خبراء يتساءلون: لماذا يقبل متحف الحضارة نسخة مقلدة لحجر رشيد هدية من بريطانيا؟

أخبار مصر

مستنسخ حجر رشيد في
مستنسخ حجر رشيد في متحف الحضارة

تُعد مسألة عودة حجر رشيد إلى مصر هي الشغل الشاغل الآن للمصريين، حيث توجد عدة حملات تتبناها عدة جهات شعبية ورسمية، فقد طالب الدكتور زاهي حواس بعودة الحجر، كما يطالب بسام الشماع المؤرخ المعروف باستعادة الحجر، وقائمة كبيرة قد يطول المقام عن ذكرها منهم الدكتور أحمد بدران، والدكتور حسين عبد البصير، والدكتور محمد عبد اللطيف، وغيرهم كثيرون، يطالبون بعودة هذا الأثر تحديدًا إلى مصر.

مستنسخ لحجر رشيد 

وقبل أيام من انطلاق احتفالات مصر بمرور 200 عام على فك رموز لوحة رشيد الحجرية، أعلن المتحف القومي للحضارة المصرية عن وضع مستنسخًا لحجر رشيد في البهو الرئيسي للمتحف، وذلك في إطار احتفالات المتحف بعيد فك الهيروغليفية.

تنديد 

ومن ناحيته ندد الدكتور بسام الشماع المؤرخ المعروف والمرشد السياحي، في تصريحات إلى الفجر، بما تم إعلانه عن أن المتحف القومي للحضارة المصرية استقبل نسخة مقلدة من لوحة رشيد الحجرية كهدية من المتحف البريطاني والذي يحتفظ بالنسخة الأصلية من هذا الأثر الهام، حسبما أفاد الشماع.

البيان الرسمي 

وفي بيان رسمي صادر عن وزارة السياحة والآثار أوضحت الوزارة أن متحف الحضارة المصرية سينظم عدة فعاليات احتفالًا بمرور 200 عام على فك رموز الهيروغليفية، وأورد البيان أن ضمن الفعاليات وضع مستنسخ لحجر رشيد في بهو المتحف الرئيسي، ولكن لم يشر البيان إلى أن المستنسخ هو هدية من المتحف البريطاني.

وتواصلت بوابة الفجر الإلكترونية مع مصدر من داخل المتحف القومي للحضارة المصرية، والذي أوضح أن المستنسخ هو إهداء بالفعل من المتحف البريطاني.

الشماع يستنكر 

ومن ناحيته استنكر الشماع قبول المتحف مستنسخًا مقلدًا للوحة رشيد الحجرية في الوقت الذي تسعى فيها الجهات سواء رسمية أو شعبية لاسترداد الحجر المسلوب من مصر بغير وجه حق حسب تعبير الشماع.

حملة شعبية 

وأكد الشماع أن حملة شعبية كبرى انطلقت منذ أيام صاحبها عدد كبير من الموضوعات الصحفية المكتوبة، واشتراك عدد أكبر في إرسال رسائل إلكترونية للمتحف البريطاني تطالب بعودة حجر رشيد، فلماذا الآن يتم وضع نسخة مقلدة مهداة من المتحف البريطاني للمتحف القومي للحضارة المصرية لهذا الأثر المغتصب من مصر؟.

مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية يتساءل 

وفي ذات السياق تساءل الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية لماذا الآن يتم إهداء نسخة مقلدة من حجر رشيد لمتحف الحضارة من المتحف البريطاني، في ظل وجود مطالبات متصاعدة بعودته إلى مصر؟

وأضاف عبد البصير أن الإهداء والتبادل بين مصر وبريطانيا طبيعي، والعلاقات بين البلدين طيبة، ولكن قضية حجر رشيد لها وضع آخر، والتساؤل المُلح الآن ما هو السبب في هذ الإهداء وسبب قبوله؟

القانون

ونجد أن المادة 39 من قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 والمعدل بالقانون رقم 3 لسنة 2010  والمعدل بالقانون رقم91 لسنة 2018، تحظر استنساخ الآثار المصرية إلا بموافقة المجلس الأعلى للآثار، مع الحصول على حق مادى حتى يتموقف هذا الاستنساخ، والسؤال هنا، هل وافق المجلس الأعلى للآثار على المستنسخ الذي صنعته بريطانيا لأثر مصري وهو "حجر رشيد"؟، وهو تساؤل طرحه العديدون.

حجر رشيد 

يذكر أنه تم اكتشاف حجر رشيد في يوليو عام ١٧٩٩،  حين عثر عليه الضباط بوشار أحد ضباط الحملة الفرنسية بحصن قايتباي بمدينة رشيد، وفى يوم ٢٧ سبتمبر ١٨٢٢ استطاع الفرنسي جان فرانسوا شامبليون التوصل إلى فك لغز الحجر وقراءة العلامات المصرية القديمة قراءة صحيحة والتي نشأ على إثرها واحد من أهم العلوم الإنسانية وهو علم المصريات.