روي فيتوريا.. مدحه جوارديولا وفيريرا والبطولات ليست فلسفته للحكم على نجاح عمله

الفجر الرياضي

روي فيتوريا
روي فيتوريا

الأرقام مع المدير الفني الجديد للمنتخب الوطني، البرتغالي روي فيتوريا، خداعة معه في بداية مسيرته والحكم من خلالها بالتأكيد شيئ خطأ لكذا سبب أهمهم أن المدرب الذي كان في موسم 2007-2008 ليس نفس المدرب والأفكار والجودة التي يملكها الآن، الأشخاص تتغير بحكم التعلم والخبرة.

هنا أقصد بفترته في نادي فاتيما في البرتغال، التي تعتبر أول محطة كبيرة له كفريق أول، قبلها كان مدرب تحت 19 عام لبنفيكا وقبلها كان في نادي فيلافرانكوينسي البرتغالي، لكن فاتيما استمر وقت أطول 4 أعوام مقابل عامين.

فترته الأولى في نادي فاتيما من الوهلة الأولى من الأرقام وبالتأكيد لا أحد يشاهد الدوري البرتغالي الدرجة الأولى من الأساس فمنطقي أن لا أحد شاهد الدرجة الثانية والثالثة، وهنا الإسقاط أنه مع فاتيما في موسم 2007-2008 أنه استلم الفريق كان صاعد حديثا لدوري الدرجة الثانية، وخلال ولايته في الموسم الأول احتل المركز الـ16 وهو المركز الأخير وهبط لدوري الثالثة، الإدارة تمسكت به واستطاع أن يصعد من الدرجة الثالثة للدرجة الثانية في موسم 2008-2009 بعد احتلاله الصدارة.

في موسم 2009-2010 في الدرجة الثانية ظلوا مستمرين معه أيضا واحتل مركز العاشر، وهذا يعتبر شيئ عظيم بنادي صغير، فمن بعده لم يصلوا للمكانة هذه بل هبطوا للدرجة الرابعة.
هذا يقودنا أن الأرقام ليست أهم شيئ والأهم أن يكون لديك مشروع حقيقي ثابت، وتعطيه كل الثقة والصلاحيات مثل ما فعلت إدارة فاتيما معه، وهذا ليس النموذج الوحيد التي الإدارة تثق في التطور، فطبعا كلوب مع ماينز وصعوده للبونديسليجا وهبوطه وعدم قدرته على الصعود وبعدها يرحل إلى بوروسيا دورتموند، والجميع يعلم القصة فيما بعد، هم لم ينظروا إلى أرقامه ولا بطولاته، لكن نظروا للكرة التي يقدمها.

هذا ما حدث عندما تعاقدت إدارة باسوس فيريرا معه مباشرة، وفي أول موسم معهم 2010-2011 وصل نهائي كاس الأليانز وخسر من بنفيكا 2-1، واحتل المركز السابع، وقبله كانوا أنهوا الدوري في المركز التاسع فهذا بالطبع عظيم وتطور جيد، لكن في الموسم الثاني له استمر 3 ماتشات ورحل إلى فيتوريا جيماريش وباسوس فيريرا بدونه احتلوا المركز العاشر في تراجع ملحوظ.
كل ما تمت كتابته عن النتائج والأرقام والتطور كمدرب وكشخص، هذا حديث فيتوريا حيث صرح من قبل.

"في سن الـ32 قررت اعتزال كرة القدم والتحول لمهنة المدير الفني، والديا توفي في حادث سيارة معا بعد قراري، هذه كانت أكبر خسارة في حياتي وتجربة حزن مررت بها، عندما يكون بيني وبين لاعب مشكلة أو أعاني من خسارة كبيرة، مهما يحدث فأنني مررت بأوقات أصعب، كنت مازلت لاعبا في فريق الكوتشيتينسي عندما تلقيت أول عرضين كمدرب، الأول من فريقي الذي ألعب له والأخر من فيلافرانكوينسي، لا يحدث كل يوم أن تتلقى عرضين للتدريب خلال نصف ساعة، يوم الأحد قررت الاعتزال والإثنين أعلنت عن القرار والثلاثاء بدأت العمل كمدرب".

عمله مع فيلافرانكوينسي: "كنت شاب صغير شغوف وطموح للبدء وأريد الفوز بكل شيئ، لكن الواقع علمني كل الخدع والطرق لإدارة فريق كرة قدم، خلال أول أعوامي كمدرب لفيلافرانكوينسي كان يجب عليا التعامل مع مشاكل خارج الملعب، ففي أول موسم كان النادي عليه متأخرات في المرتبات لمدة 5 أشهر، في الموسم الثاني كانت 4 أشهر، وهذا خلق مشاكل التي تحتاج للإدارة بسرعة، كانت أوقات صعبة، لكن قدمت لي تخصص عظيم، اعتقد أنني أحمل هذه المهارة للتأقلم مع الواقع من بداية رحلتي اعتقد أنها نقطة أساسية للمدرب، اليوم أنا محترف مختلف تماما بالمقارنة مع بداية مسيرتي، كل مدرب هو نتيجة تجاربه على مر السنين خبرتنا تخلق شكل طريقة التفكير وأخذ القرارات، أنا نفس الشخص لكن أصبحت مدربا مختلف كليا".

عن فلسفته: "التأقلم هو الكلمة  المفتاحية في مهنتي، ربما لديك فكرة مفضلة في اللعب، لكن يجب أن ترى إذا كان السياق يسمح لك لوضع فكرتك تحت الممارسة أم لا، المدرب يجب أن يوازن بين العالمين، يجب أن لا تكون عنيدا، لم ألعب إطلاقا فقط من أجل النتيجة، وفي نفس الوقت أنا لم أتجاهل السياق لأفرض بقلق شديد أسلوبي المفضل للعب، تتضمن أفضل القرارات بالضرورة تحليل الموقف، ما هي الأهداف؟، من هم اللاعبون الذين يجب علي مساعدتي في تحقيقهم؟، تحتاج إلى العثور على إجابات لهذه الأسئلة لمعرفة مدى إمكانية وضع طريقتك المفضلة في اللعب موضع التنفيذ، كنت لاعب خط وسط حاد من الناحية الفنية، أقل ما يعجبني هو رؤية الكرة تتطاير فوق رأسي، أحب كرة القدم التي تلعب جيدا وهي مدروسة جيدا، أشعر بالصدمة عندما تعامل الفرق مع الكرة بشكل سيئ، تدور فكرتي عن اللعبة حول الجودة والكثافة ورد الفعل الفوري بعد خسارة الاستحواذ".

عن تجربته مع باسوس فيريرا: "مسيرتي تتضمن العديد من الأهداف المختلفة في كل نادي وفي كل موسم، على سبيل المثال في باسوس فيريرا كان الهدف هو البقاء في الدرجة الأولى، لهذا كنت بحاجة إلى أن أكون أكثر واقعية في البداية، كان من الضروري مساعدة الفريق على بناء ثقته في نفسه" اللي كان كيروش بيعمله واللي ضياء السيد قاله عن نوعية الكورة واللي كانت هتتغير ولما كيروش إتكلم مع حازم إمام بس الاتحاد مفهمش الكلام دا.

عن تجربة فيتوريا جيمارايش: "كان النادي يعاني من كارثة عميقة، تحول الهدف من القتال من أجل البقاء وتطوير فرق الشباب، لاحقا القتال من أجل مركز أوروبي أو أكثر، في كل لحظة المدرب يحتاج أن يفهم الموقف قبل اتخاذ القرارات، لحسن الحظ تمكنت من التوصل إلى استراتيجيات للتغلب على كل عقبة".

عن النتائج: "تمكنا من الوصول لنهائي الكأس وبنفيكا  انتصر علينا بهدفين مقابل هدف وأهدرنا ضربة جزاء ولعبنا مباراة رائعة، من وقت عدم تتويجنا عملنا لم يلق نفس الاهتمام، لكني كنت فخورا بما حققناه، عمليا بدأنا من الصفر، الفريق كان يلعب كرة قدم جيدة وهذا كان أول عام لي في الدرجة الأولى في البرتغال، بعد موسمين كان لدي الفرصة للوصول لنهائي آخر، في هذا الوقت كنت مع فيتوريا جيمارايش أمام بنفيكا أيضا في كأس البرتغال، في هذه المرة كنا الفائزين والأبطال، لكن قبل اللقب بوقت طويل كان من الضروري إعادة تشكيل النادي ليواجه مشاكل مالية خطيرة، بحثنا عن لاعبين في فرق الشباب والدرجة الثانية، هذا العمل ختم للتويج ببطولة الكأس، عادة ما يتم الإعلان عنه وترويجه أكثر ما حققته مع باسوس فيريرا، أنا أقاتل بشكل دائم أمام هذه المسميات وعبادة النتائج التي تحكم كرة القدم، في بعض الأحيان لا يتوج عمل رائع بكأس أو بلحظة رائعة، يمكن أن يكون إنقاذ فريق من الهبوط عمل جميل لا يصدق، ربما يكون أصعب من التتويج بكأس مع نادي مختلف، لكنه لا يحظى دائما بالتقدير، أتمنى أن يتم فحص كفاءة المدرب أكثر من نتائجه، لكن العالم هكذا، أحب أن أحكي للاعبين قصة عازف الكمان الذي ملأ قاعة حفلات كبيرة بأشخاص دفعوا ثمن تذاكر باهظة الثمن، وفي اليوم التالي عزف عازف الكمان نفسه في محطة مترو جذب انتباها ضئيلا أو معدوما، سواء أعجبك ذلك أم لا، فأن واجهات العرض ضرورية".

جيسوالدو فيريرا في بداية مهمة روي فيتوريا مع بنفيكا قال في يوم 23 ديسمبر 2015، وكان تعيين فيتوريا يوم 1 يوليو 2015: "روي لديه مهمة صعبة هنا وهناك الأشياء لا تسير بشكل جيد للغاية، لكن اعتقد أنه سينجح، الرهان على روي مغامرة ولذلك هو لديه فاتورة أثقل بكثير من خورخي خيسوس". جيسوس كان مدرب سبورتينج لشبونة وقتها.

في 29 نوفمبر 2016 تحدث فيريرا بعدما توج روي فيتوريا ببطولة الدوري بفارق نقطتين عن سبورتينج لشبونة خيسوس وأيضا حصل على الكأس قال: "روي فيتوريا انتصر، وخورخي خيسوس خسر، فيتوريا فاجأ الكثيرمن الناس وربما نفسه أيضا، لكن هو وبنفيكا كانا أبطالا بطريقة جديرة بالتقدير، أنه شخص هادئ ويعرف كيف يلقي الخطابات، مع مرور الوقت أدركت أن هناك مدربا بيد ومسامير كما يقولون، هل كان انتصارا عظيما وخسيرة كبيرة لخيسوس؟، في السياق الذي بدأت فيه الأمور، اعتقد ذلك، في العام الماضي اعتقد أن روي فيتوريا هو من فاز، وخيسوس هو من خسر".
خلال المقابلة الثانية لفيريرا كان في نصف الموسم وهذا موسم 2016-17 بعدما انتهى نجح فيتوريا في التتويج بالثلاثية المحلية.

-أهم اللاعبين الذين تدربوا معه في بنفيكا:

جواو فيليكس، ريناتو سانشيس، تاليسكا، راؤول خيمينيز، براين كريستانتي، عادل تاعرابت، إيدرسون، نيلسون سيميدو، فيكتور لينديلوف، كونستانتينوس ميتروجلو، روبن دياس، لوكا يوفيتش، رافا سيلفا، جونسالو جويديش، جواو كانسيلو، أندري جوميس.


-فلسفته مع الناشئين

سواء ريناتو سانشيس أو روبن دياس أو جواو فليكس أو جيدسون فرنانديس أو سفيلار الذي ذهب إلى روما الإيطالي، فهنا تحدث فيتوريا عن هذا الموضوع.

"كانت لدي فرصة تصعيد لاعبين من فرق الناشئين، هذه كانت أمنية النادي والتي تتطابق مع إرادتي، قررنا معا أن هذا وقت أخذ فرصة وضع 5-6 لاعبين من الناشئين موضع التنفيذ، يجب أن يكون هناك تفاهم في مثل هذه القرارات، لا يكفي وحده أن النادي يريد ذلك، أو المدرب وحده، ضروري أن يكون هناك مشاركة نفس الرؤية، لذلك لاعبين مثل جواو فليكس وريناتو سانشيس بدأوا مع آخرين لعب دور أكثر بروزا، تقريبا حققت كل شيئ يتوقعه نادي من مدربه سواء تحقيق بطولات أو توافد الجماهير للاستاد وتطوير الناشئين، كان هناك هدفين رياضي ومادي، هناك نقطة يجب أن لا تغيب عن بالنا عند تقييم عمل مدرب، العلاقة بين الاستثمار والأداء الرياضي، في هذا الصدد كان التوازن الذي تركته في بنفيكا إيجابيا".

-بطولات فيتوريا مع بنفيكا


ثنائية محلية موسم 15-16 دوري وكأس وهذا أول موسم له.
ثلاثية محلية موسم 16-17 دوري وكأس وسوبر "يوجد كأسين في البرتغال".
خلال فترته بنفيكا باع لاعبين مقابل 431.63 مليون يورو.
بنفيكا اشترى لاعبين مقابل 116.28 مليون يورو.
أي صافي أرباح النادي من هذا الجزء فقط  315.08 مليون يورو.

بالطبعا لا يوجد ميركاتو في المنتخبات، لكن هذه الأرقام تشرح مدى تطور اللاعبين تحت قيادته، إذا لم يكن هناك تطور فلم يحدث بيع بأرقام خيالية مثل هذه في موسمين ونصف قضاهم مع بنفيكا، لكن يوجد هناك الأساس وهو يكمل عملية البناء، بينما هنا سيبني الأساس فيحتاج للوقت لكي نرى التطور.

-الشكل الخططي

الحديث عن الشكل الخططي وطريقة اللعب فلا يوجد أفضل من بيب جوارديولا، فتحدث عن فيتوريا في كتابه عندما كان مدربا لبايرن ميونخ الألماني ولعب أمام بنفيكا: "أنه أفضل منظومة دفاعية في أوروبا في اللحظة الحالية، لكنه ليس فريق دفاعي، على النقيض، هو يعتمد على الدفاع المتقدم جدا، ولا يتوقف عن الضغط بمهاجمين سريعين وشباب مثل ريناتو سانشيس، الناس لا تشاهد الدوري البرتغالي في ألمانيا وإسبانيا وإنجلترا، لهذا السبب لا أحد يقدر بنفيكا، لكني أقول إنه فريق يصنف كفريق ساكي".