"الإفتاء" تكشف حكم الاحتفال بعيد الأم

تقارير وحوارات

 الأحتفال بعيد الأم
الأحتفال بعيد الأم

يحتفل المصريون خلال الأيام المقبل وتحديد يوم 21 مارس بعيد الأم فما حكم الأحتفال بعيد الأم، حيث جرى العرف على تخصيص هذا اليوم للاحتفال بتلك الذكرى،ويجيب موقع "الفجر "عن حكم الأحتفال بعيد الأم طبقًا لقول دار الإفتاء.

وقالت دار الإفتاء المصرية في تدوينة على صفحتها الرسمية بتويتر "الاحتفال بـ’يوم الأم‘ أمرٌ جائزٌ شرعًا ولا حرج فيه، بل هو مظهرٌ من مظاهر البر والإحسان المأمور بهما شرعًا على مدار الوقت".
وكانت دار الإفتاء المصرية قد فصّلت فتوى جواز الاحتفال بعيد الأم في تدوينة سابقة لها على صفحتها الرسمية بفيسبوك، العام 2015.

حكم  الأحتفال بعيد الأم

وقالت الدار في فتوى حكم الاحتفال بعيد الأم إن الإنسان بنيان الرب، كرمه الله تعالى لآدميته؛ فصنعه بيديه، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وطرد إبليس من رحمته لأنه استكبر عن طاعة أمر الله بالسجود له، فكان احترام الآدمية صفة ملائكية قامت حضارة المسلمين عليها، وكانت إهانة الإنسان وإذلاله واحتقاره نزعة شيطانية إبليسية زلزلت كيان الحضارات التي بنيت عليها

وأضافت الدار في فتوى حكم  الأحتفال بعيد الأم: جاء الإسلام بتكريم الإنسان من حيث هو إنسان بغض النظر عن نوعه أو جنسه أو لونه فإنه أضاف إلى ذلك تكريما آخر يتعلق بالوظائف التي أقامه الله فيها طبقا للخصائص التي خلقه الله عليها، فكان من ذلك تكريم الوالدين اللذين جعلهما الله تعالى سببا في الوجود، وقرن شكرهما بشكره.

عيد الأم


وكان ذلك لأن الله جعلهما السبب الظاهر في الإيجاد فكانا أعظم مظهر كوني تجلت فيه صفة الخلق، وناهيك بذلك شرفا على شرف وتكريما على تكريم.

والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم- يجعل الأم أولى الناس بحسن الصحبة، بل ويجعلها مقدمة على الأب في ذلك؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك

وبحسب فتوى حكم الأحتفال بعيد الأم، فيقرر الشرع الإسلامي أن العلاقة بين الولد وأمه علاقة عضوية طبعية؛ فلا تتوقف نسبته إليها على كونها أتت به من نكاح أو سفاح، بل هي أمه على كل حال، بخلاف الأبوة التي لا تثبت إلا من طريق شرعي.

لا يشكل مانعا شرعيا من الاحتفال


 فالأم في ذلك كله هي موضع الحنان والرحمة الذي يأوي إليه أبناؤها.وكما كان هذا المعنى واضحا في أصل الوضع اللغوي والاشتقاق من جذر الكلمة في اللغة؛ فإن موروثنا الثقافي يزيده نصاعة ووضوحا وذلك في الاستعمال التركيبي «لصلة الرحم» حيث جعلت هذه الصفة العضوية في الأم رمزا للتواصل العائلي الذي كانت لبناته أساسا للاجتماع البشري؛ إذ ليس أحد أحق وأولى بهذه النسبة من الأم التي يستمر بها معنى الحياة وتتكون بها الأسرة وتتجلى فيها معاني الرحمة.

واختتم الدار فتوي حكم الأحتفال بعيد الأم بقوله: مع هذا الاختلاف والتباين بيننا وبين ثقافة الآخر التي أفرز واقعها مثل هذه المناسبات إلا أن ذلك لا يشكل مانعا شرعيا من الاحتفال بها، بل نرى في المشاركة فيها نشرا لقيمة البر بالوالدين في عصر أصبح فيه العقوق ظاهرة تبعث على الأسى والأسف، ولنا في رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الأسوة الحسنة؛ حيث كان يحب محاسن الأخلاق ويمدحها من كل أحد حتى ولو كان على غير دينه؛ فالاحتفال بيوم الأم أمر جائز شرعا لا مانع منه ولا حرج فيه.