بعد انتشار الكوليرا.. هل لبنان على وشك حدوث كارثة صحية؟

تقارير وحوارات

مرض الكوليرا
مرض الكوليرا

أكد مستشفى حلبا الحكومي بعد صدور نتائج الفحوص، خبر وفاة طفل في الشهر الخامس من عمره جراء مرض كوليرا،قائلين "قد يخرج الامر عن السيطرة، إن لم تتحرك الحكومة والمنظمات الدولية لاحتوائه في أسرع وقت ممكن".

انتشار الكوليرا في لبنان

تفشي مرض الكوليرا في سوريا، ثم ظهرت حالات الإصابة من جديد في لبنان، حيث رُصدت أولى حالات الكوليرا في مخيمات عدة للاجئين السوريين في منطقة عكار، شمال لبنان، وبعدها بأسبوعين تقريبًا رصدت في مخيم للاجئين السوريين ببلدة عرسال، في البقاع.

مرض الكوليرا

تعمل الكوليرا مثل السم، فهي لا تسمح للخلايا المعوية بامتصاص الملوحات في المصران، بل تفرزها في المصران ويخسرها الجسم من خلال التبرز.

تسبب الكوليرا إسهالًا قويًا وحادًا، كل نصف ساعة أو ساعة، ويصبح التبرز أشبه بمياه الرز لأن لونه يبيض قليلًا، وهذا ما يؤدي إلى جفافالجسم في حال لم يعالج المريض بالسرعة اللازمة، وقد يتسبب بالوفاة بنسبة تتراوح بين 30 و50%.
 

وتعتبر الفئة الأكثر تضرّرًا هي الأطفال دون سن الخامسة، كما يعاني البالغون الذين تفوق أعمارهم الـ65 عامًا، من الجفاف بسرعة، نظرًا لتدني مخزون الماء في الجسم، بالإضافة إلى من يعانون عمومًا من أمراض نقص المناعة.

وتتراوح فترة حضانة المرض بين ساعات وأيام تبعًا لمستوى التلوث الذي تعرّض له المريض.
 

كيف تتعامل مع مرض الكوليرا

على المريض الإسراع بشرب كمية كافية من المصل الفموي “المؤلف من ماء وملح وسكر” لتعويض السوائل التي خسرها الجسم، وفي حال لم يتمكن من شرب الكمية المطلوبة عليه التوجه لمركز صحي ليوضع له مصلًا في الوريد بغية الحد من الجفاف.

اخذ مضاد حيوي للكوليرا، فقد يخفّف قليلًا من العوارض ونسبة التفشي، لكن الحد من الجفاف أولوية. وخلال فترة أسبوع أو أسبوعين يكوّن الجسم مناعته الشخصية، ويتعافى.

وتأخذ فترة التعافي وقتًا طويلًا نسبيًا، وقد تنتقل العدوى خلالها إلى عدد كبير من الأشخاص، إذا لم يتم التعقيم والتنظيف الجيد، وعزل الشخص داخل المنزل.

خطوات تجنب انتشار المرض

  • تأمين مياه شرب صحية.
  • معالجة مشكلة الصرف الصحي.
  • حماية الشواطئ من المجارير حيث تُعتبر  الاسماك مصدرًا أساسيًا لانتشار الكوليرا.
     

ولم يبقى مرض الكوليرا محصورًا في محافظة عكّار التي تشهد انتشارًا، ما زال محدودًا، وأوضح مستشفى حلبا الحكومي أن عدد الحالات التي تمت معاينتها في المستشفى تأتي من قرى وبلدات متباعدة جغرافيًا، ومن مخيمات اللاجئين، وأن هذا الواقع يشي بأنّ مرض الكوليرا لم يعد محصورًا ببقعة محدّدة في عكار، بل يشهد تفشيًا على نطاق أوسع.

مرض الكوليرا

وفي هذا الإطار أوضح رئيس بلدية المحمّرة عبد المنعم عثمان، أنهم لاحظوا انتشارًا مرض الكوليرا في بلدة المحمّرة العكارية، وفي مخيم اللاجئين السوريين "045" المحاذي للبلدة.   

 

وأشار عثمان إلى أنّ الناس، جراء الوضع الاقتصادي الضاغط وانقطاع الكهرباء، وارتفاع أسعار اشتراك مولدات الكهرباء، والمحروقات، لم يعد في وسعها ضخّ المياه النظيفة إلى منازلها، حتى من آبارهم الخاصة. وهذا الأمر ينسحب على البلديات التي تدنى فيها مستوى الخدمات التي تقدمها لا سيّما بالنسبة للمياه، ما دفع الناس للاعتماد بنسبة 90% على مياه الصهاريج التي يُعتبر مصدر مياهها مجهولًا.

 

وتمنى عثمان على الجهات والوزارات المعنية وحتى المنظمات الدولية أن "تكون على مستوى الكارثة المحدقة بنا، ذلك أن المصابين يتجولون ويمارسون حياتهم على نحو طبيعي"، لافتًا إلى أن كل ما هو مطلوب تأمين ضمان مياه آبار نظيفة بمادة الكلور من دون تكبد توزيع فلاتر مياه على المنازل.
 

الحالات المرصودة حتي الآن

- 7 حالات مثبتة في مخيم اللاجئين السوريين في عرسال، بعد فحص فريق الترصد الوبائي 54 عينة على مرحلتين خلال 10 أيام.

- ما من حالات مرصودة في بلدة عرسال.

- بالتعاون مع الصليب الأحمر الدولي، تجوب فرق للتوعية بلدة عرسال والمخيم.