تفشي الكوليرا في سوريا ولبنان.. وتحرك دولي لمواجهتها

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية

مازال وضع الكوليرا في دولتي سوريا ولبنان يتطور يوما بعد الآخر، في ظل تزايد حالات الإصابات مما يدق ناقوس الخطر في المنطقة العربية.

 

الكوليرا في لبنان


وارتفع عدد الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم بسبب الكوليرا في لبنان منذ 6 أكتوبر إلى 10، ونشرت وزارة الصحة اللبنانية بيانات جديدة عن حالات الكوليرا، التي ظهرت لأول مرة في البلاد في 6 أكتوبر وانتشرت بسرعة في المناطق الشمالية.

وبحسب البيان الصادر على موقع الوزارة، توفي 3 أشخاص آخرين بسبب الكوليرا، وتم اكتشاف 12 حالة إصابة جديدة، وبذلك ارتفع إجمالي الخسائر في الأرواح بسبب الكوليرا في البلاد إلى 10 وعدد الإصابات إلى 239.

و أفادت وزارة الصحة اللبنانية في 6 أكتوبر  أن البلاد أبلغت عن أول حالة إصابة بالكوليرا منذ عام 1993، وتم تسجيل أول حالة وفاة بسبب الكوليرا في البلاد في 12 أكتوبر.

الكوليرا في سوريا 


وكانت الأمم المتحدة سجلت عدة إصابات في سوريا في سبتمبر الماضي، ودعت الدول المانحة إلى تأمين المزيد من التمويل العاجل لاحتواء تفشي الكوليرا ومنعه من الانتشار.

وقتذاك بلغ عدد الحالات المؤكدة حتى الآن 20 حالة في حلب، وأربع حالات في اللاذقية وحالتين في دمشق، ولكن الأعداد الحقيقية من المرجح أن تكون أعلى من ذلك، خصوصًا مع تسجيل مئات الإصابات بإسهال مائي حاد الشهر الماضي.

وتقول الأمم المتحدة أن تفشي الكوليرا مؤشر على نقص المياه الحاد في كافة أنحاء سوريا، إذ مع استمرار انخفاض مستويات نهر الفرات والظروف الشبيهة بالجفاف وتضرر البنى التحتية للمياه، يعتمد الكثير من السكان على مصادر مياه غير آمنة، ما يعرضهم للخطر.

تحرك دولي لمواجهة الكوليرا


و أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) عن قلقها إزاء الوتيرة السريعة لتفشي مرض الكوليرا في سوريا ولبنان، داعية إلى دعم عاجل لاحتواء انتشار المرض والحيلولة دون وصوله إلى بلدان أخرى في المنطقة.


وقال نائب المدير الإقليمي للمنظمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، برتراند باينفيل - في بيان أصدره اليوم الاثنين - إن "الوتيرة السريعة لتفشي الكوليرا في سوريا ولبنان مثيرة للقلق ومخاطر انتشار المرض إلى بلدان أخرى في المنطقة تستدعي اتخاذ إجراءات فورية "، مؤكدا أن هناك حاجة إلى دعم عاجل للاستجابة واحتواء انتشار المرض.

وأضاف أن "الوباء الحاد خلف في سوريا أكثر من 20 ألف حالة يشتبه في إصابتها بالإسهال المائي الحاد و75 حالة وفاة مرتبطة بالكوليرا منذ بداية الوباء"، مشيرا إلى أن حالات الاصابة المؤكدة بالكوليرا في لبنان وصلت إلى 448 حالة في أسبوعين فقط، فضلًا عن 10 حالات وفاة مرتبطة به.

وأضاف أن "العديد من البلدان المجاورة تأثرت بالفعل بعدد كبير من حالات الإسهال المائي الحاد وقد تكون معرضة لخطر الكوليرا".

وذكر المسئول الأممي أن تفشي الكوليرا والإسهال المائي الحاد "يضيفان إلى معاناة الأطفال في هذه البلدان"، منوهًا إلى أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أكثر عرضة للإصابة بمرض الكوليرا الوخيم.

وأشار باينفيل إلى أن المنظمة "تحتاج بصورة عاجلة إلى 5ر40 مليون دولار أمريكي من أجل توسيع نطاق استجابتها الطارئة للكوليرا في سوريا ولبنان وحدهما، وهذا يشمل الدعم في مجالات الصحة والمياه والنظافة والصرف الصحي والتواصل بشأن المخاطر والمشاركة المجتمعية في الأشهر الثلاثة المقبلة".