أمريكا تخصص 2.5 مليار دولار مساعدات غذائية لإفريقيا

الاقتصاد

بايدن
بايدن

سجلت الولايات المتحدة، تعهدات أمس الخميس 15 ديسمبر 2022، وتم تخصيص 2.5 مليار دولار إضافية لتقديم مساعدات غذائية لإفريقيا، بعدما أدى ارتفاع الأسعار إلى زيادة معدلات نقص التغذية في جميع أنحاء القارة السمراء.

وأعلن البيت الأبيض عن الالتزام الجديد بالمساعدات قبل خطاب للرئيس جو بايدن في ختام قمة حول إفريقيا عُقدت في واشنطن، واستمرت ثلاثة أيام وكانت إدارة بايدن قد سلطت الضوء على دور الاجتياح الروسي لأوكرانيا في ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

 

جو بايدن 

 

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن تخصيص مساعدات إنسانية إضافية بقيمة إجمالية بلغت مليارات الدولارات لمواجهة انعدام الأمن الغذائي الحاد في إفريقيا، التي تعاني من أزمة غذائية حادة وأكثر تعقيدًا من أي وقت مضى، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

 

وقال البيت الأبيض، في بيان، إن الولايات المتحدة تعهدت بتقديم 2.5 مليار دولار إضافية مساعدات طارئة ومساعدات للأمن الغذائي متوسطة إلى طويلة الأجل لنظم الغذاء الأفريقية وأسواق الإمدادات المرنة.

 

وأوضح بايدن، في اليوم الأخير من قمة استمرت ثلاثة أيام في واشنطن مع زعماء أفارقة من 49 دولة والاتحاد الأفريقي: “نواجه أزمة غذاء عالمية، وأكثر مَن يشعر بها القارة الأفريقية”.

 

وأضاف: “اليوم، تجتاح المجاعة القرن الأفريقي مرة أخرى. أسعار المواد الغذائية المرتفعة والحواجز التجارية المرتفعة تؤثر على حياة وسبل عيش الملايين من الناس في جميع أنحاء القارة”.

 

 

 

الامن الغذائي في دول افريقيا

 

وتَفاقم انعدام الأمن الغذائي في كثير من أنحاء إفريقيا في السنوات الأخيرة، مدفوعًا بالنزاعات المسلَّحة التي طال أمدها وتأثيرات تغير المناخ، مما أدى إلى موجات الجفاف المطوَّلة في بعض المناطق والفيضانات المدمّرة للمحاصيل في مناطق أخرى لكن الوضع تفاقم بسبب التباطؤ الاقتصادي الذي نتج عن الجائحة، وارتفاع مستويات الديون، وفي الآونة الأخيرة تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، المسئول جزئيًّا عن ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والأسمدة.

 

 

استراتيجية الولايات المتحدة

كما أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي، يوم الخميس، عن شراكة إستراتيجية لتسريع عملهما نحو الأمن الغذائي في المنطقة، ووضعوا عدة أهداف، وفقًا لبيان منفصل صادر عن البيت الأبيض وتضمنت الأهداف قصيرة المدى للشراكة تحديد الوسائل لإفريقيا لتأمين مصادر أكثر تنوعًا ومرونة من الحبوب والأسمدة لتلبية احتياجاتها العاجلة وتقديم المساعدة الإنسانية.

 

ومن بين الأهداف المتوسطة والطويلة الأجل استكشاف طرق لتحسين وصول إفريقيا إلى الأسواق العالمية، وزيادة الوصول الموثوق والمستدام إلى الأسمدة ومدخلاتها، وتنويع إنتاج السلع الزراعية.

وتحدث الرئيس الأمريكي، في خطابه، أمس، عن استثمار 500 مليون دولار لخفض تكاليف النقل في ميناء رئيسي في غرب إفريقيا في بنين وذكر أيضا أنه سينفق 350 مليون دولار على تعزيز الاقتصاد الرقمي، وقال إن صفقات بقيمة 15 مليار دولار أبرمت في منتدى الأعمال الأمريكي الأفريقي.

 

 

 

منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية

 

ومن المقرر أيضا أن توقع الولايات المتحدة مذكرة مع منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية - وهي واحدة من أكبر مناطق التجارة الحرة في العالم - التي قال بايدن إنها ستفتح فرصا جديدة للتجارة والاستثمار بين الولايات المتحدة وإفريقيا.

 

والتقى بايدن، على هامش القمة، أمس، بشكل منفصل بزعماء الدول الأفريقية الستة التي تجري انتخابات عام 2023 للضغط عليها من أجل التصويت الحر.

 

وقبل انتهاء القمة، الخميس، يتوقع أن يدعم الرئيس الأمريكي أيضا قبول الاتحاد الأفريقي عضوا دائما في مجموعة العشرين للاقتصادات الرئيسية. ومن المحتمل أيضا أن يعلن عن رحلة إلى القارة في العام الجديد.

 

 

 

 تحقيق الأمن الغذائي

وذكر البيت الأبيض - في بيان على موقعه الرسمي - أن بايدن أعاد اليوم، خلال قمة القادة بين الولايات المتحدة وإفريقيا، التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالعمل مع الاتحاد الإفريقي والشركاء الأفارقة لتسريع التقدم نحو تحقيق الأمن الغذائي، وبناء أنظمة غذائية أقوى وسلاسل توريد أكثر تنوعا، وتوسيع إمكانية وصول الدول الأفريقية إلى الأسواق الزراعية.

 

وتعتمد المساعدات التي أطلقها بايدن اليوم على أكثر من 11 مليار دولار من المساعدات الإنسانية والأمن الغذائي الأمريكية لهذا العام وحده.كما أطلق بايدن شراكة استراتيجية جديدة بشأن الأمن الغذائي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي.

 

وأعلن الرئيس الأمريكي أنه من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ستقدم إدارته ملياري دولار إضافية من المساعدات الإنسانية المطلوبة بشكل عاجل - بما في ذلك الغذاء والماء والمأوى والرعاية الصحية الطارئة والصرف الصحي والنظافة والحماية الإنسانية وخدمات التغذية الحرجة - لمساعدة شعوب الدول الأفريقية المتضررة من الكوارث والأزمات الإنسانية المستمرة الممتدة.

 

وبخصوص قطاع النقل في القارة، أشار بايدن إلى أن مؤسسة تحدي الألفية وقعت - في منتدى الأعمال الأمريكي الإفريقي - اتفاقية (بينين والنيجر) للنقل الإقليمية، وبلغت قيمتها 504 ملايين دولار، وساهمت بنين والنيجر بمبلغ إضافي قدره 15 مليون دولار لدعم استثمارات مؤسسة تحدي الألفية.

 

ولفت إلى أن المؤسسة وقعت - هذا العام - اتفاقا آخر مع حكومة ملاوي، يتضمن مشروع ممرات النمو السريع بقيمة 245 مليون دولار، لتقليل تكاليف النقل وتحسين ربط السلع والمزارع وسكان الريف بالأسواق.

 

وفيما يتعلق بأنظمة غذائية مستدامة ومرنة، قال بيان البيت الأبيض إنه من أجل الوفاء بالتزام الرئيس بايدن في سبتمبر 2021 بقيمة 5 مليارات دولار على مدى خمس سنوات لبرامج الغذاء للمستقبل، تستثمر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية 412 مليون دولار في بنامج لدفع النمو الاقتصادي وتعزيز النظم الغذائية.

 

 

 

بيان الولايات المتحدة

 

وأوضح البيان أن هذا التمويل سيقلل من فقد الأغذية وهدرها، وتوسيع نطاق إغناء الأغذية على نطاق واسع لتوفير الفيتامينات والمعادن الأساسية، وتقوية أنظمة السوق.

 

كما ستدعم الولايات المتحدة آلية تمويل الأسمدة الأفريقية التابعة لبنك التنمية الأفريقي، حيث ستقدم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية 15 مليون دولار لدعم نشاط ضمان الأسمدة الحالي لبنك التنمية الأفريقي، وآلية تمويل الأسمدة الأفريقية، لتوفير التمويل وضمانات الائتمان والاستفادة من تمويل القطاع الخاص لـ 4.5 مليون مزارع أفريقي، والمساعدة في تلبية الطلب المتزايد على الأسمدة في إفريقيا جنوب الصحراء. مقابل كل مليون دولار من ضمانات الائتمان، من المتوقع أن تحقق هذه الشراكة ما يصل إلى 20 مليون دولار في مبيعات الأسمدة.

 

كما ستعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على برنامج بقيمة 3 ملايين دولار في بوركينا فاسو لتعزيز إنتاج الغذاء وتحسين مرونة سلسلة القيمة، و3.5 مليون دولار في موريتانيا لمساعدة المزارعين، و3.5 مليون دولار في تشاد لتحسين إدارة الموارد الطبيعية لمنع الصدمات المستقبلية ولكن الوضع تفاقم بسبب التباطؤ الاقتصادي الذي نتج عن الجائحة، وارتفاع مستويات الديون، وفي الآونة الأخيرة تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، المسؤول جزئيا عن ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والأسمدة.