تركيا تعتقل وترحل مئات اللاجئين السوريين من الرجال والفتيان وتجبرهم على العودة إلى شمال سوريا

هيومن رايتس ووتش: تركيا ترحل مئات اللاجئين السوريين

عربي ودولي

لاجئون سوريون في
لاجئون سوريون في اسطنبول ينتظرون حافلات لترحيلهم إلى سوريا

أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش، أن تركيا اعتقلت ورحلت مئات اللاجئين السوريين من الرجال والفتيان هذا العام، واحتجزتهم تعسفيا وأجبرتهم على العودة إلى شمال سوريا.
وأضافت المنظمة، خلال مقابلات أجرتها مع عشرات اللاجئين، أن المسؤولين الأتراك "ضربوا وأساءوا معاملة معظم" اللاجئين، قبل إجبارهم على عبور الحدود إلى شمال سوريا تحت تهديد السلاح.

وبدورها، ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن هذه المزاعم التي قالت المنظمة إنها انتهاك للقانون الدولي، أحدثت علامة على تصاعد العداء تجاه السوريين في تركيا، وانعطافة قاتمة أخرى لدولة فتحت ذات يوم حدودها أمام الفارين من الحرب السورية ولا تزال تستضيف 4 مليون شخص على الأقل ما بين لاجئ وطالب لجوء.

ولكن على مدى السنوات القليلة الماضية، ألقت قطاعات من الجمهور باللوم على اللاجئين في مجموعة من المشاكل في تركيا، بما في ذلك الانكماش الاقتصادي العنيد. وقد استغلت بعض أحزاب المعارضة الغضب الناشيء عن هذا الأمر، مستحثة المشاعر المعادية للمهاجرين لكسب التأييد.

ولم تعلق وزارة الداخلية التركية، المسؤولة عن عمليات الترحيل، على هذه المزاعم، ونقلت هيومن رايتس ووتش عن رئيس وكالة الهجرة التركية، سافاس أونلو، وصفه لما توصلت إليه المنظمة بأنه "لا أساس له"، وقال إن تركيا تمتثل للقانون الوطني والدولي.

وذكرت هيومن رايتس ووتش إن عمليات الترحيل، التي حدثت بين فبراير و يوليو  ، "تقدم نقيضًا صارخًا لسجل تركيا في الكرم كمضيف للاجئين أكثر من أي دولة أخرى في العالم، ونحو أربعة أضعاف عدد الاتحاد الأوروبي بأكمله".

وأفاد التقرير بإجبار اللاجئين على التوقيع على استمارات لم يُسمح لهم بقراءتها، لكنهم فهموا أنها ترقى إلى مستوى الموافقة على "العودة الطوعية" إلى سوريا. كما جاء في التقرير ذاته: "قال كثيرون إنهم رأوا مسؤولين أتراك يضربون رجالًا آخرين رفضوا التوقيع في البداية، لذا شعروا أنه لا خيار أمامهم سوى ذلك".

وقال التقرير إن تركيا ملزمة "باحترام مبدأ عدم الإعادة القسرية، الذي يحظر إعادة أي شخص إلى مكان قد يواجه فيه خطر حقيقي بالاضطهاد أو التعذيب أو غيره من ضروب سوء المعاملة أو تهديد الحياة"، مضيفًا أن سوريا - مقسمة بين مناطق تحكمها حكومة ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ومناطق خاضعة لسيطرة المعارضة لا تزال ممزقة بالصراع - والتي "تظل غير آمنة لعودة اللاجئين".

قامت السلطات التركية بجمع وترحيل لاجئين سوريين في مناسبات سابقة على مدار السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك بعد الانتخابات المحلية في عام 2019 التي أعرب فيها الناخبون عن عدم رضاهم عما وصفه بعض الناخبين بسياسات أردوغان المؤيدة للاجئين.

وأشارت واشنطن بوست إلى أن المناخ الحالي في تركيا أدى إلى زيادة الدعم لحزب مناهض للمهاجرين وترك اللاجئين السوريين في مأزق. بينما تنتهج تركيا حملة قمع، مما دفع العديد من السوريين إلى التفكير في الفرار من البلاد، اتُهم جيران مثل بلغاريا واليونان أيضًا باستخدام تكتيكات عنيفة لإعادة اللاجئين إلى تركيا.

قالت المنظمة إن بعض اللاجئين الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش لم يتم ترحيلهم لكن أطلق سراحهم. ومع ذلك، وصف المفرج عنهم الحياة في تركيا بأنها خطيرة، قائلين إنهم يقيمون في منازلهم وستائرها مغلقة ويحدون من الحركة لتجنب السلطات التركية.