السعودية تنظم أكبر مزاد في العالم لتداول الائتمان الكربوني.. ماذا يعني ذلك؟

الاقتصاد

بوابة الفجر

تنظم المملكة العربية السعودية اليوم الثلاثاء 25 أكتوبر في العاصمة الرياض، أكبر مزاد في العالم لتداول ائتمانات الكربون خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في نسخته السادسة، وتعد هذه هي الخطوة الأولى لشركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية التي أعلن عن تأسيسها صندوق الاستثمارات العامة السعودي أمس الإثنين. 

 

ما هو الائتمان الكربوني.. وكيف يتم تداوله؟

ظهر مصطلح الائتمان الكربوني عام 1997 ثم قامت بتطويره الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة لتقليل انبعاثات الكربون في أنحاء العالم، وفي الاتفاقية المعروفة باسم (IPCC) بروتوكول كيوتو تم تحديد اهدافًا ملزمة بخفض انبعاثات الكربون للبلدان التي وقعت عليها، بالإضافة إلى اتفاقيات مراكش التي تحدد القواعد الخاصة بكيفية عمل النظام. 

والائتمان الكربوني هو كمية معينة من الغازات الدفيئة يسمح لشركة ما بإصداره، وكل وحدة ائتمانية تسمح بانبعاث طن من ثاني أكسيد الكربونه أو أي غاز دفيء آخر، وكل شركة تحصل على عدد محدد من الأرصدة الائتمانية وفي حالة تمكنها من خفض انبعاثات الغازات الدفيئة يصبح لديها رصيد فائض يمكنها بيعه لشركات أخرى وكسب المال، ولأن الشركات التي تشتري الأرصدة تعجز غالبًا عن تخفيف الانبعاثات تم إيجاد سوق لتداول سندات الائتمان الكربوني بين الشركات، ومن شأن هذا ان يجبر الشركات التي تنتج كميات كبيرة من التلوث على أن تكون تكاليف تشغيلها أعلى مما يضعها في وضع تنافسي سلبي. 

ويتم توزيع ائتمانات الكربون على مختلف البلدان بناء على تقديرات الانبعاثات المحتملة لكل دولة، وبمجرد تحديد الحصص، يمكن أن يتم توزيعها محليا بشكل أكبر.

 

أكبر مزاد في العالم 

ضمن جهود المملكة في مواجهة تغيرات المناخ وتحفيز المؤسسات على تقليل الانبعاثات الكربونية، أعلن صندوق الاستثمارات العامة ومجموعة تداول السعودية عن مبادرة السوق الطوعية لتداول الائتمان الكربوني في سبتمبر 2021، وأعلن عن تأسيس شركة الكربون الطوعي الإقليمية التي يملكها صندوق الاستثمارات العامة بنسبة 80% وتملكها مجموعة تداول السعودية القابضة بنسبة 20%، بهدف دعم الشركات والقطاعات الموجودة في المنطقة وتمكينها من الوصول للحياد الصفري، وضمان شراء أرصدة الكربون من أجل العمل على تخفيض الانبعاثات الكربونية في سلاسل القيمة. 

ووفقًا لصندوق الاستثمارات فإن الرياض تشهد اليوم أكبر مزاد من نوعه عالميًا لتداول الائتمان الكربوني خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في نسخته السادسة، ومن المتوقع أن يتم تداول مليون طن من ائتمانات الكربون في المزاد، بالإضافة إلى تقديم شهادات ائتمان كربونية بجودة عالية حيث تتماشى مع معايير "كورسيا" في برنامج "فيرا".

ووفقًا لتصريحات يزيد الحميد نائب المحافط ورئيس الإدارة العامة لاستثمارات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في صندوق الاستثمارات العامة فإن "أسواق تداول الائتمان الكربوني سوف تسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، الأمر الذي سيجعل المنطقة في صدارة العمل". 

وقالت ريهام الجيزي المديرة المسؤولة عن مبادرة السوق الطوعية لتداول الائتمان الكربوني إن "المزاد يعد خطوة أولى في ريادة لمنظومة الأسواق الطوعية العالمية لتداول الائتمان الكربوني، ومن المتوقع أن يكون المزاد هو الأكبر من نوعه على مستوى العالم بإجمالي مليون طن من أرصدة الكربون المتاحة للتداول". 

 

علمًا بأن أسواق الكربون قد شهدت نموًا كبيرًا في مختلف أنحاء العالم خلال السنوات الأخيرة، حيث سجلت معدل نموي سنوي مركب أكبر من 30%، مما أدى إلى رفع قيمة هذه الأسواق لتتخطى المليار دولار وفقًا لبيانات نوفمبر 2021 ومن المتوقع أن تصل إلى قيمة 15 مليار دولار بحلول عام 2030. 

وقد أعلن الصندوق عن إتمام طرح أول سندات دولية خضراء بقيمة 3 مليارات دولار قبل أيام، فيما يعمل بالتوازي على برنامج الطاقة المتجددة، والذي يتضمن تطوير 70% من قدرة توليد الطاقة المتجددة في المملكة بحلول عام 2030.