التفاصيل الكاملة حول انضمام فنلندا لحلف شمال الأطلسي

تقارير وحوارات

فنلندا
فنلندا

أعلنت وزارة الخارجية الفنلندية عن انضمام فنلندا رسميًا إلى حلف شمال الأطلسي، الثلاثاء، في تحول تاريخي بسياستها الأمنية مدفوعة بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

انضمام فنلندا لحلف شمال الأطلسي 

صرح  وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو، عملية الانضمام من خلال تسليم وثيقة رسمية لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بمقر الحلف في بروكسل، وفق رويترز.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، "مع تسلمنا وثيقة الانضمام هذه، يمكننا الآن أن نعلن أن فنلندا هي العضو الحادي والثلاثون في حلف شمال الأطلسي".

مرحلة جديدة في حياة فنلندا 

أعلنت الرئاسة الفنلندية في بيان: "بدأ عهد جديد، كل دولة تعظم أمنها الخاص. وكذلك فنلندا. في الوقت نفسه، تعزز عضوية الناتو موقفنا الدولي وتتيح مجالًا للمناورة. شاركنا منذ فترة طويلة بنشاط في أنشطة الناتو، كشريك".

كما أضافت أن "فنلندا ستقدم في المستقبل مساهمة في الردع والدفاع الجماعي للحلف".

توعد الكرملين إلى فنلندا 

في وقت سابق الثلاثاء، توعد الكرملين باتخاذ "إجراءات مضادة" بعد انضمام فنلندا إلى الناتو، واصفًا توسيع الحلف بأنه "مساس بأمن" روسيا.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين، إن "هذا تصعيد جديد للوضع. توسيع حلف شمال الأطلسي يشكل مساسًا بأمننا وبمصالحنا الوطنية"، حسب فرانس برس.
كما أضاف: "هذا يضطرنا إلى اتخاذ إجراءات مضادة. سنتابع عن كثب ما يحصل في فنلندا (...) كيف يشكل هذا الأمر تهديدًا لنا. سيتم اتخاذ إجراءات على صلة بذلك. سيعرض جيشنا (تطورات) الوضع في الوقت المناسب".

كذلك أردف: "لم تصبح فنلندا يومًا مناهضة لروسيا وليس هناك أي خلاف" معها، موضحًا أن انضمامها إلى الحلف "لا يمكن سوى أن يؤثر في طبيعة علاقاتنا" لأن الحلف "هو منظمة غير صديقة، بل معادية لروسيا على أكثر من صعيد".

يشار إلى أن انضمام فنلندا إلى الناتو، بعد اعتمادها سياسة عدم الانحياز العسكري مدة 3 عقود، يتيح أن يضاعف الحلف طول حدوده التي يتشاركها أعضاء فيه مع روسيا، الأمر الذي يثير استياء موسكو.

فيما ترى روسيا أن الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة هو أحد أبرز التهديدات لأمنها، وكانت رغبة كييف في الانضمام إلى الحلف أحد الأسباب التي أشارت إليها موسكو لتنفيذ عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

حلف الناتو 

حلف الناتو أو حلف شمال الأطلسي هو تحالف عسكري دولي يتكون من 30 بلد عضو مستقل في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا. وتشارك 21 دولة أخرى في برنامج الشراكة من أجل السلام التابع لمنظمة حلف شمال الأطلسي، مع مشاركة 15 بلدا آخر في برامج الحوار المؤسسي.

كان حلف شمال الأطلسي ما يزال حديثا ولا يغدو كونه أكثر من منظمة سياسية إلى أن حلَّت الحرب الكوريَّة التي رفعت أعداد الدول الأعضاء في المنظمة. إذ حرَّكت تلك الحرب أعضاء هذا التنظيم، وتم بناء هيكل عسكري متكامل تحت إشراف اثنين من القادة الأمريكيين. 

وأدى مسار الحرب الباردة إلى التنافس مع أمم حلف وارسو، الذي شكل في عام 1955. 

ثارت الشكوك حول قوة العلاقة بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب الشكوك حول مصداقية دفاع حلف الناتو ضد الاحتلال السوفيتي المستقبلي، مما أدى إلى تطوير الردع النووي الفرنسي المستقل وانسحاب فرنسا من الهيكل العسكري لحلف الناتو في عام 1966 لمدة 30 عاما. 

بعد سقوط جدار برلين في ألمانيا في عام 1989، شاركت المنظمة في تفكك يوغوسلافيا، وأجرت أول تدخلاتها العسكرية في البوسنة من 1992 إلى 1995 ثم في وقت لاحق يوغوسلافيا في عام 1999. ومن الناحية السياسية، سعت المنظمة إلى تحسين العلاقات مع بلدان حلف وارسو السابقة، التي انضم العديد منها إلى التحالف في عامي 1999 و2004. 

وقد تم الاستعانة بالمنظمة، عن طريق المادة 5 من معاهدة الشمال الأطلسي، التي تطلب من الدول الأعضاء أن تأتي لمساعدة أي دولة عضو تخضع لهجوم مسلح، للمرة الأولى والوحيدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، التي تم بعدها نشر القوات في أفغانستان تحت قيادة ايساف التابع للناتو في أفغانستان.

وقد قامت المنظمة بشغل مجموعة من الأدوار الإضافية منذ ذلك الحين، بما في ذلك إرسال مدربين إلى العراق والمساعدة في عمليات مكافحة القرصنة وفي عام 2011 قام حلف الناتو بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا وفقا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1973. 

أمّا المادة 4 الأقل فعالية، التي تستشهد بالتشاور بين أعضاء حلف الناتو، فقد استند إليها خمس مرات: من قبل تركيا في عام 2003 على حرب العراق؛ مرتين في عام 2012 من قبل تركيا في الحرب الأهلية السورية، بعد إسقاط طائرة استطلاع تركية من طراز F-4 التركي، وبعد إطلاق قذيفة هاون على تركيا من سوريا في عام 2014 من قبل بولندا، بعد التدخل الروسي في شبه جزيرة القرم، ومرة أخرى من قبل تركيا في عام 2015 بعد تهديد الدولة الإسلامية في العراق والشام بسلامتها الإقليمية.

منذ تأسيسها، زادت الدول الأعضاء من 12 دولة أصلية إلى 30 دولة عضو. الدول الأعضاء الأخيرة التي أُضيفت إلى الناتو هي الجبل الأسود في 5 يونيو 2017 ومقدونيا الشمالية في 27 مارس 2020. حلف شمال الأطلسي يعترف حاليا بالبوسنة والهرسك وجورجيا كأعضاء طموحين.