عكاشة: مصر تدخلت لفرض التهدئة فى ليبيا ومنع امتداد الاشتباكات خارج طرابلس

توك شو

خالد عكاشة
خالد عكاشة

أعرب العميد خالد عكاشة، رئيس المركز المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، عن تمنياته "بألا تواجه طرابلس مزيدًا من الليالي العصيبة"، موضحًا أن هذا الترجيح هو ما يميل إليه الجميع في ظل ما وصل من معلومات تؤكد أن القاهرة دخلت بقوة لمحاولة فرض تهدئة سريعة ووقف إطلاق النيران، حتى لا يتم تدمير العملية السياسية برمتها تدميرًا نهائيًا.

الحفاظ على العملية السياسية في ليبيا

وأضاف العميد خالد عكاشة، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "آخر النهار"، المذاع عبر فضائية "النهار"، مساء اليوم السبت، أن مصر معنية بالحفاظ على نسق العملية السياسية في ليبيا من أجل الوصول إلى عمل سياسي.

وأشار  إلى أن مصر استطاعت سابقًا أن تفرض هدنة في الأراضي الليبية طويلة المدى ومنعت الانزلاق في مشاهد الاقتتال المنطقي، والمشاهد الحية كانت مقلقة، وأن مصر دخلت بجهد رئاسي مباشر، ما يشير إلى حجم ما كانت ليبيا مقبلة عليه.

الوضع في ليبيا

وأوضح مدير المركز المصري، أن الوضع في ليبيا الآن أن ميليشيات تابعة للحكومة المنتهية ولايتها موجودة داخل طرابلس، والتي طالبت الدولة بتفكيكها وترحيل المرتزقة، اقتتلت فيما بينها.

وقال العميد خالد عكاشة: "الميليشيات أصبحت قوة قادرة على أن تفرض سيطرتها وتعطل العملية السياسية برمتها، والخشية اليوم من أن تكون الميليشيات على وشك اختطاف العملية السياسية في ليبيا، وهو أمر بالغ الخطورة".

حكومة خلف الميليشيات

وتابع: "هناك تخوف من أن حكومة منتهية الولاية تتمرس خلف الميليشيات التي أنفقت عليها أموالًا طائلة، فضلًا عن أن الميليشيات خرجت عن طوق السيطرة، وتتلقى أموالًا خارج ميزانية الدولة، وعندما يحصل أي شكل من أشكال التنازع واختلاف وجهات النظر، يكون الاحتكام للسلاح هو الأقرب لما يقومون به".

مشهد غائم في ليبيا

وأضاف العميد خالد عكاشة: "الرؤية غائمة جدًا، والمراهنة على الأطراف النزيهة، فهناك أكثر من طرف يناشد مصر التدخل، لأنها تتمتع بعلاقات طيبة بجميع الأطراف، ولديها القدرة ومساحة العمل التي تبني به على الجهد المبذول في ليبيا، وأن تدخل في اللحظات الصعبة، وتطلب وقفًا فوريًا لإطلاق النار، وتقييد حركة الميليشيات في الشوارع، ومحاصرة المشهد داخل طرابلس وألا يمتد لمناطق أخرى على أهبة الاشتعال، لأن السلاح أمر منفلت ينذر بجميع أشكال المخاطر".

مخاوف امتداد الاشتباكات خارج طرابلس

وأشار إلى أن حالة من الخوف تسود في طرابلس اليوم، في ظل سقوط الضحايا وارتفاع أعداد الضحايا والجرحى، في ظل مشهد قاتم جدا، لافتًا إلى أن الرهان اليوم على الأطراف النزيهة للتدخل مع مصر للسيطرة على هذه الأزمة.

وأضاف مدير المركز المصري، أنه جرت اتصالات مصرية مكثفة مع الأطراف الدولية، ومن بينها البعثة الأممية والمندوب الأمريكي والمندوب البريطاني، مضيفًا: "أطراف من الممكن أن تمارس مع مصر شكلًا من أشكال الضغط لخفت صوت السلاح وألا تسقط ليبيا مرة أخرى"، مشددًا على ضرورة حصار هذا المشهد داخل ليبيا وضمان عدم إمتداد ذلك إلى بقية المناطق الملتهبة بالفعل.