 1676.
ويضم المجمع الضخم 15 ساحة وكنيسة، أكبر ساحة هناك خصصت للاستعرضات العسكرية، كما يضم عدة متاحب أبرزها متحف دي أرمي، ومتحف ديس بلانز ريليفس، ومتحف ديستوار كونتيمبورين.

وتمتد واجهة مبنى الأنفاليد 196 مترًا وترتفع ثلاثة طوابق يعلوها إفريز، ويتوسط الواجهة مدخل ذو جبهة نصف دائرية اشتملت تزييناتها على نحت بارز يمثل رسمًا للملك لويس الرابع عشر بلباس روماني على صهوة جواد، وهو بين إلهتي الحكمة والعدالة، وعلى تمثالين لمارس ومنيرفة على جانبي باب المدخل، وكل هذه المنحوتات من عمل النحات گيوم كوستو (1677-1746م).
وينفتح مبنى الواجهة على فناء خلفي مركزي يسمى فناء الشرف أو الفناء الملكي، تحيط به أبنية ذات أروقة معمّدة، وتتفرع عن الفناء فناءات جانبية أصغر منه.

وتقع في صدر الفناء كنيسة تسمى كنيسة الجند وخلفها الكنيسة الملكية التي صممها المعمار الفرنسي جول منسار وبنيت بين عامي 1679 و1691، ولها بوابة ضخمة تتألف من بوابتين تعلو إحداهما الأخرى ولها قبة مذهَّبة تعلو اسطوانتين متراكبتين وفوقها سارية، ويبلغ ارتفاع المبنى مع ساريته مئة وعشرة أمتار، وللكنيسة أربعة أجنحة متصالبة تحوي أربعة مصلَّيات.

تعد الكنيسة الملكية في الأنفاليد من معالم باريس، ومثالًا للفن الاتباعي الكلاسيكي في فرنسا، أو ما يسمى بأسلوب الجزويت اليسوعيين، وتحمل هذه الكنيسة اسم القديس لويس، وقد زُينت قبتها من الداخل بلوحة جدارية تمثل القديس لويس التاسع يُعيد السيف إلى السيد المسيح، وهي من عمل المصور الفرنسي شارل لافوس (1636-1716م).

نقل إلى الكنيسة الملكية في الأنفاليد سنة 1840 رفات الامبراطور نابليون بونابرت، ووضع ضريحه في قبو تحت الكنيسة، والضريح من قطعة واحدة من الرخام السماقي على أرضية مرصوفة بالفسيفساء على شكل نجمة، وقد صممه المعمار الفرنسي لوي ڤيسكونتي (1791-1853).

ويضم مجمّع الأنفاليد في باريس متحف الجيش Le Musee de l'Armée الذي تألف سنة 1905، من دمج متحف المدفعية في متحف الجيش التاريخي، ويعود إنشاء الأول من هذين المتحفين إلى سنة 1685 وكان قد أقيم آنذاك في حصن الباستيل Bastille ثم نقل إلى دير اليعقوبيين في باريس ثم إلى الأنفاليد سنة 1871.

أما متحف الجيش التاريخي فقد أنشىء في الأنفاليد سنة 1896 بمبادرة من جمعية السابرِتاش La Sabrétache (جعبة السيف)، وهي جمعية تهتم بالتاريخ الحربي.

يحتوي متحف الجيش في الأنفاليد على أنواع من الأسلحة والدروع الحربية من العصر الحجري حتى عصر الذرة، وكذلك أنواع الألبسة والأعلام والتذكارات، وتجتمع في قاعاته معروضات كثيرة من الأسلحة والعتاد من قربينات وبنادق ومسدسات وسيوف من فرنسة وخارجها، وخاصة أسلحة جيوش القرنين السابع عشر والثامن عشر وعتادها في أوربة والحربين العالميتين الأولى والثانية. وقد افتتحت قاعات الحربين العالميتين تباعًا في سنتي 1968 و1971 وجهزت بوسائل سمعية وبصرية تشرح مجريات الحربين المذكورتين.

وفي الأروقة والساحات الخارجية أنواع من المدافع القديمة والحديثة من مكاحل البارود في القرن الرابع عشر إلى معدات سلاح المدفعية الحديثة.

ومن المعروضات المميزة في متحف الجيش في الأنفاليد تذكارات وأشياء شخصية مثل دروع ملوك فرنسة وسيف فرنسوا الأول في معركة پاڤي وسيف نابليون في معركة أوسترلتز ومجموعة القربينات التي كان يحتفظ بها الملك لويس الثالث عشر في مكتبه ومجموعة بنادق لويس الرابع عشر وعصي مرشالات فرنسة في عهد الامبراطورية. يغتني متحف الجيش في الأنفاليد على الدوام بالهبات والمشتريات مما يجعله من أجمل المتاحف الحربية في العالم، وهو أكثر ما يزار من معالم باريس.


دور تاريخي

ومع بداية فجر الثورة الفرنسية في 14 يوليو 1789، اقتحم مشاغبون قصر الإنفاليد للاستيلاء على الأسلحة المخزنة هناك، وظل القصر منذ القرن التاسع عشر رمزًا للقوة والنزاهة الفرنسية.

وفي عام 1840 دفن نابليون تحت القبة العظيمة للقصر، الذي ظل محتفظًا بكونه منزلا للمحاربين القدامى، حتى الوقت الحالي.

وفي عام 1981، تم تنفيذ مشروع ترميم ضخم للقصر بتوجيه مشترك من وزارتي الدفاع والثقافة، في محاولة منها لإعادة هذا الموقع الاستثنائي إلى مجده السابق.