ما شروط وجوب الصوم وما مفسداته؟

إسلاميات

شروط وجوب الصوم
شروط وجوب الصوم

كشفت دار الإفتاء المصرية عن شروط وجوب الصوم، ومفسدات الصوم، وآداب وسنن الصوم، وهذا ما نوضحه لكم في هذا التقرير.


شروط وجوب الصيام

شروط وجوب الصوم

إنّ لوجوب الصيام شروطًا لابدّ من تحقّقها حتّى يكون الصيام واجبًا في حقّ المسلم، وتتمثّل هذه الشروط في الآتي:-

•الإسلام والبلوغ: وعلامته الاحتلام للذكر والأنثى أو الحيض للأنثى.

•العقل: فلا يجب الصيام ولا غيره من التكاليف الشرعية على عدم العاقل؛ لانعدام التمييز الذي يعدّ شرطًا من شروط الصحة.

•الاستطاعة والقدرة على الصيام: فلا يجب الصيام على غير القادر، ويدخل تحت عدم القدرة الحالات الآتية:-

-الكِبر والشيخوخة: فلا يجب على كبير السنّ العاجز الصيام، وعليه الفدية؛ أي إطعام مسكينٍ عن كلّ يومٍ أفطره.

-المرض: وقد يكون المرض ممّا يُرجى شفاؤه؛ فإذا كان هذا المرض يؤخّر شفاءه أو يزيد ألمه فله أنْ يفطر، على أنْ يقضي ما فاته من أيام بعد الشفاء، وقد يكون المرض ممّا لا يُرجى شفاؤه، ويشقّ على المريض الصيام بسببه؛ فتجب عليه الفدية بإطعام مسكينٍ عن كلّ يومٍ أفطره.

-الحامل والمرضع: وذلك لما يلحقهما من المشقّة أثناء الحمل والإرضاع.

-السفر: فيجوز للمسافر الذي يسافر أن يفطر؛ لأنّ السفر مظنّة حصول المشقّة، فله أن يفطر ويقضي ما أفطره من الأيام، على أن يكون السفر تقدّر مسافته بثمانيةٍ وثمانين كيلو مترًا تقريبًا، وأن يكون الغرض منه تحقيق أمر مباحٍ، وأن يشرع بالسفر من قبل الفجر.


مفسدات الصوم

تتمثّل مفسدات الصوم بالأمور الآتية:-

مفسدات الصوم

•الجِماع، إذ يترتّب على من أفسد صومه بالجماع في نهار رمضان قضاء ما أفطره وكفّارةٌ مغلّظةٌ؛ وهي تحرير رقبةٍ، وإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يتمكّن فإطعام ستين مسكينًا.

•الأكل والشرب عمدًا، أمّا إن أكل المسلم ناسيًا فلا يفسد صومه.

•الإبر المغذّية وحقن الدم.

•إنزال المنيّ بفعلٍ مختارٍ، أمّا إن كان نزوله بسبب الاحتلام، فلا يُفَطِّر؛ لعدم الاختيار فيه.

•القيء المتعمّد، أمّا خروج القيء من غير قصدٍ فلا يُفسد الصوم. الحيض والنفاس للمرأة.

آداب وسنن الصوم

إنّ للصيام آدابًا وسننًا يستحبّ للصائم التزامها، فيستحبّ تأخير السحور وتعجيل الفطور، والبدء بالإفطار بما كان يفطر عليه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم من التمر والماء، كما يستحبّ الإكثار من النوافل وأعمال الخير والبرّ والجدّ في الطاعات خاصّةً في العشر الأواخر من شهر رمضان، ومقابلة الصائم لمن يسيء إليه أو يشتمه بالصبر والإحسان؛ طمعًا في الأجر والثواب، والإكثار من الدعاء أثناء الصيام وعند الإفطار.

فوائد الصيام الدنيوية

إن فوائد الصوم لا تقتصر على الجانب الديني فقط، بل تشمل الجانب الدنيوي أيضًا، فثمّة الكثير من الفوائد الصحّية، والاجتماعية المترتبة على هذه العبادة العظيمة، ويمكن بيان بعضها فيما يأتي:-

الفوائد الصحية للصوم: أكّد العلماء في زماننا الحاضر على أن الصوم ظاهرةٌ حيويةٌ فطريةٌ ضروريةٌ للمحافظة على الصحة الكاملة والحياة السويّة، حيث إن الصيام يؤدي إلى راحة الجسم، وإصلاح ما فيه من العلل، وامتصاص المواد المتبقّية في الأمعاء، والتي قد تتحول مع طول الوقت إلى نفاياتٍ سامّة، بالإضافة إلى دوره في تحسين عملية الامتصاص والهضم، وإعادة الحيوية لأنسجة الجسم وخلاياه المختلفة، وتقوية الذهن وتحسين الذاكرة، وقد أثبتت الدراسات دور الصوم في تنظيف الجلد وتحسين مظهره وزيادة جماله.

الفوائدالإجتماعية للصوم: يحقّق الصوم الكثير من الفوائد الاجتماعية، حيث يُعد مظهرًا عمليًّا للمساواة بين أفراد المجتمع، إذ إن كافة أفراد المجتمع غنيّهم وفقيرهم يشتركون في الإحساس بالجوع والعطش طيلة فترة الصوم، مما يدفع الغني للإحساس بمعاناة الفقير، وقد رُوي أن يوسف عليه السلام كان يُكثر من الصوم وهو على خزائن الأرض، فلما سُئل عن سبب ذلك قال: "أخاف إذا شبعت أن أنسى جوع الفقير".

ويؤدي الصوم إلى نشر روح العدالة والمساوة بين أفراد المجتمع، حيث إن الفقراء يشعرون بالمساواة والسلوى، فيما يعانون من الجوع والحرمان غالبًا، بالإضافة إلى أن الصوم يُنمّي السلوك الحسن من خلال ضبط النفس، والسيطرة عليها، مما يؤدي إلى سعادة الدنيا والآخرة، ومن أهم آثار الصوم الاجتماعية تنمية التكافل والإيثار، إذ إن الصيام يقضي على الأنانية في النفس، ويستعيض عنها بروح التكافل والإيثار، فتجد الأغنياء يسارعون إلى تقديم يد العون لإخوانهم الفقراء، لا سيّما أنهم يشعرون بمعاناتهم.