بيار بو عاصي: حزب الله سبب تعطيل انتخاب الرئيس اللبناني. وميشال معوض الأفور حظا لخلافة "عون" (حوار)

عربي ودولي

النائب بيار بو عاصي
النائب بيار بو عاصي

ما أشبه الليلة بالبارحة، هكذا أصبح لسان حال اللبنانيين، بعد فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس للجمهورية للمرة الرابعة، في جلسة اليوم الإثنين، حيث لم تخالف مجريات الجلسة في الشكل والمضمون للجلسات السابقة.

 

وتتزايد التحذيرات من وقوع أزمة دستورية مع وجود سلطة مهيمنة تعمل على ابتزاز النواب واللبنانيين للحفاظ على محاصصاتها عبر تعطيل الجلسات والتصويت بـ "الورقة البيضاء"، في الوقت الذي لم يتبق فيه سوى أسبوع واحد على انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون.

 

ومن هنا حرص "الفجر" على إجراء مقابلة مع النائب بيار بو عاصي عضو تكتل الجمهورية القوية اللبناني للوقوف على آخر تطورات الأزمة، وإلى نص الحوار:-

 

ما تعليقك على مواصلة تعثر البرلمان اللبناني بانتخاب رئيس جديد للبلاد؟

أن أزمة تعثر البرلمان تعد أمرًا مؤسفًا وغير مقبول بكافة المقاييس، وخاصة أنه ناتج عن سياسية متعمدة يمارسها حزب الله وحلفائه من التيار الوطني الحر وحركة أمل، والتي تستسهل الذهاب إلى الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية (أعلى المناصب بالدولة).

كما أن ممارسات تعطيل استكمال النصاب والتصويت بالورقة البيضاء، دليلًا على عدم اكتراث بحسن سير المؤسسات وأعلى المناصب في الجمهورية اللبنانية.

 

هل تطيح الورقة البيضاء بطموحات الشعب اللبناني في انتخاب خليفة عون؟

لا يوجد أدنى شك أن الورقة البيضاء تقصي أحلام اللبنانيين، خاصة أن الشعب انتخب النواب؛ ليتخذوا قرار يساهم في انتظام عمل مؤسسات الدولة، لا أن يضع ورقة تؤدي إلى شلل عمل المؤسسات وفراغ دستوري.

 

كيف ترى حظوظ النائب ميشال معوض في السباق الرئاسي؟

يعتبر ميشال معوض المرشح الأوفر حظًا في الماراثون الرئاسي، حيث أنه تمكن من حصد 42 صوتًا بالجلسة النيابية الثالثة المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ونتطلع لدعمه وتكبير الكتلة المؤيدة له، عبر التوافق والحوار مع جميع القوى السياسية.

 

هل يتعين على المرشح للرئاسة تقديم أوراق اعتماده إلى حزب الله أولًا للفوز بالانتخابات؟

هذا الخيار مرفوض جملة وتفصيلًا، فالتكتل الجمهورية القوية يسعى لوصول رئيس منتخب إلى سدة الحكم يمثل تطلعات الشعب اللبناني، وليس إذعان لرغبات حزب الله أو غيره من القوى المتحالفة معه.

 

هل تنجح القوى السياسية بحسم المعركة الرئاسية خلال الأيام المتبقية في عهد ميشال عون؟

من يعتمد على نهج الورقة البيضاء في التصويت على انتخاب الرئيس وتعطيل اكتمال النصاب، يكون مصيره بالطبع الفراغ في في عمل المؤسسات وتحديدًا على موقع رئاسة الجمهورية، والذي يتحمل مسؤوليته حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة أمل.

 

متى ينصرف السياسيون في لبنان عن المناكفات وتغليب مصالح البلاد؟

نحن في تكتل الجمهورية القوية وضعنا المصلحة العليا أولًا، فلم يرشح التكتل رئيسه الدكتور سمير جعجع بالانتخابات الرئاسية، على الرغم أن التكتل يمتلك أكبر كتلة نيابية مسيحية، أما الطرف الآخر من الواضح أن المصلحة الوطنية ما تعنيه، وأنها مجرد لعبة سلطة بالنسبة له.

ومن المقرر أن يعقد مجلس النواب اللبناني، جلسة جديدة لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد يوم الخميس المقبل الموافق 27 أكتوبر الجاري.

وبموجب النظام السياسي المعمول به في لبنان القائم على التوزيع الطائفي، يكون رئيس الجمهورية مسيحيًا مارونيا، ورئيس البرلمان شيعيا، ورئيس الحكومة سُنيا، ويمتد العرف إلى مناصب أخرى مثل قائد الجيش مارونيًا، وقائد الدرك سنّيا، ومدير الأمن العام شيعيًا، وحاكم مصرف لبنان مارونيا.

 

وكان قد فشل البرلمان اللبناني بجلسته الثالثة، في 20 أكتوبر، في انتخاب رئيس للجمهورية، إذ صوّت 55 نائبًا بـ "ورقة بيضاء" مقابل 44 لصالح المرشح معوض، فيما اختار 17 نائبًا التصويت بورقة دون عليها "لبنان الجديد".

 

كما أخفق البرلمان في جلسة 13 أكتوبر، إذ حضر 71 نائبًا من إجمالي 128 عضوًا، وقاطعها التيار الوطني الحر، وحزب رئيس الجمهورية الحالي، وأيضا جلسة 29 سبتمبر بانتخاب الرئيس أيضًا، بعدما تعذر حصول أي مرشح على نسبة الثلثين من أصوات أعضاء المجلس البالغ عددهم 120 نائبًا.