7 رمضان.. في مثل هذا اليوم ذكرى افتتاح الجامع الأزهر بالقاهرة (القصة الكاملة)

تقارير وحوارات

صورة نادرة للجامع
صورة نادرة للجامع الأزهر بالقاهرة

ذكرى افتتاح الجامع الأزهر حدث في مثل هذا اليوم 7 رمضان عام 361هجرية، الموافق السنة 971 من الميلاد.

الجامع الأزهر

افتتاح الجامع الأزهر

يوافق اليوم 7 رمضان ذكرى افتتاح الجامع الأزهر، وإقامة أول صلاة فيه، هذا المسجد الذي شيَّده تم القائد جوهر الصقلي في عهد المعز لدين الله الفاطمي، والذي تذكر بعض المصادر أنه بُنِيَ؛ من أجل إتمام نشر المذهب الشيعي أو مذهب آل البيت حسب بعض الآراء في مصر، لما تمثله الأخيرة في ذلك الوقت من شأن وموقع مهم لأركان الدولة الفاطنمية. 
 

نشر المذهب الشيعي

كان جوهر الصقلي يسعى لتثبيت أركان الدولة الفاطمية في مصر، فشرع في نشر المذهب الشيعي،  لاغيًا الخطبة للخليفة العباسي، ولباس السواد الذي اتخذه العبَّاسيون شعارا لهم، وزاد في الأذان عبارة "حي على خير العمل"، حسب بعض المصادر التاريخية.

جوهر الصقلي - صورة مرسومة

كما أمر بالجهر بالبسملة في قراءة القرآن في الصلاة، وزيادة القنوت في الركعة الثانية من صلاة الجمعة.

سبب التسمية

أرجح أقوال التاريخ، تقول أنه  نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء، ابنة النبى، صلوات الله عليه وسلامه، وزوجة الإمام على بن أبى طالب، رضى الله عنه، والتى ينتسب إليها الفاطميون.

لكنَّ الأصل الحقيقي لتسمية المسجد المُفتتح يوم 7 رمضان ليست معروفة، كاختتلاف الأقاويل حول سبب تسمية مدينة القاهرة التي تحوي الجامع الأزهر، والتي أنشأها جوهر الصقلي أيضًا، فقيل أنها أُسميت في بادئ الأمر المنصورية تيمنًا باسم مدينة المنصورية التي أنشأها المنصور بالله والد المعز لدين الله خارج القيروان، أو تيمنًا باسمه، وقيل أنه أسماها القاهرة لتقهر الدنيا، أو أنها سميت نسبة إلى الكوكب القاهر "المريخ".

الأزهر في كل المذاهب 

 بعد زوال دولة الفاطميين على يد السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبى فى الثالث من المحرم 567هـ، تمَّ تعطيل صلاة الجمعة فى الجامع الأزهر، وأنشأ عدة مدارس سُنِيَّة لتنافسه فى رسالته العلمية للقضاء على المذهب الشيعى فى مصر، واستطاع بهذه الخطوة أن يعيد الأزهر إلى أحضان المذهب السُنِّي.

توالت العهود والدول على الجامع الأزهر، فظلَّ منتوجًا وإنتاجًا في كل المجالات، فمنه خرجت أصوات القرءان تملاُ الدنيا بهاءًا، وأهلُ العلم جُندًا في إعلاء شأن الإسلام، ومعلمون أناروا الدنيا، حتى احتفالنا اليوم بـ ذكرى افتتاح الجامع الأزهر.

دوره الوطنيّ بارز فمنه قُضي على الفرنسيين وانتهى استعمارهم لبلادنا مصر، ومنه انطلقت الثورة العرابية، وبُثَّت منه الروح الوطنية في مقاومة الإنجليز، وانطلقت منه أصوات الوحدة الوطنية، ولم يزل يبذُل الكثير من أجل الدين والدنيا.

وفي ذكرى افتتاح الجامع الأزهر 7 رمضان، لا يسعنا أن نقول سوى تعددت المذاهب والأزهر يظلُّ أزهرًا مُزهرًا منارة من منارات الإسلام، يظل إطلالةً على الدنيا، ما دام باقيًا على أرض الكنانة، ينطلقُ من مئذنته نداء الحق في كلِّ يوم، ويحملُ رجالاته مصابيح العلوم.

جامعٌ وجامعة يخوض الغمار، يسير بالوسطية، ويسعى لرفعة الشأن في الدين والدنيا.