توقعات عن عملة جديدة مدعومة بالذهب تثير القلق

الاقتصاد

الغطاء الذهبي
الغطاء الذهبي

بعد شراء الصين كميات كبيرة من الذهب على أساس شهري، ظهرت توقعات عن عملها المشترك مع روسيا من أجل إطلاق عملة جديدة تُدعم بالذهب من أجل خلع الدولار من مكانه كعملة احتياط رئيسية عالميًا، إلا أن الدولتين لم تؤكدا هذه الخطة رسميًا بعد.

علمًا بأن الصين قد بذلت جهدًا كبيرًا على مدار عدة شهور لدعم اليوان، وقام بنك الشعب الصيني بتكرير استخدام معظم أدوات سياسته النقدية، وقد طرح مجموعة من الإجراءات، مما حدّ من انخفاض العملة هذا العام إلى 12%.

 

 

عملة جديدة مدعومة بالذهب

أشارات الإحصاءات المالية الدولية في مارس 2022 إلى امتلاك الصين لسابع أكبر احتياطي من الذهب مع وصول المزيد منه كل شهر بكميات ضخمة، فقد بلغت صادرات الذهب السويسري إلى الصين أعلى مستوى لها في 5 سنوات، وتلقت بكين في يوليو 80.1 طنًا من الذهب، وفي يونيو 32.5 طنًا.

وظهرت فكرة العملة الصينية الروسية المشتركة عدة مرات العقد الماضي بعد أن فتح البنك المركزي الروسي مكتبه الخارجي في بكين عام 2017، وبدأت هذه التوقعات بعد أن قامت الصين هذا العام في شراء كميات كبيرة من الذهب تزامنًا مع الوقت الذي تخلت فيه روسيا عن الدولار بسبب العقوبات التي تمت ردًا على غزوها لأوكرانيا، بالإضافة إلى أن هذه الحرب قد أدت إلى أكبر انخفاض لأسعار الذهب منذ سنوات؛ ولهذا يحذر الخبراء من أن هذا التحرك بالإضافة إلى العلاقة الجيدة التي تطورت بين الصين وروسيا بعد عزل العالم لروسيا بسبب غزوها لأوكرانيا قد يشير إلى احتمالية محاولة الصين بإطلاق عملة جديدة مدعومة بالذهب.

 

قال كريغ سينغلتون زميل مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: "إن القادة الصينيين تحدثوا طوال عقدين عن إصلاح النظام المالي العالمي وإضعاف هيمنة الدولار، ويتركز في تلك الاستراتيجية عنصران حول تطوير نظام تجارة السلع العالمية على أساس اليوان والجهود التي تبذلها الصين، بالشراكة مع روسيا والدول الأخرى ذات التفكير المماثل، لتحدي هيمنة الدولار من خلال إنشاء عملة احتياطي جديدة". وأضاف: "من حيث الجوهر، تسعى بكين وموسكو إلى بناء مجال نفوذ خاص بهما ووحدة عملة داخل هذا المجال، مما يحصن نفسيهما في الواقع من تهديد العقوبات الأميركية".

في حين قال فرانسيس هانت خبير التداول إن: "استخدام الذهب لدعم العملة سيكون أفضل طريقة لبناء الثقة في العملة المذكورة، وقد تكون هذه العملة رقمية بطبيعتها لمنح الصين مزيدًا من التدقيق في نشاط مواطنيها".

ولكن مين هوا تشيانغ الباحث الاقتصادي في مركز الدراسات الآسيوية التابع لمؤسسة التراث قلل من احتمالية نجاح هذه العملة الجديدة بسبب حجم التجارة الذي يُعد صغيرًا نسبيًا والذي قد يحد من نمو هذه العملة، وقال: "يظل الدولار الأميركي العملة الأكثر أمانًا والأكثر ملاءمة والأكثر استخدامًا في آسيا والعالم اليوم. لا توجد عملة أخرى (مدعومة بالذهب أو غير ذلك) قابلة للمقارنة، ومن غير المرجح أن يتغير ذلك في المستقبل القريب"